معارك ضارية بمحيط قاعدة إستراتيجية للدعم السريع الدي تدعمه الإمارات شمال الفاشر
قالت مصادر تابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني للجزيرة إن مسلحيها يخوضون معارك ضارية ضد دفاعات قوات الدعم السريع على تخوم منطقة الزرق بولاية شمال دارفور.
وأكدت المصادر أن المعارك ما زالت مستمرة قرب المنطقة التي تبعد نحو 120 كيلومترا شمال مدينة الفاشر عاصمة الولاية، وتمثل هذه المنطقة الواقعة في الصحراء قاعدة إمداد لوجستي مهمة لقوات الدعم السريع.
كما ذكرت مصادر في الجيش السوداني أن الجيش كبد قوات الدعم السريع خسائر وصفها بالفادحة في الأرواح والمعدات، وتمكن من إزالة عدد من دفاعات الدعم السريع في منطقة جبرة جنوب الخرطوم المحيطة بسلاح المدرعات.
وكانت مصادر عسكرية سودانية قد قالت للجزيرة إن محيط سلاح المدرعات التابع للجيش في منطقة جبرة جنوبي الخرطوم يشهد منذ فجر اليوم معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع التي حاولت الاستيلاء على عدد من المدرعات، وإن الجيش تعامل مع الهجوم باستخدام المدفعية الثقيلة لإيقاف تقدم قوات الدعم السريع.
وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش كبد قوات الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وتمكن من إزالة عدد من دفاعات الدعم السريع بمنطقة جبرة جنوب الخرطوم المحيطة بسلاح المدرعات.
كما أشارت المصادر إلى أن الجيش طرد قوات الدعم السريع من داخل منازل المواطنين والأعيان في مدينة جبرة.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش قصف من مواقعه شمال مدينة أم درمان تجمعات مختلفة للدعم السريع في العاصمة بصورة متتالية منذ الصباح الباكر وحتى الآن.
وأوضحت مصادر مقربة من الجيش للجزيرة أن القصف يستهدف بصورة أساسية ارتكازات وتجمعات للدعم السريع في محيط أحياء بمنطقة أم بدة وسوق ليبيا غربي مدينة أم درمان.
بدوره، قال الفريق ياسر العطا مساعد قائد الجيش السوداني إن الحديث عن التفاوض مرفوض، وإن قيادة الجيش تعمل على دحر هذا الكابوس، على حد وصفه.
حرائق مفتعلة
وأمس الأحد، كشفت شبكة “إن بي سي” الأميركية عن استخدام الحرائق سلاح حرب في السودان، حيث أظهرت صور أقمار صناعية أن مئات البلدات والقرى تم تدميرها بالكامل جراء حرائق مفتعلة.
ونقلت الشبكة عن خبراء أن أكثر من 50 قرية أُحرقت بشكل متكرر في إقليم دارفور، مما يشير إلى وجود نية للتهجير القسري وارتكاب جرائم حرب.
وقام الخبراء بالاعتماد على بيانات لأقمار صناعية مخصصة للكشف عن الحرارة طورتها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بتوثيق 235 حريقا في مدن وقرى بجميع أنحاء السودان منذ بداية الحرب في أبريل/نيسان 2023.
تحقيق السلام
وفيما يتعلق بالتوترات الحالية في السودان، أكد عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة ثقته في “تحقيق النصر الكامل في معركة الكرامة” بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي تهنئته بمناسبة عيد الأضحى عبر منصة “إكس” أعرب البرهان عن تفاؤله بعودة الوطن إلى كامل عافيته، مشددا على وحدة الوطن وتحقيق الحرية والسلام والعدالة.
من جانبه، أكد قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن قواته لن تتهاون في الدفاع عن نفسها ضد ما وصفها بـ”فلول النظام القديم” وعناصر الحركة الإسلامية في الجيش وجهاز المخابرات، إضافة إلى “حركات الارتزاق المسلحة”.
وأعرب حميدتي عن استعداده لدعم جميع المبادرات الإقليمية التي تهدف إلى تحقيق السلام الشامل واستعادة المسار الديمقراطي في السودان، متهما في الوقت ذاته الجيش بالانسحاب من مفاوضات السلام.
وشدد حميدتي على أن السودان يواجه ظروفا استثنائية بسبب الحرب، داعيا إلى فتح جميع الممرات لنقل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وفي الشأن الإنساني، تمكنت قوافل لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة وللمرة الثالثة خلال شهرين من العبور من مدينة الطينة الحدودية في دولة تشاد إلى إقليم دارفور.
وقال برنامج الغذاء العالمي إن قوافل المساعدات أوصلت كميات من الغذاء تكفي لدعم 160 ألف شخص.
وحذر البرنامج من أنه مع اقتراب موسم الأمطار ستصبح الطرق في إقليمي دارفور وكردفان غير صالحة للمرور لإيصال المساعدات.
يذكر أن النزاع الدائر منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد أسفر عن مقتل نحو 15 ألف شخص وتشريد أكثر من 8 ملايين، وفقا لتقارير الأمم المتحدة.