الأهالي يفكون حصار أجهزة الأمن الفلسطينية عن المجاهد قائد كتيبة طولكرم
لقي قائد كتيبة طولكرم محمد جابر (أبو شجاع) استقبالا حافلا اليوم الجمعة في مخيم نور شمس في طولكرم شمال الضفة الغربية بعد أن أخرجه مواطنون من مستشفى بالمدينة، حيث كانت تحاصره أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في محاولة لاعتقاله.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي حشدا من الفلسطينيين كان في استقبال قائد الكتيبة التابعة لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، المطارد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأظهرت لقطات قيام شبان برفع القائد الميداني على أعناقهم في مخيم نور شمس.
وكانت مصادر قالت إن المواطنين تمكنوا من إخراج قائد كتيبة طولكرم محمد جابر أبو شجاع من مستشفى ثابت ثابت الحكومي بطولكرم، حيث كانت يتلقى العلاج، وسط دعوات من فصائل المقاومة للنفير نحو المستشفى لفك حصاره.
وكان أبو شجاع (26 عاما) قد نقل إلى المستشفى بعد إصابته بانفجار عبوة ناسفة أثناء عملية تصنيعها.
وقبيل إخراج أبو شجاع من المستشفى اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وأجهزة الأمن الفلسطينية، كما ألقت أجهزة الأمن قنابل غاز مسيلة للدموع لتفريق المحتجين على حصار القائد الميداني المطارد من الاحتلال.
وأصدرت سرايا القدس وكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وكتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، بيانات دعتا فيها إلى النفير لفك الحصار عن قائد كتيبة طولكرم.
وتعرض المقاوم الفلسطيني لمحاولات اغتيال متعددة من الجيش الإسرائيلي، كان أبرزها في أبريل/نيسان الماضي، حين خرج محمولا على الأكتاف خلال تشييع جثامين شهداء في مخيم نور الشمس شرقي طولكرم، وذلك بعد أيام من إعلان اغتياله في اجتياح إسرائيلي واسع للمخيم امتد أكثر من 50 ساعة، واستشهد فيه 14 فلسطينيا.
ردود الفعل
وفي ردود الفعل، قالت حركة حماس إن سلوك الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في ملاحقة المقاومين واعتقالهم ومصادر سلاحهم وصل إلى أخطر مراحله، بحسب تعبيرها.
وطالبت الحركة في بيان لها كل القوى الفلسطينية باستنكار هذه السلوكيات والعمل بحزم لوقفها، وأشادت بالوعي الجماهيري العالي والاستجابة السريعة من جماهير طولكرم لمنع اعتقال أبو شجاع وفك الحصار عنه.
كما دعت حماس قيادة السلطة للجم الأجهزة الأمنية عن ملاحقة المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، معتبرة أن استمرار هذه الأجهزة في إطلاق النار على المقاومين ومصادرة سلاحهم يتعارض مع الموقف الوطني الموحد ومسيئا لنضال الشعب الفلسطيني الذي يضرب أروع الأمثلة في الصمود، وفق ما ورد في البيان نفسه.
وقال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد إن فك الحصار عن محمد جابر أبو شجاع وتخليصه من أيدي أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في طولكرم كان بفضل استجابة الجماهير لنداءات المقاومة، ووصف الحادث بأنه مؤشر على تعزيز الحاضنة الشعبية للمقاومة.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن أجهزة السلطة أقدمت على حصار أبو شجاع لاعتقاله بعد نجاته من محاولات اغتيال إسرائيلية، وأضافت أن “سلوك أمن السلطة يثبت أن التنسيق الأمني تجاوز الخطوط الحمراء ويؤذي كل مساعي الوحدة والمصالحة”، على حد تعبيرها.
وقال علي أبو شاهين عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي إنه يجب الضغط على السلطة الفلسطينية حتى تغير موقفها، مضيفا أن ما فعلته السلطة اليوم يخدم أجندة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب تعبيره.
وقال محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة إن قوة من الأجهزة الأمنية وصلت لمستشفى ثابت ثابت الحكومي إثر وصول إصابة للمستشفى، وذلك وفقا للإجراءات المعتادة.
وأضاف طقاطقة في تصريح صحفي أن قوات الأمن تعرضت بعد وصولها بلحظات لإطلاق نار فردت بالمثل، ثم وصل أشخاص حاولوا اقتحام المستشفى، فتعاملت معهم الأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن المستشفى، لكن القوات انسحبت دون اعتقال أحد حفاظا على الدم الفلسطيني وحماية للسلم الأهلي، وفق تعبيره.
ودعا محافظ طولكرم لعدم الالتفات إلى كافة أشكال إثارة الفتن وتوتير الساحة المحلية في ظل العدوان وحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في كل المحافظات.
سيرة نضالية
وينتمي قائد كتيبة طولكرم لعائلة فلسطينية هجّرها الاحتلال من مدينة حيفا في نكبة عام 1948، واستقرت بمخيم نور شمس. وولد الشاب الأوسط بين 5 أشقاء، ونشأ وترعرع في المخيم وتعلم في مدارسه، لكنه لم يكمل دراسته لظروف قاهرة.
وتعرض أبو شجاع للاعتقال في سجون الاحتلال منذ كان في عمر الـ17، ثم اعتقل مرتين قضى بموجبهما نحو 5 سنوات في سجون الاحتلال، إلى جانب اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية مرتين. وكان استشهد شقيقه الأصغر محمود خلال اقتحام الاحتلال للمخيم.
ولمع اسم أبو شجاع (26 عاما) كأحد أبرز المؤسسين لـ”كتيبة طولكرم – سرايا القدس”، مع استشهاد المقاوم سيف أبو لبدة من مخيم نور شمس، الذي تزعّم فكرة الكتيبة وبداية نشوئها، أسوة بكتائب المقاومة المنطلقة خلال الأعوام الماضية في الضفة الغربية، ليتولى أبو شجاع قيادتها وتطويرها.
وتحت ضغط الاقتحامات والتوغلات الكثيرة لمخيم نور شمس، رفض أبو شجاع والمقاومون تسليم أنفسهم أكثر من مرة، فظل مطاردا طوال عامين.
ووصف الإعلام الإسرائيلي أبو شجاع بأنه من كبار المطلوبين لإسرائيل”، وأنه “شخص زعزع الاستقرار بشمال الضفة الغربية.