قيمة العملة السورية تقدر بالميزان
باتت عملية زنة النقود على الميزان في الأسواق السورية بمناطق سيطرة النظام ظاهرة رائجة بين التجار، بعد الانهيار المستمر في قيمة الليرة السورية، مع الصعوبة البالغة التي تعتري عمليات العد للمبالغ الكبيرة، بالتزامن مع اهتراء الأوراق النقدية الذي يمنع ماكينات عد العملة من العمل.
ويضطر المتعاملون في الأسواق من تجار وصرافي العملة إلى حمل مبالغ مالية بحجم كبير من الليرة السورية، الأمر الذي يزيد من مخاطر التعرض للسرقة، في ظل غياب التعاملات النقدية الإلكترونية عبر البطاقات البنكية.
وقال تاجر من مدينة حلب شمالي سوريا إن غالبية الصفقات الصغيرة والمتوسطة تتم بطريقة زنة المبالغ المالية، لأن عد العملة سوف يأخذ وقتا طويلا جدا، وبحاجة إلى شخص متفرغ لهذه المهمة الصعبة.
وأضاف التاجر أن جهاز عد العملة لديه كثيرا ما يتوقف عن العد، بسبب تلف أجزاء من الفئات النقدية، أو قيام البعض بلصق المهترئ منها باللاصق الشفاف، أو حتى إضافة قطع ورقية لتظهر بمظهر الكاملة، الأمر الذي يوقف الجهاز عن العد.
وأشار التاجر إلى أن حمل العملة في أكياس كبيرة بات ظاهرة شبه اعتيادية، ومحط التندر لدى غالبية الأهالي، إذ أصبح شراء غسالة كهربائية أو أثاث منزل يتطلب حمل أكياس عدة من العملة السورية من قبل المشتري، ومعضلة العد والتخزين من قبل البائع.
اكيف توزن العملة؟
ويشرح صائغ الذهب عبد الله بركات آلية زنة العمل المعتمدة لدى غالبية التجار والصاغة عموما، موضحا أن وزن رزمة تعادل 500 ألف ليرة سورية من فئة 5 آلاف ليرة يبلغ 98 غراما، ووزن رزمة 200 ألف ليرة سورية من فئة ألفي ليرة سورية يبلغ 100 غراما.
ويكمل بركات أن وزن رزمة 100 ألف ليرة من فئة ألف ليرة سورية يصل إلى 97 غراما، ووزن رزمة 50 ألف ليرة من فئة 500 ليرة سورية يصل إلى 102 غرام.
وحسب بركات، تتم زنة العملة لدى الغالبية عن طريق ميزان الذهب شديد الحساسية أو أي ميزان إلكتروني دقيق، مشيرا إلى أن نسبة الخطأ واردة بشكل طفيف جدا، ولا تؤثر كثيرا في القيمة المالية المنهارة أساسا.
فقدان للموارد
ومنذ عام 2011 الذي شهد بدء الاحتجاجات الشعبية في البلاد، سجلت قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأميركي انخفاضا كبيرا، مما جعل من أكبر فئة نقدية سورية (5 آلاف ليرة سورية) في الأسواق اليوم تساوي أقل من نصف دولار واحد.
في حين يعادل كل دولار أميركي، وفق موقع “الليرة اليوم” الذي يعتمد السعر الرسمي 14 ألفا و650 ليرة سورية، في أسواق العاصمة دمشق.
رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا أسامة قاضي، رأى من الطبيعي أن تفقد العملة السورية قيمتها بعد كل هذا الدمار والإهمال والفوضى وفقدان موارد سوريا البشرية والثروات الباطنية والمالية، وتقسيمها إلى 3 مناطق نفوذ، فيها 830 نقطة عسكرية أجنبية، و23 معبرا داخليا بين المحافظات.
وقال قاضي إن النظام السوري لم يستفد من عودته لجامعة الدول العربية في 19 مايو/أيار 2023 في استعادة قيمة العملة السورية “بل إن قيمتها هبطت من 8 آلاف إلى 15 ألفا للدولار الواحد، وسعر غرام الذهب عيار 18 من 404 آلاف إلى 914 ألف ليرة”.
وشدد قاضي على أن استمرار النظام السوري في نهج روسيا وإيران باعتبارهما “الضامنين” للعملية “السياسية” في سوريا، قد يؤدي إلى أن تصل العملة السورية خلال سنوات إلى إلغاء 10 أصفار من العملة كما حدث مع دولار زيمبابوي.