محاولات حكومية لإلهاء المصريين عن غزة ومعبر رفح
على مدار الأسابيع الماضية، فشلت عدة قضايا، حسب مراقبين، في جذب اهتمام المواطن بعيدا عن العدوان الإسرائيلي على غزة، خاصة في ظل الانتقادات التي تواجه الموقف المصري والتي زادت حدتها بعد اجتياح تل أبيب للمحور الحدودي والسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اختراق واضح لبنود اتفاقية السلام الموقعة عام 1979 والمعروفة إعلاميا بـ اتفاقية كامب ديفيد.
ويرى مراقبون أن الهدف من إثارة مثل هذه القضايا التي تتخذ من الدين والجنس عناوين، والتغطية الواسعة لأخبارها خلال الأسابيع الماضية، خلق حالة من الجدل تستهدف جذب اهتمام المواطن، وهو ما حدث بالفعل في البداية مع كل قضية تثار، قبل أن تعود وتفقد قدرتها على الاستحواذ على الرأي العام الذي ينشغل بالتفاصيل اليومية للعدوان على القطاع المحاصر والموقف المصري.
ويدلل المراقبون على رأيهم، أن هذه القضايا استحوذت على مساحات كبيرة من التغطية الإعلامية، في وقت تجاهل الإعلام المصري واقعة الاشتباك التي شهدتها المنطقة الحدودية بين القوات المصرية وجيش الاحتلال وأسفرت عن استشهاد جنديين، واقتصرت الاخبار التي نشرتها الصحف على بيان المتحدث العسكري المصري.
في مقدمة هذه القضايا، إعلان عدد من المثقفين المصريين تدشين ما يعرف بمركز «تكوين» للفكر العربي الذي وصل الجدل بشأن إلى ساحات القضاء.
مواقف المؤسسين
وتعرض المركز لسيل من الانتقادات. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تذكر بمقولات لمؤسسه الروائي يوسف زيدان، ينكر فيها رحلة الإسراء والمعراج، وأخرى للباحث إسلام البحيري ينكر ما جاء في كتاب البخاري الذي يعتبره أهل السنة والجماعة أهم كتاب بعد القرآن، فضلا عن آراء الإعلامي إبراهيم عيسى أحد مؤسسي المركز، وهو يهاجم المقاومة الفلسطينية وينتقد عملية طوفان الأقصى.
واعتبر مراقبون أن الهدف من تدشين المركز، هو الإلهاء عن ما يحدث على الحدود الشرقية تحت شعار أنظر العصفورة.
وكتبت دعاء أحمد: الخطاب السياسي الآن لابد أن يتحول نحو فلسطين نحو غزة نحو رفح، لا معنى للحرية، وفلسطين مقيدة ولا معنى للديمقراطية ولا معنى لحقوق الإنسان وغزة ورفح تحت القصف والاحتراق، العالم أجمع أسير الصهيونية العالم أجمع تحت سيطرة الديكتاتورية اليهودية.
وأضافت: الخطاب السياسي المتجه نحو الإسلام السياسي، ما هو إلا وسيلة للانشغال بأمور نحن في غنى عنها الأولوية للإنسان وحقة للعيش بسلام الأولوية للعدل والقصاص لابد من القصاص من الإسرائيليين وأعونهم.
وختمت دعاء: أدعوا السادة القائمين على مركز تكوين للخروج وتحليل الموقف في غزة ورفح أم أن تخصصهم الهدم والتشكيك في المعتقدات الدينية فقط.
حساب «الفيلسوف المصري» على «فيسبوك» انتقد محاولات الإلهاء، وكتب: لاحظت أن الاهتمام بالأخبار السلبية مثل مركز تكوين وأخبار يوسف زيدان وإبراهيم عيسى وإسلام بحيري وفاطمة ناعوت، غطى على أخبار حرب غزة وفلسطين، وهذا هو الهدف بتسليط الضوء على أمثال هؤلاء لإشغال الناس ولفت انتباههم عن الأهم والضروري.
بلاغ للنائب العام
لم يقتصر الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي، بل وصل ساحات القضاء، وحددت محكمة القضاء الإداري، أولى جلسات نظر الدعوى المقامة ضد مجلس أمناء مركز «تكوين» لجلسة 9 يونيو/ حزيران الجاري، لرد ممثلي هيئة قضايا الدولة والمرافعة الختامية.
كان أحد المحامين أقام الدعوى ضد أعضاء مجلس أمناء، المركز، وهم كل من إبراهيم عيسى وإسلام البحيري ويوسف زيدان وفراس السواح وألفة يوسف ونايلة نادر وفاطمة ناعوت.
وجاء في الدعوى، أنه طعنا على قرار إنشاء ما يدعى مؤسسة تكوين الفكر العربي، الصادر عن الجهة الإدارية، وزارة التضامن الاجتماعي، وإلزام الوزيرة بصفتها بإصدار قرار بإغلاق ذلك الكيان في حالة قيامه دون ترخيص، مع إصدار قرار بمنع ظهور أعضاء مجلس أمناء ذلك الكيان مؤسسة تكوين، على أي وسيلة إعلامية أو موقع إلكتروني بتلك الصفة.
وكان المحامي المصري عمرو عبد السلام تقدم ببلاغ عاجل للنائب العام ضد المجلس.
وقال في البلاغ: إن مؤسسي المركز عكفوا بصفة دورية ومسلسلة ومعروضة على العامة على استغلال تدويناتهم المكتوبة عبر حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال الندوات العامة أو البرامج التلفزيونية على بث أفكارهم المتطرفة تحت ستار الدين بالتشكيك في ثوابت الدين الإسلامي والسنة النبوية المطهرة بزعم تجديد الخطاب الديني والتنوير وتعمدهم إعطاء المعلومات المغلوطة للجماهير والتشكيك في الثوابت وعلم الحديث دون امتلاكهم لأي سند صحيح.
واتهمهم بـ إثارة الفتنة بين أطياف المجتمع المصري وزعزعة عقيدته الدينية الوسطية للنيل منه وإهدار ثوابت علم الحديث ومصادره بهدف التحقير من الدين الإسلامي وازدرائه، مما دعي بعض المواطنين ومؤسسة الأزهر الشريف في وقت سابق إلى التقدم ببلاغات ضدهم بتهمة ازدراء الدين الإسلامي وإثارة الفتنة بين عموم طوائف الشعب المصري – خاصة المبلغ ضده الثاني ـ إسلام البحيري والذي سبق إدانته في قضية ازدراء الدين الإسلامي وتم الحكم عليه بالسجن لمدة عام وتأييد هذا الحكم من محكمة النقض.
وتابع أن عموم الشعب المصري فوجئ منذ عدة أيام بانتشار إعلانات ترويجية ممولة عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي وشبكة المعلومات الدولية لمؤسسة تكوين الفكر العربي والإعلان عن أسماء مجلس أمناء المؤسسة والتي تضم المبلغ ضدهم الثلاثة وبعض الشخصيات الأجنبية.
وواصل المحامي أن المؤسسة عرفت نفسها من خلال موقعها الإلكتروني، أنها مؤسسة تهدف إلى وضع الثقافة والفكر العربي في شكل جديد يشمل المجتمع العربي، والعمل على تطوير خطاب التسامح وفتح آفاق الحوار والتحفيز على المراجعة النقدية وطرح الأسئلة حول المسلمات الفكرية، وإعادة النظر في الثغرات التي حالت دون تحقيق المشروع النهضوي الذي انطلق منذ قرنين، الأمر الذي أثار غضب وحفيظة عموم الشعب المصري وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف خشية قيام المؤسسة من استغلال الدين في الترويج للأفكار والمعتقدات المتطرفة والمغلوطة التي دأب المبلغ ضدهم وعكفوا علي إثارتها بين عموم الجماهير.
وأصدر الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية بيانا، قال فيه: يؤذيني ويؤذي معي كل متابع غيور دعوى الاكتفاء بالقرآن الكريم وإنكار السنة المشرفة وهي أحد الثوابت، كما يؤذي أشقائي المسيحيين دعوى الاقتصار على الإنجيل فقط وإنكار التقليد الكنسي الذي نقلت به كل شعائر المسيحية.
وأوضح: سيظل الأزهر في مكانته الرفيعة، وأنا أعفي المؤسسة الأزهرية الجليلة من خوض هذا الجدل، حتى تظل في مسارها الكريم دينيا ووطنيا وعلميا وإنسانيا على يد إمامها الأكبر شيخ الأزهر، لكنني سأتصدى وحدي بصفتي أحد أبناء الأزهر لكل هذا الجدل.
وواصل في بيانه: اليوم لم تعد القضية هي إسلام البحيري أو إبراهيم عيسى على حدة، بل صار هناك تجمع لعدد من هؤلاء السادة الكرام، فالمقترح الذي أطرحه اليوم هو الدعوة إلى مناظرة كبرى، بشرط أن يجتمع فيها كل أعضاء (مركز تكوين) في جهة وأنا منفردا في جهة.
وطالب، بتكوين فريق من الباحثين الأزهريين تحت إشرافه، للعمل على مدار سنة كاملة لمناقشة كل أفكار مركز تكوين نقاشا علميا رصينا وهادئا.
لم يكن يهدأ الجدل الذي أثاره مركز «تكوين» حتى فوجئ المواطنون، بقضية جديدة تحمل عنوان «سفاح التجمع» نسبة إلى منطقة التجمع التي يقطنها الأغنياء في القاهرة الجديدة.
قصة السفاح
وامتلأت مواقع صحافية، بعشرات الأخبار والتقارير التي تتناول قصة السفاح وضحاياه والوشوم التي رسمها على جسده، والتحقيقات التي جرت معه.
وظهرت قصة السفاح المتهم بقتل 3 سيدات، للمرة الأولى في الإعلام المصري، قبل أيام.
وفي بيان على صفحة النيابة المصرية على موقع فيسبوك» نُشرت اعترافات المتهم حول كيفية الإيقاع بضحاياه وارتكاب جرائمه.
وحسب التحقيقات، فقد اعتاد التعرف على فتيات واصطحابهن لمسكنه لممارسة أفعال جنسية غير مألوفة، وتعاطي المواد المخدرة معهن، ومعاشرتهن جنسيا، وحال وقوعهن تحت تأثير تلك المواد المخدرة، يقوم بإعطائهن عقاقير مذهبة للوعي، ثم يقوم بقتلهن وتصوير تلك المقاطع باستخدام هاتفيه.
وحسب وسائل إعلام مصرية، فإن المجرم ظهر في العديد من الفيديوهات التعليمية على تيك توك وهو يشرح كيفية تحدث الإنكليزية بالمصطلحات الأمريكية الدارجة، كما ظهر في مقطع وهو يروّج لتطبيق يساعد على تتبع تحركات الأطفال والزوجات؛ للاطمئنان على سلامتهم خارج المنزل.
وحظي الحساب المنسوب لقاتل التجمع الخامس المتسلسل، عبر «تيك توك» بمتابعة أكثر من 600 ألف مستخدم، كما حققت مقاطع الفيديو التي صنعها أكثر من 7 ملايين إعجاب.