برلماني سابق: السيسي تطوع لخدمة إسرائيل أكثر من المطلوب
أكد البرلماني المصري السابق ووكيل مؤسسي حزب تيار الأمل، أحمد الطنطاوي أن تصرف النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي تجاه حرب غزة، خاصة فشله في ممارسة السيادة الكاملة على معبر رفح البري وإدخال كافة ما يلزم الشعب الفلسطيني لا يتماشى مع دور مصر كدولة ذات ثقل إقليمي.
وقال الطنطاوي في مقابلة مع “القدس العربي” إن الحرب على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة تشهد انتهاكات لمعاهدة “كامب ديفيد” من طرف الاحتلال الإسرائيلي، وأن المعاهدة لا تعنى الرضوخ لما يحدث من انتهاكات، مطالبا النظام بممارسة سيادته الكاملة مؤكدا أن تعامل النظام يضر بالأمن القومي المصري.
وأكد الطنطاوي أن النظام المصري، تحول إلى متطوع يقدم أكثر من المطلوب منه لخدمة الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية الحديث عن السلام الدافئ بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، مشيرا إلا أن المصريون لا يتهربون من الاتفاقيات الموقعة، لكن هناك فرقا بين الالتزام بالاتفاقية وما يقوم به نظام السيسي لتقديم أكثر مما عليه.
وأضاف البرلماني السابق أن موقف النظام المصري تجاه حرب غزة لا يعبر عن حجم وقيمة مصر، خاصة مع فشل النظام في ممارسة السيادة الكاملة على معبر رفح البري وإدخال كافة ما يلزم الشعب الفلسطيني، مع دخول الحرب على قطاع غزة يومها الـ 205، ولم يتوقف الاحتلال عن ارتكاب مجازره بحق الفلسطينيين في القطاع وقد يدفع أهالي غزة للنجاة على حساب قضيتهم وعلى حساب أرض سيناء.
وقال البرلماني المصري السابق، إنه بالنظر للأمر من خلال الميزان القانوني الدولي والقانون الدولي الإنساني، فإن قطاع غزة ليس له اتصال بالعالم الخارجي في ظل حصار بري وبحري وجوي من الكيان الصهيوني، إلا عبر منفذ وحيد هو معبر رفح.
وفى تحدي للسيادة المصرية قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، محيط معبر رفح عدة مرات محذرة بقصف أي شاحنة مساعدات تدخل قطاع غزة عن طريق المعبر، قبل أن يفاجئ الاحتلال المجتمع الدولي بتصريح محامي الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية بأن الوصول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح تسيطر عليه مصر بالكامل مما تسبب في جدلا واسعا طالب خلالها النشطاء حول العالم مصر بفتح معبر رفح أما الشاحنات والقوافل الإغاثية.
وفيما نددت عدد من المؤسسات والهيئات بموقف السلطات المصرية من فتح المعبر، حيث أعلن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القر داغي، مؤخرا في تصريح خاص لـ ” عربي 21″ عن فشل محاولاته للمرور عبر معبر رفح لقطاع غزة، فيما أعلنت أكثر من مؤسسة طبيبة وإغاثية عربية ودولية منع النظام المصري إعطاء التصريح الخاصة لدخول القطاع عبر معبر رفح.
وأشار الطنطاوي إلى أن القضية الفلسطينية بالنسبة للمصريين على سواء على المستوى الأخلاقي أو الإنساني أو القانوني أو الأمني أولوية قصوى، مشيرا إلى أن تعامل النظام معها مخز على المستوى الأخلاقي، وعلى مستوى الأمن القومي المصري هو تعامل ضار.
واعتبر الطنطاوي أن مصطلح “الإغاثة الإنسانية” مصطلح مضلل، كونه يرى أن معنى الإغاثة هو ليس تقديم ما يبقى الفلسطينيين على قيد الحياة، وتصويرهم على أنهم يتسولون أبسط حقوقهم، بل إن الإغاثة الإنسانية هي ممارسة كل ما لديك من ثقل لوقف العدوان.
وأضاف البرلماني السابق أن النظام المصري يخاف بشدة من الناس ومن أي شيء يمكن أن يشارك فيه الناس، لذلك فهو يرفض مصاحبة شاحنات المساعدات لشخصيات عامة، ولديه تجربة واضحة في ذلك عندما حاول استعراض قوته في الأسبوع الأول من العدوان، وسمح بالتظاهر دعما لفلسطين قبل أن يقرر منع ذلك، لأن الناس لديهم وعي كبير.
ورفض الطنطاوي المزايدة على المقاومة التي تدفع ضريبة الدم في فلسطين، مشيرا إلى أن موقفه كمواطن وإنسان، هو حل الدولة الواحدة الوطنية التي تتميز بحقوق متساوية بين المواطنين، ومن المنطقي أن يكون فيها الحكم بحسب الأغلبية العددية لأصحاب الأرض الأصليين، وهذا ما حدث في جنوب أفريقيا.