اشتباكات ضارية في سنّار السودانية
انتقدت الخارجية السودانية تصريحات للخارجية الأميركية عن “هجمات جوية عشوائية” نفذها الجيش السوداني، بينما تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في ولاية سنّار جنوب العاصمة الخرطوم.
وفي بيان نشرته أمس الخميس وأوردته صحيفة “سودان تريبيون”، أبدت الخارجية السودانية اعتراضها على ما وصفتها بمزاعم لا أساس لها وردت في بيان للخارجية الأميركية بأن القوات المسلحة تقوم بقصف جوي عشوائي أو أنها تعيق توزيع المساعدات الإنسانية.
وعبّرت الوزارة عن استغرابها لعدم إصدار الخارجية الأميركية إدانة صريحة للدعم السريع رغم التقارير الأممية والدولية التي تثبت انتهاكاتها الجسيمة، بحسب البيان نفسه.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر ندد أمس بما سماه القصف العشوائي الذي ينفذه الجيش السوداني والقيود التي يفرضها على وصول المساعدات الإنسانية، كما حذر من عواقب هجوم وشيك للدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
واستعرض بيان الخارجية السودانية ما وصفها بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، وقال إن “المذابح والفظائع التي ارتكبتها المليشيا في الجنينة وود مدني وولاية الجزيرة” أثبتت أنها تستهدف في المقام الأول المدنيين العزل وبخاصة النازحون منهم.
كما أشار البيان إلى أن قوات الدعم السريع هاجمت واحتجزت قوافل مساعدات ودمرت قرى غرب الفاشر بشكل كامل، وأن النازحين في المدينة هم من سيكونون ضحايا لما وصفه بعدوان الميليشيا المتوقع على المدينة.
وكان تقرير أممي صدر الثلاثاء الماضي أفاد بأن قوات الدعم السريع ومليشيات موالية لها اختطفت العام الماضي أكثر من 160 فتاة وسيدة، مشيرا إلى احتجازهن في ظروف أشبه بالعبودية.
وتنفي قوات الدعم السريع الاتهامات بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
اشتباكات ضارية
ميدانيا، قال مصدر في الجيش السوداني إن معركة ضارية وقعت أمس بين قواته وما سماها مليشيا الدعم السريع بالقرب من مصنع للسكر عند مدخل ولاية “سَـنّار” جنوب الخرطوم.
وأضاف المصدر أن الجيش سيطر على منطقة “شندي فوق”، وأوقع في صفوف قوات الدعم قرابة 100 قتيل وعشرات الجرحى، في حين تكبد الجيش خسائر في صفوفه لم يحدد المصدر عددها.
وكان مصدر عسكري سوداني قال للجزيرة أول أمس إن معارك عنيفة دارت في غرب ولاية سنار بين الجيش والدعم السريع.
كما قال مصدران مطلعان إن الجيش السوداني قصف قبل أيام أهدافا للدعم السريع بمنطقة الشبارقة شرق ولاية الجزيرة.
وكانت قوات الدعم السريع سيطرت على مدينة ود مدني أواخر العام الماضي، وقال الجيش السوداني مؤخرا إنه سيبدأ عملية عسكرية لاستعادتها.
ولا تزال المواجهات مستمرة بين الطرفين في عدد من المحاور بالخرطوم الكبرى وفي شمال كردفان ودارفور.
واندلع القتال في السودان قبل عام وأوقع حتى الآن نحو 15 ألف قتيل وتسبب في نزوح أكثر من 8 ملايين آخرين، بحسب الأمم المتحدة ومنظمات سودانية.