الوقت حان ليقف جنرالات الجيش ضد نتنياهو
فوجئ المتتبعون بإعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي -أمس الأحد- أن 50 من ضباطه وجنوده أصيبوا خلال المعارك في قطاع غزة في يوم واحد، وإصابة نائب مراقب المنظومة الأمنية بمعارك في حي الزيتون الجمعة، مما يرفع العدد المعلن لجرحاه منذ بداية الحرب إلى 3415 جريحا، بينهم 526 جراحهم خطيرة.
ولم يكتف الجيش بذلك، بل بادر باتهام حكومة بنيامين نتنياهو بعدم استغلال الإنجازات العملياتية في غزة لتحقيق تقدم سياسي، في وقت أعلن فيه مسؤول السياسات الإستراتيجية بالمجلس الأمني استقالته، بسبب عدم اتخاذ الحكومة قرارات بشأن ما يسمونه “اليوم التالي للحرب”.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة هآرتس، فإن هذا الخلاف الذي خرج إلى العلن كان بالإمكان أن يكون نقاشا مشروعا حول تدبير الحرب، لكن خروجه للعلن بهذا الشكل، أو تحت مسمى “مصادر سياسية رفيعة المستوى” أو “كبار الضباط في جيش الدفاع” له دلالات عديدة يجب التوقف عندها.
وأضاف التقرير أن إعادة إرسال قوات إلى جباليا للمرة الثانية، وثالثة إلى حي الزيتون، ومواقع أخرى الجزء الشمالي من غزة، يوضح مدى خطورة غياب إستراتيجية للحرب البرية و”اليوم التالي للحرب”.
حرب من دون إستراتيجية
وقال تقرير الصحيفة الإسرائيلية إن الوقت حان ليواجه جنرالات الجيش رئيس الحكومة بخصوص عدم وجود إستراتيجية لما بعد هذه الحرب البرية على غزة، موضحا أنها مناقشة متأخرة 7 أشهر، إذ كان يفترض أن تُحسم منذ البداية.
وأضاف -محمّلا قادة الجيش مسؤولية كبيرة بشأن غياب هذه الإستراتيجية- قائلا إن الجيش يملك الآن أسبابا واضحة لإلقاء اللوم على نتنياهو الذي لم يكن يفوت فرصة خلال الشهور الماضية لإلقاء اللوم على كبار قادة الجيش والاستخبارات بخصوص ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتابع التقرير بأن الجنرالات لطالما حاولوا إقناع نتنياهو ومجلس الحرب بتزويدهم بإطار إستراتيجي منذ بداية القتال، لكن رفض طلبهم كل مرة، مما دفع هيئة الأركان العامة لتشكيل فريقها الخاص لمحاولة صياغة أفكار إستراتيجية خاصة بها.
وانتقد قيادة الجيش وقال إنه كان عليها أن تدرك منذ البداية أن نتنياهو لن يقدم لها ما تحتاج إليه، وبالتالي كان ذلك سيدفعها لوضع خططها العسكرية بناء على ذلك.
قضية نتنياهو سياسية
وأوضح التقرير أن قضية نتنياهو الرئيسية سياسية وليست عسكرية، إذ يخشى أن ترفض الأحزاب المتطرفة ضمن ائتلافه الحاكم أي اقتراح يهدف إلى الوقوف في طريق حلمها باحتلال غزة إلى الأبد، بينما هدفه هو البقاء في السلطة.
وبالنسبة لنتنياهو -يتابع التقرير- فهو متأكد من عدم وجود قوة بديلة مستعدة للسيطرة على أجزاء من غزة، بل لم يبدأ أي نقاش جدي بشأنها مع المرشحين المحتملين، وقد أشير إلى أنهم إما السلطة الفلسطينية أو “الدول العربية المعتدلة” دون تحديدها.
وأشار إلى أن نتنياهو لم يكن يفوت فرصة لتوجيه الانتقادات اللاذعة لأولئك “الذين يطالبون بإستراتيجية لليوم التالي في غزة بينما لاتزال حماس تتمتع بالقوة العسكرية” واصفا إياهم بأنهم “منفصلون عن الواقع”.
وكان يؤكد أنه لا يمكن تصور وجود قوة بديلة إلا بعد تدمير حماس عسكريا.