صحيفة التايمز البريطانية تحرّض الجامعات على عدم التسامح مع مؤيدي فلسطين
حرضت صحيفة “التايمز” اليمينية في لندن الجامعات البريطانية للتحرك بقوة ضد المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، منعاً لانتشار عدوى الاحتجاجات التي اجتاحت الجامعات الأمريكية، في الأسابيع الماضية، ووصلت ذروتها بدخول الشرطة وتفريق مخيمات الاعتصام وتفكيكها.
وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها: “أثناء مراقبة وباء التعطيل الذي انتشر في الجامعات الأمريكية من الطلاب المحتجين المؤيدين لفلسطين، قام عدد من المعلقين بمقارنتها باحتجاجات عام 1968، الذي شهد انتخابات حرجة، وهزّتها التظاهرات المعادية للحرب. وربما تم مدّ المقارنة لبريطانيا، ففي ذلك العام، خرج آلاف الشباب إلى شوارع لندن، احتجاجاً على حرب فيتنام، وتم احتلال ساحات الجامعات، واعتقل المئات. ورغم عدم مشاركة بريطانيا في حرب فيتنام، إلا أن هذا لم يوقف الطلاب عن تقليد احتجاجات زملائهم في الولايات المتحدة وإظهار العصيان المدني”.
وفي الأيام الأخيرة، تم اعتقال مئات الطلاب في عموم الولايات المتحدة. وفي جامعة جنوب كاليفورنيا قامت شرطة الشغب، يوم الأربعاء، بتفكيك مخيم اعتصام مؤيد لفلسطين، حيث زعمت الصحيفة أنهم رفضوا الانصياع لأمر النظام. وفي جامعة كولومبيا، طلبت الإدارة من الشرطة دخول الحرم الجامعي، بعدما اعتصم طلاب في مبنى للجامعة.
وقالت إن جانباً كوميدياً برز في احتجاجات الطلبة، حيث دعا ممثلون عن المحتجين الذين تمترسوا في داخل الحرم الإدارة بتقديم “الدعم الإنساني” لهم، وذلك في مؤتمر صحافي، وإلا “ماتوا من العطش”، مع أن احتجاجاتهم تميزت بمستويات غير مقبولة من التخويف الجسدي ومظاهر عداء للسامية، كما تقول.
وأشارت “التايمز” إلى ما قاله عمدة نيويورك إريك أدامز، الذي ردّ التظاهرات في كولومبيا إلى عناصر خارجية تريد تحويل تظاهرة سلمية إلى فرصة عنف.
وحذرت الصحيفة من انتقال احتجاجات الجامعات الأمريكية عبر الأطلنطي إلى جامعات بريطانيا، وخاصة جامعات النخبة المعروفة بـ راسل غروب.
وقالت إن طلاب جامعة مانشستر نصبوا الخيام وشرفات المراقبة لإنشاء “مخيم المقاومة”. ويطالب المحرضون الجامعة بسحب استثماراتها من المؤسسات الصهيونية، بما فيها الجامعة العبرية في القدس. وحدثت تظاهرات مماثلة في جامعات بريستول ونيوكاسل وليدز، حيث زعمت الصحيفة أن المتشددين اخترقوها إلى جانب ممثلين عن حملة التضامن مع فلسطين.
ويتهم الطلاب في مقدمة الاحتجاجات جامعاتهم بالتواطؤ في حرب الإبادة الإسرائيلية ضد غزة، وهي تهمة غير محتملة توجه للمؤسسات الأكاديمية البريطانية. وقالت الصحيفة: “في الكثير من الحالات عبّر الطلاب عن نيّتهم تصعيد الفوضى في الجامعات، والبقاء بشكل دائم حتى تتحقق مطالبهم” وهي سحب الاستثمارات من المؤسسات الإسرائيلية.
وترى الصحيفة أن فشل الجامعات الأمريكية الأولى في الرد، وبشكل قوي، على الاحتجاجات عند اندلاعها، يجب أن يكون درساً مهماً للجامعات البريطانية.
وتعلق الصحيفة على طبيعة حرية التعبير؛ ففي المجتمع الحرّ لا يمكن انتهاك حق التعبير السياسي، لكن ممارسته محددة بالحقوق المتنافسة للآخرين. ويجب عدم التسامح مع الطلاب المحتجين الذين يحاولون تخويف زملائهم الطلاب، أو يريدون شلّ الحياة في الجامعة. وفي الوقت الذي كان المسؤولون الأمريكيون بطيئين بالتحرك، يجب على إدارات الجامعات البريطانية تبنّي خط متشدد. ويجب عدم التسامح مع مطالب المتنمّرين الداعين لسحب الاستثمارات من المؤسسات الإسرائيلية أو المؤسسات الدفاعية، فقد تعهد بيان حزب المحافظين “مصيباً”، في 2019، بحظر الجماعات التي تقوم من طرف واحد بفرض مقاطعة، ويجب سن قوانين لو بدا أن الجامعات أذعنت للمطالب. وربما كانت التظاهرات جزءاً من طبيعة الحياة الجامعية، لكن القدرة القوية لدعم الأعراف المدنية يجب أن تكون جزءاً من طبيعة المسؤولين الأكاديميين.