مقارنات في مصر بين سهولة دخول السياح الإسرائيليين وصعوبة دخول الفلسطينيين من غزة
فتح مصرع 3 سياح إسرائيليين في مصر السبت الماضي، في حادث سير خلال تواجدهم في سيناء، الباب للمقارنة بين التكلفة التي كان يتحملها أبناء قطاع غزة الراغبين في دخول مصر في ظل العدوان الإسرائيلي، قبل غلق معبر رفح بعد سيطرة الاحتلال على الجانب الفلسطيني منه في 7 مايو/أيار الماضي والتي تصل لآلاف الدولارات، والتكلفة التي يتحملها السائح الإسرائيلي لدخول سيناء.
ولقي 3 سائحين إسرائيليين مصرعهم السبت الماضي، في حادث سير في منطقة أوزر في شبه جزيرة سيناء المصرية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن القتلى الثلاثة هم طفلة تبلغ من العمر 6 أشهر ووالداها. وأضافت، أن طفلين آخرين كانا في السيارة أصيبا بجروح متوسطة إلى خطيرة، ونقلا إلى مستشفى في سيناء لتلقي المزيد من العلاج الطبي.
وكتبت فديا خراجي على «فيسبوك»: لن ننسى أن مصر فتحت معبر رفح بتنسيق وصل لـ 5000 دولار للفرد الواحد في حين أن معبر طابا مفتوح أمام الصهاينة بتذكرة قيمتها 20 دولار فقط.
وكتب حساب محمود أبو العوف، معبر طابا بين مصر وإسرائيل الدخول بالهوية الشخصية فقط تدفع 20 دولارا للسياحة، وهناك مثل يقول الله لا يحكم عربي بعربي.
وأضاف: الفلسطيني يجب أن يدفع 5 آلاف دولار، وأن يمتلك جواز سفر وربما لا يحصل على موافقة بدخول سيناء، أو حتى ينزل اسمه في تنسيق العبور بعد شهر، سنحاسبكم أمام الله.
تنسيق هلا
وكانت السلطات المصرية واجهت اتهامات وانتقادات تتعلق بالسماح لشركة «هلا» للسياحة المملوكة لرجل الأعمال المصري إبراهيم العرجاني باستغلال الأزمة الإنسانية التي يواجهها أهالي غزة في ظل العدوان الإسرائيلي من خلال تنسيق خروج الراغبين من قطاع غزة مقابل تحصيل آلاف الدولارات.
وحسب فلسطينيين دخلوا مصر عبر تنسق شركة هلا، فإن تكلفة الفرد كانت تبلغ 5000 دولار على الأقل، فيما تبلغ تكلفة الطفل أقل من 16 عاما 2500 دولار على الأقل. وفي أحيان كثيرة كانت تكلفة الشخص تتجاوز 7000 دولار وقد تصل لعشرة آلاف.
فيما وضعت الشركة تسعيرة لعبور المصريين العالقين في القطاع أو فلسطينيين من حاملي الجنسية المصرية، بلغت 650 دولارا للفرد على الأقل.
وشركة «هلا للسياحة» هي شركة مصرية، لها فرعان أحدهما في القاهرة والآخر في ميدان النجمة في مدينة رفح الفلسطينية، كما لها وكيلان في قطاع غزة، هما «شركة مشتهى للحج والعمرة وشركة حمد للسياحة في القطاع» حسب صفحة الشركة على موقع فيسبوك.
وتولت الشركة خلال السنوات الماضية نقل المسافرين من قطاع غزة وإليه عبر معبر رفح، من خلال إجراءات ميسرة، وحافلات حديثة ومتطورة، فيما عرف ببرنامج الـ في أي بي.
والشركة تابعة لمجموعة «أبناء سيناء» المملوكة للعرجاني، الذي تولت إحدى شركاته عمليات إعادة الإعمار في قطاع غزة، ضمن المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقيمة 500 مليون دولار في مايو/ أيار 2021.
وبدأ دخول السياح الإسرائيليين إلى مصر عقب اتفاقية السلام الموقعة عام 1979، والمعروفة إعلاميا بـ كامب ديفيد.
ويحصل الإسرائيلي على تصريح دخول سيناء في معبر طابا الحدودي بين الطرفين، مقابل دفع نحو 100 شيكل حوالي 26 دولارا، وتمنحه 15 يوما لزيارة خليج العقبة وسانت كاترين، فيما يحتاج السياح الإسرائيليون الذين يرغبون في زيارة أماكن خارج سيناء إلى حصول على تأشيرة من السفارة المصرية في تل أبيب.
اتفاق 1989
وحسب المفكر القومي ومستشار رئيس الجمهورية الأسبق للشؤون العربية محمد سيف الدولة، فقد، وقعت مصر وإسرائيل في 26 فبراير/ شباط 1989، اتفاقا بشأن السياحة إلى جنوب سيناء عبر معبر طابا.
وقال إن نص الاتفاق يعفي جميع السائحين الإسرائيليين الذين يدخلون جنوب سيناء من التأشيرات السياحية، وسيتم ختم طوابع الدخول والخروج إما على جواز السفر بناءً على طلب السائح أو على استمارات التسجيل العادية عند الدخول، على أن تكون هذه الطوابع صالحة لمدة 14 يوما.
وبين أن الاتفاق يقضي بعدم فرض رسوم على الأشخاص الذين يسافرون أقل من كيلومتر واحد من نقطة التفتيش، وتقديم التسهيلات في فندق «سونستا» الذي انشأته إسرائيل خلال فترة الاحتلال واشترته مصر بعد صدور حكم لجنة التحكيم الدولي بأحقية مصر في طابا ليتحول اسمه إلى هيلتون طابا على مدار 24 ساعة لاستبدال العملة الإسرائيلية بالعملة المصرية والعكس، والعملة الإسرائيلية التي يتم الحصول عليها من خلال هذا الإجراء ستكون قابلة للتحويل إلى دولارات أمريكية من قبل بنك إسرائيل.
وفيما يخص مركبات الركاب الخاصة والسيارات المستأجر، فنص الاتفاق على قيام سلطات الجمارك بتسجيل رقم لوحة ترخيص السيارة واسم المالك واسم السائق؛ ولصق طابع صالح لعدة إدخالات لمسافة كيلومتر واحد لفترة إقامة تصل إلى 14 يومًا.
تسهيلات للإسرائيليين
وجاءت إسرائيل ضمن قائمة دول ضمت المغرب وإيران، منحت مصر مواطنيهم في مارس/ آذار 2022، تسهيلات للحصول تأشيرة دخول اضطرارية في بعض المطارات المصرية.
وفي الشهر نفسه، أعلن الاحتلال عن توسيع الرحلات الجوية المباشرة التي يتم تسييرها مع مصر، وتدشين خط جديد ينطلق من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب إلى مدينة شرم الشيخ في مصر على البحر الأحمر، لتنطلق أول رحلة من مطار بن غوريون في أبريل/ نيسان من العام نفسه. وقالت مصادر لـ«القدس العربي» إن عدد السياح الإسرائيليين انخفض نسبيا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، خوفا من أي ردود انتقامية، في ظل حالة الغضب الشعبي من العدوان والحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة.
وكان أحد أفراد الشرطة المصرية، قتل سائحين إسرائيليين، عندما أطلق أعيرة نارية من سلاحه الشخصي على أحد الأفواج السياحية الإسرائيلية في منطقة «عمود السواري» الأثرية في مدينة الإسكندرية شمال مصر، في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأعلنت مجموعة أطلقت على نفسها «طلائع التحرير- مجموعة الشهيد محمد صلاح» مسؤوليتها عن اغتيال ما وصفته بعميل إسرائيلي في مدينة الإسكندرية
وسبق أن أكد إعلام الاحتلال، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تتابع التحقيقات في مقتل رجل أعمال يهودي في مصر.
وقضى رجل الأعمال زيف كيبر الذي يحمل الجنسيتين الروسية والكندية، ويمتلك إحدى الشركات لتجفيف وتصدير الخضراوات والفواكه في محافظة البحيرة (شمال) على يد مجهولين في منطقة سموحة في الإسكندرية.
وتبنت عملية قتل كبير، مجموعة حملت اسم الشهيد محمد صلاح الذي نفذ العام الماضي عملية بالقرب من معبر العوجة، أسفرت عن مقتل عدد من جنود الاحتلال،
وقالت المجموعة إن العملية جاءت ردا على المجازر التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة.
الأولى عربيا
وتعد مصر أكثر الدول العربية استقبالا للسياح الإسرائيليين خلال عام 2022، وفق بيانات تقرير معهد ابراهام.
استقبلت مصر في عام 2022 وفق التقرير، نحو 486 ألف سائح إسرائيلي، وهو المعدل الأعلى بين الدول العربية التي يزورها الإسرائيليون بغرض السياحة، فيما وجاءت الإمارات في المرتبة الثانية عربيا، من حيث الوجهات السياحية المفضلة للإسرائيليين، حيث استقبلت نحو 268 ألف زائر خلال 2022 مقابل 113 ألف سائح في عام 2021.
ودعت الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل «بي دي أس» المصريين لمقاطعة حفل الدي جي الكندية بلونديش، المزمع تنظيمه يوم 26 يوليو/ تموز المقبل في أحد قرى منطقة الساحل الشمالي.
كما طالبت المصريين، بالضغط على الشركة المنظمة لإلغاء الحفل وتعهدهم بالالتزام بمعايير المقاطعة الفنية للكيان الصهيوني.
وقالت الحملة في بيان، إن «بلونديش، نشرت بياناً في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعلن فيه عن تضامنها الكامل مع الكيان الصهيوني، وتؤكد أنه المكان الأقرب لقلبها لترددها عليه سنويا لإحياء حفلاتها في تل أبيب ومساهمتها في غسيل جرائم الاحتلال عن طريق الفن والموسيقى». وزادت الحملة في بيانها: الفنانة الكندية نشرت أكاذيب ضمن الدعاية الصهيونية الكاذبة تخص قيام الفلسطينيين الذين وصفتهم بالإرهابيين بذبح أطفال واغتصاب النساء.
وواصلت الحملة بيانها: خلال أكثر من 8 أشهر من الإبادة الجماعية، أغمضت عينيها تماما ولم تعبر بكلمة تعاطف واحدة إزاء ما يحدث في غزة ولم تحرك ساكنا إزاء قتل 38 ألف فلسطيني وذبح وحرق أطفال أمام العالم ومجازر ترتكب واحدة تلو الأخرى.
وزادت يوم الأحد الماضي فقط تحركت من أجل المكاسب المادية وخوفا من مقاطعة الناس لها، في محاولة ساذجة لإنقاذ حفلها الذي من المفترض أن يقام في مصر بعد شهر، ونشرت تصريحا يفيد بأن كل الأرواح مقدسة، وأنها ضد أي حرب، وأعاد منظمو الحفل المصريين نشر التصريح في محاولة لتبرئتها.
وقالت الحملة، إن التصريح لن يتضمن تصحيح أو اعتذار عن الأكاذيب التي نشرتها، ولم يتضمن إدانة واضحة للكيان الصهيوني وجرائمه في حق الشعب الفلسطيني، لم تصف ما يحدث منذ 8 أشهر ومازال مستمر بالإبادة الجماعية، ولم تتعهد بعدم إقامة حفلات في فلسطين المحتلة مرة أخرى، مثلما أعلن الكثير من الفنانين العالميين.