جيش الكيان الإسرائيلي يواجه نقصاً كبيراً في أعداد الجنود
يعاني الجيش الإسرائيلي من نقص كبير في عدد الجنود في ظل الأزمة الحالية، إذ يقدّر النقص بحوالي 25,000 و50,000 جندي وجندية، وفقاً لما نشرته صحيفة “هاندلسبلات” الألمانية.
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن الخبراء قد قدروا بشكل خاطئ الاحتياجات البشرية للجيش، إذ لم يتوقعوا اندلاع النزاعات العسكرية على جبهتين في وقت واحد، غزة ولبنان. بالإضافة إلى ذلك؛ منذ السابع من أكتوبر، سقط ما لا يقل عن 665 جندياً وجندية، وأُصيب 1500 آخرون، بعضهم بإصابات خطيرة، استناداً لما ذكره يوهانان بن يعقوب، المتحدث السابق باسم الجيش في لقاء مع الصحيفة الألمانية.
ونظرًا لعدم وضوح نهاية الحرب في غزة، واحتمال تصاعد القتال في جنوب لبنان، تقرر الآن تمديد فترة خدمة جنود الاحتياط، وسيتم إلزامهم بالخدمة لمدة 90 يومًا، بزيادة 60 يومًا عن الفترة السابقة. ويعتقد الخبراء العسكريون أنه إذا قامت إسرائيل بفرض إدارة عسكرية على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، فقد يضطر الجنود إلى ارتداء الزي العسكري لمدة تصل إلى 180 يومًا. كما سيتم تمديد فترة خدمة الجيش النظامي من سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات.
تعد الحكومة أيضًا قانونًا جديدًا ينص على تأخير سن التقاعد لجنود الاحتياط. يقترح رفع سن الإعفاء من خدمة الاحتياط من 40 إلى 41 عامًا للجنود، ومن 45 إلى 46 عامًا للضباط.
الخدمة العسكرية للأرثوذكس المتشددين
ويشير تقرير الصحيفة الألمانية إلى القرار الجديد بضم الأرثوذكس المتشددين إلى صفوف الجيش، حيث قررت المحكمة العليا بالإجماع، هذا الأسبوع، أنه يمكن الآن استدعاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية الأرثوذكسية المتشددين للخدمة العسكرية، وتدلل على صحة استنتاجها بهذا الصدد.
كانت القوانين السابقة تعفي الشبان الذين يدرسون في معاهد دينية بدوام كامل من الخدمة العسكرية. ولكن هذا الاستثناء القانوني قد انتهى الآن، وأشارت المحكمة إلى أنه لم يعد مقبولًا في ظل الحرب الشاقة الحالية التي تتطلب توزيعًا عادلًا للعبء.
في خطوة أولى، سيقوم الجيش بتجنيد 3000 من الأرثوذكس المتشددين. ومع ذلك، شددت النائب العام غالي بهاراف-ميارا على أن هذه الخطوة لا تضمن توزيعًا عادلًا للعبء على المجتمع بأكمله. وأمرت وزارة الدفاع بوضع خطة لزيادة هذا العدد، واتخاذ الخطوات اللازمة لتعظيم إمكانيات التجنيد.
قد تكون مساهمة الأرثوذكس المتشددين في الجيش كبيرة. في عام 2023، تم إعفاء أكثر من 60,000 شاب من المجتمع الأرثوذكسي المتشدد من الخدمة العسكرية. يعتمد الجيش بشكل أساسي على استخدام قوات الاحتياط. تتسبب الخدمة الطويلة في إنهاك الاقتصاد وأسر الجنود الذين يقضون شهورًا بعيدين عن منازلهم ووظائفهم. في الوقت الحاضر، تم إعادة معظم جنود الاحتياط إلى الحياة المدنية، ما أدى إلى تقليل عدد المقاتلين النشطين بشكل كبير.
على مدار العقود الماضية، قلصت قوات الجيش الإسرائيلي بشكل كبير من عدد جنودها النظاميين والاحتياط. لقد كانت السياسة تعكس تقديرات خاطئة للتهديدات المحتملة، بحسب إيتان شامير، مدير مركز بيغن- السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار-إيلان بالقرب من تل أبيب. ويقول شامير: تم تسريح حوالي 170,000 جندي من الاحتياط لأن قيادة الجيش قررت أنهم لم يعودوا بحاجة إليهم.
لكن الحرب الحالية أثبتت أن هذا كان خطأً كبيراً. لم يتم تقليص الأعداد فحسب، بل تم أيضاً خفض ميزانيات التدريب بشكل كبير. لم يكن من المصادفة أن يتطلب الجيش ما يقرب من ثلاثة أسابيع من التدريب، قبل أن يتمكّن من شنّ هجوم بري في الحرب الحالية.
وبحسب “هاندلسبلات” الألمانية، يعتقد العديد من الخبراء العسكريين في تل أبيب أن وجود قوة برية أكبر في السابع من أكتوبر كان يمكن أن يمكّنهم من تشكيل جبهة صلبة. كما كان يمكن أن يسمح بهجوم متزامن وشامل في قطاع غزة بأكمله. هم أيضاً يرون أن الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر على إسرائيل وشدة الرد الذي قررته حكومة نتنياهو كانت مفاجأة للقيادة العسكرية. فقد كانت القوات المسلحة “صغيرة جدًا” لهذه المهمة.
كما يتفق بن يعقوب، المتحدث العسكري السابق في لقاء مع الصحيفة الألمانية مع هذا الرأي، ويضيف أن العسكريين الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن زمن الحروب الإقليمية الكبرى- مثل حرب الأيام الستة عام 1967، أو حرب يوم الغفران عام 1973- قد ولّى.