السعودية تزيل فلسطين من خرائط في مناهجها الدراسية
أزالت المملكة العربية السعودية “فلسطين” من الخرائط في عدد من الكتب الدراسية، وتركت المساحة خالية، وسط حديث متزايد عن اقتراب التطبيع الإسرائيلي مع الرياض، والذي سيضطرها إلى الاعتراف بـ”دولة إسرائيل” على أغلب الأراضي المحتلة، وإدراج ذلك في مناهجها.
وبحسب دراسة فاحصة للمناهج السعودية عام 2023-2024، فقد ظهرت تغيرات كبيرة عن المناهج التي درسها الطلاب في 2022-2023.
وأزيلت كلمات اعتبرت “معادية لإسرائيل” من أماكن عدة في المناهج، لا سيما كلمات من قبيل “العدو” و”العدو الصهيوني”، وأزيل جزء كبير من المحتوى الدراسي الذي كان يحذر من الأطماع الإسرائيلية في المنطقة، ومساعي طرد الفلسطينيين من أرضهم.
ونفذ المسح معهد “IMPACT-se” لمراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، وهو منظمة مجتمع مدني إسرائيلية للأبحاث تراقب وتحلل مواد التعليم حول العالم.
ويطبق المعهد بحسب ما يعرف نفسه معايير السلام الدولية المستمدة من إعلانات وقرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو”.
ويقول القائمون على المعهد إنه يهدف إلى “منع تطرف الأطفال والشباب”، ويفحص المناهج التعليمية من الصف الأول الابتدائي وحتى المرحلة الثانوية.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن الرئيس التنفيذي للمعهد، ماركوس شيف، قوله إن “الكتب المدرسية السعودية المنشورة للعام الدراسي 2023-24 هي خطوة أخرى نحو تحويل المنهج إلى إطار تعليمي يشجع على المزيد من التسامح والسلام والمساواة”.
ونقلت عن نائب مدير المعهد إريك أغاسي، أن “الكتب المدرسية لها تأثير حاسم كأساس لفهم وتشكيل المستقبل على المدى المتوسط والطويل. يثبت السعوديون مرة أخرى أنه من الممكن التدريس عن إسرائيل واليهود والصراع أيضًا من وجهة نظر خالية من الكراهية والتحريض على العنف”.
العام الماضي، علق ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان للمرة الأولى على مساعي التطبيع مع دولة الاحتلال، بالقول: “كل يوم نقترب من التطبيع مع إسرائيل”.
وقال ابن سلمان في مقابلة نادرة مع قناة فوكس نيوز، إن “المملكة تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن القضية الفلسطينية تظل مهمة للمفاوضات”.
وأضاف في رده على سؤال عن وصف المحادثات التي تهدف إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين: “كل يوم نقترب أكثر”.
وشدد على أن “القضية الفلسطينية بالغة الأهمية لمسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
على جانب آخر، أكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، أن المملكة منفتحة لمحادثات مع الاحتلال الإسرائيلي، من أجل حل القضية الفلسطينية التي ستحقق الاستقرار في المنطقة.
مناصرة لغزة
وقال في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، حول التطبيع مع “إسرائيل” مقابل الاعتراف بدولة فلسطينية: “هذه هي الطريقة الوحيدة التي سنحصل بها على فائدة لأننا بحاجة إلى الاستقرار، وسيأتي الاستقرار فقط من خلال حل القضية الفلسطينية”.
وأضاف: لكي ترى المنطقة السلام الحقيقي والاستقرار الحقيقي، وترى التكامل الحقيقي الذي يوفر فوائد اقتصادية واجتماعية لنا جميعا، بما في ذلك إسرائيل، يجب أن يتم من خلال عملية ذات مصداقية ولا رجعة فيها نحو إقامة دولة فلسطينية.