أخبار عالميةالأخبار

إسرائيل للأفارقة: كونوا كلابنا في غزة لتحصلوا على الإقامة

لا يمكن لأي إسرائيلي ذي ضمير ألا يصدم بنبأ عن استخدام جهاز الأمن لطالبي لجوء من إفريقيا لتنفيذ مهام مختلفة ومتنوعة في قطاع غزة مقابل مساعدة لتلقي مكانة إقامة دائمة في إسرائيل. المعنى واضح: إسرائيل تقيم فيلق فاغنر خاصاً بها. روسيا استخدمت جيش مرتزقة من آلاف السجناء ممن تلقوا العفو وتحرروا من السجن مقابل خدمة عسكرية على نحو خاص. في إسرائيل الابتزاز الإجرامي موجه إلى الفئة السكانية الأضعف، وهم طالبو اللجوء من إفريقيا: نفذوا مهام خطرة على الحياة في جيش ليس جيشكم، في حرب ليست حربكم، وستنالون إقامة دائمة.

ينضم هذا النبأ إلى ما كشف عن استخدام الجيش الإسرائيلي لمدنيين فلسطينيين يختطفونهم عشوائياً لتمشيط أنفاق في غزة. هؤلاء الفلسطينيون البائسون يرسلون إلى الأنفاق مقيدي الأيدي، بعد أن ألصق الجيش الإسرائيلي كاميرات بأجسادهم، وهكذا “يعثرون” على الفتحات بدلاً من كلاب وحدة “عوكتس” الذين قتل الكثير منهم في الحرب. قتل فلسطيني واحد على الأقل فيما يشبه هذه العملية الانتحارية. “حياتنا أهم من حياتهم”، قال أحد قادة الجيش الإسرائيلي. ويفهم من التقرير بأن القيادة العليا تعرف بهذا السلوك.

الحرب في قطاع غزة تصبح رافعة تدهور الدولة إلى هوات وتشويهات لم تشهدها قط. وقوف قيادة الجيش الإسرائيلي ومحافل أمن أخرى خلف هذه الأعمال، التي لا توجد جرائم حرب أخطر منها، تجعلها خطيرة على نحو خاص. الدروع البشرية محظورة حسب ميثاق جنيف. كما أن محكمة العدل العليا قضت بهذا بشكل صريح في موقفها من “نظام الجار”. لكن ليس في ذلك ما يردع قادة الجيش الإسرائيلي. جيش ادعى “عبثاً” بأنه “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”، وبعد سنة من الحرب في قطاع غزة لم يعد يمكنه حتى محاولة تغطية هذا الادعاء العليل دون أن يكون موضع هزء مرير.

الآن اتخذ جهاز الأمن خطوة أخرى في المنحدر السلس: استغلال وحشي لضعف بني البشر من أجل إجبارهم على تعريض حياتهم للخطر بدلاً من الجنود. من الصعب التعبير بالكلمات عن عمق هذا الدرك الأسفل الذي قد يتدهور حتى أكثر من ذلك. اليوم يبتزون طالبي اللجوء، وغداً سيكون هؤلاء السجناء الجنائيون الذين لا يوجد لهم أيضاً الكثير مما يخسرونه مثلما في روسيا.

ليس كل شيء متاحاً للنشر في هذه القضية، لكن يكفي ما نشرته “هآرتس” كي يدعو رئيس الأركان وهيئة الأركان فوراً للوقف الفوري من كل نوع من الأعمال الحربية التي تقوم على أساس الابتزاز بالتهديد. وحتى الجيش البعيد عن أن يكون “الأكثر أخلاقية في العالم” لا يمكنه أن يواصل استخدام أساليب قتالية حقيرة بهذه الدرجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى