برنامج قطري يحقق نجاحات كبيرا لتعليم الأطفال في أفريقيا
تغيير العالم من خلال توفير فرص التعليم للأطفال -خاصة في المناطق المهمشة- أحد الأهداف الرئيسية لمؤسسة التعليم فوق الجميع بقطر من خلال برنامجها “علّم طفلا” الذي يواصل مساعيه في قارة أفريقيا لتوفير مقاعد دراسية في عدد من الدول بالقارة السمراء.
وكانت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا بنت ناصر المسند قد أطلقت برنامج “علّم طفلا” في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بهدف خفض عدد الأطفال المحرومين من التعليم الأساسي في مختلف أنحاء العالم.
ويعمل برنامج “علّم طفلا” مع منظمات شريكة على تحقيق تقدم جوهري في توفير فرصة للأطفال المتسربين من المدارس بسبب الفقر والحواجز الثقافية والبيئات المتضررة من الصراعات للحصول على مناهج دراسية كاملة للتعليم الأساسي.
إحداث التغيير
ويرى المدير الفني لبرنامج “علّم طفلا” سعيد ياسين أن مؤسسة التعليم فوق الجميع تسعى إلى إحداث التغيير في حياة الملايين من الأطفال والشباب المهمشين من خلال التعليم، حيث تؤمن المؤسسة بأن التعليم هو أفضل سبيل للخروج من وطأة الفقر، وتأسيس مجتمعات تنعم بالعدل والسلم، وإطلاق الإمكانات الكاملة لكل طفل وشاب، وخلق الظروف المناسبة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة.
ويضيف ياسين أن برنامج “علّم طفلا” يهدف أيضا إلى إحداث تغييرات جذرية وملموسة في حياة الأطفال الذين حالت الظروف دون التحاقهم بالتعليم الابتدائي، حيث تستمر رحلة البرنامج لتمنح بارقة أمل لملايين الأطفال غير الملتحقين بالمدارس والأكثر تهميشا حول العالم عبر شراكات إستراتيجية وحلول مبتكرة والتغلب على عوائق الوصول إلى التعليم والاحتفاظ به بشكل مستدام.
وبشأن أهم المشاريع التي تبنتها مؤسسة التعليم فوق الجميع في القارة الأفريقية، قال المدير الفني للبرنامج إنه على مدى أكثر من عقد من الزمان قدمت مؤسسة التعليم فوق الجميع الدعم للأطفال والشباب المهمشين في جميع أنحاء أفريقيا، وعملت في 31 دولة في أفريقية.
ولفت ياسين إلى أن ذلك ساهم في تسجيل أكثر من 7.6 ملايين طفل غير ملتحقين بالمدارس وقدمت الدعم لعدد 117 ألف طالب كانوا معرضين لخطر التسرب من المدارس الابتدائية، وتشمل بعض البلدان المستهدفة الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وكينيا ومالي ونيجيريا وسيراليون والسودان وتنزانيا وزامبيا.
شراكة دولية
وعن أوجه التعاون بين برنامج “علّم طفلا” مع مؤسسة أطفال الشوارع، أوضح ياسين أن البرنامج عقد شراكة مع المؤسسة في مشروعهما المشترك “التعليم لكل طفل اليوم”، ويعمل المشروع على تحسين فرص الحصول على التعليم للأطفال الأكثر تهميشا في غرب أفريقيا، وذلك بهدف تسجيل 96 ألف طفل غير ملتحقين بالمدارس على مدار 4 سنوات.
ويستخدم المشروع -وفقا لياسين- تدخلات إستراتيجية عدة، بما في ذلك توعية المجتمع وتدريب ودعم المعلمين والتحويلات النقدية وخطط الادخار المحفزة، مع مبادرات أخرى مثل بناء الفصول التعليمية الآمنة وتعيين معلمين في مراكز التعلم المجتمعية.
وبشأن أماكن وجود البرنامج الآن في أفريقيا، أوضح المتحدث أنه يتم تنفيذ هذا المشروع في نيجيريا وسيراليون وليبيريا، ويستهدف الأطفال الموجودين في المناطق المتضررة من النزاع في ولايات أداماوا وبورنو ويوبي بشمال نيجيريا، وفي سيراليون وليبيريا، ويستهدف المشروع الأطفال الذين يقيمون في المجتمعات الريفية والحضرية الفقيرة والأطفال ذوي الإعاقة.
وبشأن التحديات التي تواجه البرنامج في القارة السمراء، قال ياسين إن المشروع يركز على المناطق المتأثرة في شمال نيجيريا، والتي تعاني من عدم الاستقرار بسبب الصراع والهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة، وتتعرض العديد من المجتمعات إلى النزوح، مما يؤدي إلى خروج الأطفال من المدارس لفترات طويلة.
وأشار إلى أن المرافق التعليمية تتعرض في الكثير من الأحيان للتضرر أو الدمار بسبب النزاع، مما يؤثر سلبا على استمرارية العملية التعليمية، وفي الكثير من الأحيان من الممكن توفير مساحات تعليمية مؤقتة ولكنها لا تتمتع بنفس معايير الجودة، كما أن جذب المعلمين المؤهلين والاحتفاظ بهم في هذه المناطق أمر صعب.
تفاعل إيجابي
وأضاف المدير الفني للبرنامج أن برنامج “علّم طفلا” أطلق مشروعه الحالي في أفريقيا منذ يونيو/حزيران 2022 ويتم تنفيذه على مدار 4 سنوات، واعتبارا من ديسمبر/كانون الأول 2023 تسبب المشروع في التحاق 17 ألفا و884 طفلا غير ملتحقين بالمدارس في 3 دول مستهدفة، منهم 9200 طفل في نيجيريا.
وبشأن تجاوب البيئة المحلية في الدول الأفريقية مع البرنامج، قال إن المجتمعات المستفيدة من برنامج “علّم طفلا” استقبلت الأنشطة والمبادرات التي تم تنفيذها بشكل إيجابي، حيث عبرت عن تقديرها لأنشطة المشروع، ولا سيما المبادرات التي شملت التحويلات النقدية والمؤسسات المدرة للدخل، وبناء الفصول الدراسية وتدريب المعلمين، وتوفير مواد التدريس والتعلم.
وأشار إلى أن حكومات البلدان الثلاثة المستهدفة أعربت عن تقديرها لمؤسسة التعليم فوق الجميع وشريكتها “ستريت تشايلد” لاستهداف المجتمعات والأطفال الأكثر تهميشا.