هكذا قام أغنى رجل في العالم والعائلة الحاكمة في أبوظبي بتدمير البيئة لبناء قصر
قال موقع “ميديايارت” الاستقصائي الفرنسي، إن موقع بناء الفندق الفاخر الجديد التابع لمجموعة LVMH وهي شركة فرنسية قابضة متعددة الجنسيات، مع التركيز الأساسي على الموضة الفاخرة- في جزر سيشيل، أدى لإلحاق أضرار جسيمة بموقع طبيعي تسكنه أنواع محمية، بما في ذلك السلاحف المعرضة لخطر الانقراض.
فبعد كورشوفيل وباريس وجزر المالديف، ستفتتح شيفال بلانك، العلامة التجارية الفندقية لمجموعة LVMH، قصرها السادس في نهاية العام، في جزر سيشيل. وسيتعين على السائح دفع آلاف اليوروهات في الليلة للاستمتاع بواحدة من الفيلات الـ52 المزودة بتراسات وأحواض سباحة، والتي تقع على الشاطئ أو على التل، وتطل على المحيط الهندي. ناهيك عن المطاعم الخمسة الفاخرة وملاعب التنس والمسبح الكبير وحتى جهاز محاكاة ركوب الأمواج. ومن المؤسف للغاية أن تؤدي رحلة الذهاب والإياب بالطائرة من أوروبا إلى انبعاث طنيْن من ثاني أكسيد الكربون، وهو يعادل ما يصدره الشخص الفرنسي العادي خلال شهرين ونصف.
لبناء قرية العطلات هذه للأثرياء، تعاون عملاق الموضة LVMH الذي يقوده بيرنار أرنو، أغنى شخص في العالم، مع العائلة الحاكمة في أبوظبي التي يرأسها محمد بن زايد. واستثمر المليارديران في موقع رائع: Anse Intendance، وهو شاطئ ذو رمال بيضاء يقع في قلب منطقة بيئية حساسة للغاية، تتكون من برك ومستنقعات وغابات استوائية.
ومع ذلك، حدث العكس تماما. صب الخرسانة وإزالة الغابات والتلوث. وتسبب بناء الفندق في أضرار جسيمة للبيئة، وتم ارتكاب العديد منها بمخالفة للوائح. وكُشف عن ذلك من خلال العديد من الوثائق التي يقول “ميديايارت” إنه حصل عليها.
ويتابع الموقع القول إنه “تقديرا للطبيعة”، سمحت LVMH لشريكها الإماراتي بإلقاء بول وبراز مئات عمال البناء، لمدة عامين، مباشرة في الأراضي الرطبة المجاورة للفندق، في حين أنها واحدة من الملاجئ الأخيرة للسلاحف والطيور المصنفة باعتبارها مهددة بالانقراض بشدة من قبل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN).
وبالتالي، تنتهك هذه الممارسات الالتزامات التي عرضتها مجموعة LVMH العملاقة للموضة علنا، حيث إن المجموعة الفرنسية التزمت في عام 2021 بالحفاظ على التنوع البيولوجي، خلال مؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
وأشار “ميديايارت” إلى أن كلّ شيء بدأ في عام 2018. حيث اشترت شركة Murban Energy الإماراتية، شركةَ Hill View Resort Seychelles Limited (HVRSL) السيشيلية، المالكة لفندق Banyan Tree الواقع على حافة شاطئ Intendance. وتخضع Murban Energy لسيطرة شركة “رويال غروب”، وهي شركة يديرها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، شقيق محمد بن زايد.
تولى الإماراتيون مسؤولية تجديد المنشأة بالكامل (دُمرت إلى حد كبير) لتحويلها إلى قصر “شيفال بلانك”، والذي ستديره بعد ذلك شركة LVMH، مقابل الإيجار.
وقد تولت مجموعة برنار أرنو تصميم المشروع. وينص العقد أيضاً، بحسب “ميديايارت” على أن يكون لمجموعة LVMH دور “استشاري” و”مساعد لصاحب المشروع” أثناء العمل، وذلك لضمان “احترام المعايير الجمالية والفنية لمجموعة شيفال بلانك”. من الواضح أن دور المستشار هذا لا يعفي عملاق الموضة LVMH من المسؤولية، وهو ما اعترفت به الأخيرة.
ومن أجل الحصول على تصريح البناء، كان على شركة HVRSL، المالكة للفندق، طلب العديد من تقارير الأثر البيئي في نهاية عام 2020. وتسلط التقارير الضوء على أحد أكبر الأخطار التي تم تحديدها ويتعلق بالأراضي الرطبة الطبيعية التي تبلغ مساحتها 6 هكتارات، والتي يحيط الفندق بجزء منها فعليا، وتتمتع بقيمة هائلة للحفاظ على الحياة البرية، يوضح ميديايارت.
على الرغم من أهميتها الكبيرة من حيث التنوع البيولوجي، فقد اختفت 90% من الأراضي الرطبة في سيشيل، وذلك بسبب تطور السياحة والزراعة. ويعد الموقع المتاخم لفندق شيفال بلانك موطنا لما لا يقل عن تسعة أنواع محمية، بما في ذلك الأسماك والطيور ومجموعتان من سلاحف المياه العذبة المهددة بالانقراض، والتي لا توجد إلا في سيشيل.