أخبار عربيةالأخبارالعراق

هل يخطط تنظيم الدولة الإسلامية لاستعادة نفوذه في العراق؟

عزّزت قوات الأمن العراقية من تواجدها عند الحدود مع سوريا، تحسباً لتسلل «إرهابي» محتمل على خلفية إعلان قوات سوريا الديمقراطية «قسد» إطلاق سراح عدد من المعتقلين- بينهم «إرهابيون» عراقيون- الأسبوع الماضي، وفيما طمأنت قيادات عسكرية في محافظتي الأنبار ونينوى بأن الحدود مؤمّنة، حذّر وزير عراقي سابق من خطوة إقدام عناصر تنظيم الدولة المُفرج عنهم أخيراً، على استعادة نفوذه داخل العراق.

ومنتصف الأسبوع الماضي، حذرت قيادة عمليات غرب نينوى، من تسلل عناصر من التنظيم يحملون الجنسية العراقية، أفرجت عنهم «قسد» مؤخراً، من محاولة الدخول مجدداً للأراضي العراقية.
وقالت القيادة في برقية أمنية إن «من بين عناصر داعش المفرج عنهم بموجب العفو العام من قبل الإدارة الذاتية 470 عراقياً» مبينة أن «هؤلاء يرومون التسلل إلى الأراضي العراقية في الفترة المقبلة» فيما دعت إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر والانتباه الشديد.
وتحدثت مصادر عراقية مطلعة عن صدور توجيهات مشددة حول اتخاذ تدابير أمنية في 9 مناطق غرب محافظة نينوى الشمالية.
وحسب المصادر فإن قوات قسد في سوريا أطلقت في الأيام 3 الماضية أكثر من 400 معتقل بينهم العشرات من تنظيم الدولة الذين يحملون الجنسية العراقية ممن كانوا محتجزين في بعض السجون التي تسيطر عليها منذ 7 سنوات.
ونقلت مواقع إخبارية مقربة من «الحشد الشيعي» و«الإطار التنسيقي» الشيعي، عن تلك المصادر قولها، إن إطلاق الإرهابيين يدلل على وجود نية لضرب الاستقرار في مناطق عدة من سوريا والعراق بأجندة أمريكية، كونها هي من تسيطر على قرارات قسد السورية، مؤكدة صدور توجيهات مشددة من قيادة عمليات غرب نينوى باتخاذ تدابير الحيطة والحذر في 9 مناطق قريبة من الشريط الحدودي مع سوريا.
وأشارت إلى وجود تنسيق مباشر بين الجيش وحرس الحدود وتشكيلات الحشد الشعبي المرابطة في عدة قواطع، من أجل مواجهة أي عمليات تسلل بحزم وعدم اعطاء أي فرصة أمام الخلايا الإرهابية بالعودة.
في الأثناء، أكدت قيادة عمليات نينوى «للحشد» عدم وجود أي مخاوف لتسلل «الإرهابيين» إلى الأراضي العراقية.
وقال قائد العمليات خضير المطروحي، في بيان إن الأوضاع الأمنية في عموم محافظة نينوى مستقرة بشكل كبير بفعل التنسيق العالي بين كافة الأجهزة الأمنية الموجودة في عموم المحافظة والعمليات الأمنية التي تنفذها القطعات المشتركة.
وبين أن قطعاتنا وبعد ما وردت معلومات بإطلاق عدد من الإرهابيين من الجانب السوري باتجاه الحدود العراقية ممن هربوا من مدينة الموصل عند عمليات التحرير، قد أخذت جميع القوات الأمنية كافة التدابير الأمنية لمنع تسللهم.
وأضاف: نوجّه رسالة اطمئنان إلى العراقيين جميعا وأهالي محافظة نينوى بانه لا توجد هناك أي مخاوف لتسلل الإرهابيين إلى الأراضي العراقية، وحدودنا حاليا مؤمنة ومسيطر عليها بشكل كبير بوجود أجهزة المراقبة الفنية والقوات الميدانية من الحشد الشعبي والجيش وبقية الصنوف الأمنية.
وفي وقت سابق من الجمعة الماضية، وجّه رئيس «الحشد» فالح الفياض بتعزيز الانتشار في المناطق الصحراوية المحاذية للحدود السورية من جهة محافظة نينوى.
وخلال زيارة أجراها لقاطع عمليات غرب نينوى، اطلع الفياض على طبيعة المهام والواجبات الموكلة لقوات «الحشد» وحجم التحديات الأمنية في تلك المنطقة، مشدداً على ضرورة إدامة العمليات الاستباقية، وتعزيز الانتشار في المناطق الصحراوية والحدودية، فضلاً عن ترسيخ التعاون مع المواطنين للحفاظ على الاستقرار بالمحافظة.
وأشار، حسب بيان صحافي، إلى أن وجود الحشد الشعبي والقوات الأمنية على السواتر يشكل رسالة اطمئنان لجميع المواطنين.
في السياق ذاته، أكد قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي اللواء الركن حسن السيلاوي، أن القوات الأمنية يقظة وحذرة وجاهزة لإفشال أي مخطط «إرهابي» محتمل.
وقال السيلاوي حسب مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع العراقية إن الجيش هو سور البلاد وبحال أصبح الجيش قويا فإن كل القوات تصبح أقوى وبالنتيجة فإن الدولة تصبح أقوى» مبينا أن «هناك أوامر صارمة من وزير الدفاع واجبة التنفيذ.
وأضاف السيلاوي، انه «ضمن قاطع مسؤوليتنا ضمن قاطع القائم إلى الطريفاوي، وقطعاتنا تمسك 86 كيلومترا على طول الشريط الحدودي العراقي السوري، وهناك تعاون بين القوات الماسكة للمنطقة وبين قواتنا» مشدداً على أنه يجب المحافظة على الجندي ومستلزماته من مأكل ومشرب ومنام وإجازة لأننا نتوقع أن يقوم تنظيم الدولة بتعرض بهاون أو حزام ناسف أو أي هجوم بالتالي فإننا نطالب دائما بالحيطة والحذر.
وأوضح انه لغاية الآن لم تسجل أي حالة تسلل عبر الحدود العراقية، وان القوات الأمنية يقظة وحذرة وجاهزة لإفشال أي مخطط إرهابي محتمل.
ورغم التطمينات الأمنية، غير إن الوزير العراقي السابق، زعيم تحالف «مستقبل العراق» باقر الزبيدي، حذّر من تسلل «إرهابيين» عراقيين وعرب وأجانب من سوريا إلى العراق، في محالة لإنشاء قاعدة للتنظيم من جديد.
الزبيدي ذكر في بيان صحافي، أنه «في خضم الأحداث العالمية الراهنة تم تجاهل واحد من أهم الأحداث التي تهم المنطقة والعالم» مبيناً أن قوات قسد الكردية أطلقت أول الوجبة من الإرهابيين من سجونها، حيث أفرج عن 111 فردا من سجن علايا في القامشلي بموجب عفو لا يعرف سببه.
وأرى أن هذه الأعداد هي الوجبة الأولى من الذين سيطلق سراحهم والذين يقدر عددهم بـ1511 عنصراً إرهابياً، ومن ضمن هذه الأعداد هناك 470 إرهابيا عراقي الجنسية.
وأكد أن أغلب المطلق سراحهم سواء كانوا عراقيين أو عرب أو مقاتلين أجانب سيحاولون التسلل إلى العراق، وهذا راجع لعدة أسباب من أهمها وجود حواضن داخل العراق تأمن لهم المال اللازم، بالإضافة إلى أن الكثير منهم ما زال يتمتع بعلاقات اجتماعية ولديهم أفراد من عوائلهم داخل العراق.
وطبقاً للزبيدي فإن المقاتلين العرب والأجانب غير مرحب بهم في المناطق السورية، ومع تبدل العديد من قيادات الجماعات الإرهابية هناك فإنهم سيحاولون تشكيل قاعدة جديدة لهم داخل العراق لاستعادة النفوذ، لافتاً إلى أن بوابة الإرهاب ستفتح مع إطلاق سراح هؤلاء الإرهابيين، وسيكون هناك المزيد من عمليات إطلاق الإرهابيين من سجون معلنة وغير معلنة.
واعتبر الوزير العراقي السابق بأن توقيت هذا العمل يرتبط بشكل كبير بمشروع التغيير القادم في المنطقة والرؤية العالمية الجديدة للعراق وسوريا» منوهاً بأن «الحكومة العراقية عليها اليوم أن تتخذ كافة الاحتياطات لمنع عودة الإرهاب، والأهم أن تتعامل دبلوماسيا مع ورقة الإرهاب بقوة وبدون تنازلات.

زر الذهاب إلى الأعلى