خبير عسكري: الجمعة يوم أسود على الاحتلال وما ظهر من قدرات القسام مجتزأ
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن العمليات التي نفذتها قوى المقاومة يوم أمس الجمعة، جعلت منه يوما أسود على جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن ما ظهر من قدرات كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مجتزأ وليس كاملا.
وفي اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة من عمان، اعتبر الدويري التقديرات الإسرائيلية باستمرار العملية في رفح جنوبي قطاع غزة، شهرين، هي مجرد توصيف مبدئي وتقدير موقف أولي لابد منه في أي خطة عسكرية يتم وضعها.
وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية ذكرت أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن العملية في رفح ستستمر نحو شهرين، وأنها ستتم على مراحل بحيث يمكن إيقافها بأي لحظة حال التوصل لاتفاق بشأن الرهائن.
وأوضح الدويري أن هذه التقديرات تتم بناء على تقدير يتناول الأبعاد السياسية في المستوى الأعلى، إضافة إلى الأبعاد الاستخبارية والعملية واللوجستية، مشيرا إلى أن ذلك يستهدف تكوين تصور عام من خلال توقع للمآلات يستند لمرتكزات أهمها حجم القوة وطبيعة المناورة في الميدان.
ولا يعني هذا التقدير -حسب الدويري- أنه دقيق أو لا يمكن أن تجرى عليه تعديلات لاحقة، لافتا إلى أن هذا التقدير مبني على افتراضات قد لا تكون منطقية وواقعية، خاصة في الإطار الزمني الذي يثبت عدم دقته لاحقا.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن معارك خان يونس التي استمرت 4 أشهر، لم تحقق أهدافها، وكذلك الحال في بيت حانون، فبعد 6 أشهر من المعركة البرية، لا تزال المعارك تجري فيها.
وأكد الدويري أن ما أعلنته قوى المقاومة وكذلك ما نشرته من مقاطع مصورة لعمليات جرت في رفح والشمال، إضافة إلى قصف مدينة بئر السبع المحتلة، خلال يوم الجمعة، يجعل منه يوما أسود على جيش الاحتلال.
ويرى الخبير العسكري أن ما ظهر من قدرات وإمكانات كتائب القسام في هذه المقاطع يعطي صورة جزئية وليست كاملة عما تمتلكه القسام، لافتا إلى تحليلات تسرعت خلال الأيام الماضية واتهمت القسام في رفح بأن إدارتها للمعركة غير ناجعة ولا ناجحة.
وأضاف أن ما تم خلال يوم الجمعة أعطى صورة واضحة لإدارة ناجعة للمعركة الدفاعية وبعد احترافي، غُلِّف في النهاية برسالة سياسية قبل أن تكون عسكرية، عبر اختيار بئر السبع كهدف للقصف.
وقصفت القسام مدينة بئر السبع -التي تبعد عن قطاع غزة نحو 40 كيلومترا- بدفعتين من الصواريخ لأول مرة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك ردا على المجازر بحق المدنيين.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن بئر السبع تعرضت لوابل من 15 صاروخا، وأدى القصف إلى إصابات بين الإسرائيليين وتضرر للأبنية، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ أطلقت من رفح ومن وسط غزة، وأضاف أن بعضها سقط في مناطق مفتوحة.