طوفان الأقصى أثبت الفشل الذريع لبايدن
وصف مقال بموقع “إنترسبت” الإخباري المعارك بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل فجر السبت الماضي ضمن عملية طوفان الأقصى، بأنه “فشل ذريع” لسياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة.
وأوضح الصحفي مرتضى حسين، في مقال نشره الموقع، أن الإدارة الأميركية ظلت تركز في سياستها للمنطقة على توسيع نطاق “اتفاقيات أبراهام” للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية، معتبرا أن بايدن استثمر الكثير من الموارد ورأسماله السياسي في ذلك المنحى.
وقال إن فرضية الأمر الواقع كانت وراء تلك الاتفاقيات وهي محاولة بادر بها الرئيس السابق دونالد ترامب وقادها صهره جاريد كوشنر، لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وذلك ببساطة عبر تجاهل الفلسطينيين والتعامل معهم كأنما لا صلة لهم بالموضوع.
وتكشف أحداث السبت أن هذا النهج القائم على “إغفال” ما هو فلسطيني، قد انهار الآن، وأن التوقعات بأن الفلسطينيين سيستسلمون للموت البطيء -وهو الافتراض الذي من الواضح أن بايدن استمر في تبنيه- لم يكن واقعيا على الإطلاق، وفق المقال.
واستدل كاتب المقال بحديث ليوسف منير الباحث غير المقيم بالمركز العربي في واشنطن، قال فيه “إذا انتبهت إلى التصريحات العلنية لكل الحكومات في الشرق الأوسط فلطالما ظلت تشدد منذ سنوات على ضرورة الاهتمام بالقضية الفلسطينية ذلك لأنه لا يمكن تجاهلها”.
وانتقد منير سياسة إدارة بايدن قائلا إنها تتجاهل الوضع المأساوي على الأرض، ربما أكثر من أي إدارة أميركية أخرى، واصفا ذلك بأنه “جهل متعمد ينطوي على عواقب مدمرة للغاية”.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قد أشاد في مناسبة عامة يوم 29 سبتمبر/أيلول، بسياسة الإدارة في المنطقة، واصفا الأوضاع في المنطقة بأنها “أكثر هدوءا اليوم مما كانت عليه قبل عقدين من الزمن”.
لكن منير سخر من سوليفان، لافتا إلى أن “الجهل والغطرسة” التي دفعته للإدلاء بتصريح كهذا “أمر صاعق”.
وأشار مقال “إنترسبت” إلى أنه طالما كانت هناك تحذيرات من أن الأوضاع في قطاع غزة بمثابة قنبلة موقوتة، فقد ظل أهالي غزة يرزحون تحت وطأة حصار دائم لأكثر من عقد ونصف العقد، دون بارقة أمل في عملية دبلوماسية تلوح في الأفق، ناهيك عن التوصل إلى حل. وقد ظل هذا اليأس يتراكم طيلة السنوات التي سبقت حرب السبت “طوفان الأقصى”.
ومضى حسين إلى القول إن الولايات المتحدة آثرت الجلوس على الهامش، فيما تم اقتراح عملية دبلوماسية خارجة عن المسار، إلا أنها تعثرت.
وكشف أن القيادي في حركة حماس يحيى السنوار كان قد بعث في عام 2018 رسالة باللغة العبرية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطلب منه فيها أن يُقدِم على “مخاطرة محسوبة” بالموافقة على هدنة طويلة الأمد.
وكان من شأن تلك الهدنة، بحسب الكاتب، أن توقف إطلاق الصواريخ من غزة تجاه إسرائيل، بشرط إعادة إعمار بنية القطاع التحتية، غير أن نتنياهو رفض الفكرة، ومع ذلك لم تمارس واشنطن أي ضغط ملحوظ عليه.