انسحاب مذلّ لجيش الاحتلال من خان يونس
بدا انسحاب جيش الاحتلال، أمس الأحد، من خان يونس، في غزة، خطوة مذلة، خصوصا وأنه جاء بعد مقتل ضابط و3 جنود إسرائيليين عقب عمليات كتائب «القسّام»، التي اعتبرت أن تل أبيب اضطرت لإنهاء العمليات قي المنطقة قبل تحقيق الأهداف.
وعبّر فلسطينيون من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة عن صدمتهم إزاء مشاهد الموت والدمار التي خلّفها الجيش الإسرائيلي عقب انسحابه. وقد جرى انتشال 12 جثماناً من مناطق متفرقة.
وتحدثت إذاعة جيش الاحتلال عن سحب جميع الوحدات التابعة للفرقة 98 بألويتها الثلاثة من خان يونس.
وقال الجيش في بيان: أنهت الفرقة 98 في الجيش مهمتها في خان يونس وغادرت قطاع غزة للراحة والاستعداد لعمليات مستقبلية.
وأشار إلى أن قوة كبيرة لا تزال تعمل في القطاع، حسب الحاجة الاستراتيجية.
وبينت إذاعة جيش الاحتلال أنه لم يبق في غزة سوى لواء ناحال العامل في ممر نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مسؤول عسكري زعمه أن الانسحاب يعود إلى أن الجيش حقّق أهدافه في خان يونس. وقال: لم تعد هناك حاجة للبقاء في المنطقة.
وأدعى: فكّكت الفرقة 98 كتائب حماس في خان يونس وقتلت الآلاف من عناصرها. قمنا بكل ما كان علينا القيام به.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن أحد أسباب الانسحاب هو ترك أماكن للنازحين الذين سيطلب منهم مغادرة رفح، في إشارة إلى إصرار الاحتلال على تنفيذ عدوانه على رفح.
إلا أن محللين ربطوا بين الانسحاب والضغوط الأمريكية على إسرائيل، خصوصا بعد أن نقلت شبكة «سي أن أن» الإخبارية عن مصدر مطلع لم تسمه قوله إن الرئيس الأمريكي جو بايدن هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمتهما الأخيرة الخميس الماضي بعواقب وخيمة إذا لم تغير إسرائيل طريقة حربها في قطاع غزة.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن بايدن حذر نتنياهو من إعادة أمريكا النظر في طريقة دعمها لتل أبيب إذا لم تتحسن ظروف المدنيين في غزة على وجه السرعة.
وكان موقع أكسيوس الإخباري قد نقل عن مسؤول إسرائيلي رفيع لم يسمه قوله إن نتنياهو ومساعديه فوجئوا بطلب بايدن وقف القتال في غزة خارج سياق صفقة تبادل الأسرى، وذلك في المكالمة الأخيرة بينهما التي وُصفت بأنها الأصعب منذ بداية الحرب.
وقالت وسائل إعلام عبرية إن تقديرات الجيش الإسرائيلي كانت تشير إلى أن معركة خان يونس ستنتهي خلال شهرين فقط لكنها استغرقت 4 أشهر.
وأوضحت أن سبب سوء تقدير جيش الاحتلال لمعركة خان يونس يعود إلى التعقيدات والصعوبات الكبيرة التي واجهها هناك. واعتبر جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في «البيت الأبيض» في مقابلة مع قناة «إيه.بي.سي نيوز»، أن تقليص القوات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة «راحة وتجديد» على ما يبدو ولا يشير بالضرورة إلى أي عمليات جديدة.
وعقب ساعات من إعلان الانسحاب، أكدت إذاعة جيش الاحتلال أن 5 صواريخ أطلقت من القطاع باتجاه غلاف غزة، مضيفة أن القبة الحديدية اعترضت عددا منها. وأفادت بأن الصواريخ أطلقت من خان يونس جنوبي قطاع غزة، التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية.
وبالتزامن مع الانسحاب، أعلن الاحتلال مقتل 4 من جنوده، بينهم ضابط، في خان يونس. ونشر أسماء القتلى، ليرتفع عدد قتلاه إلى 604 منذ بدء الهجوم البري في غزة.
والسبت، أعلنت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، تنفيذ عدة عمليات نوعية كبدت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي 14 قتيلاً وعدة إصابات في محور خان يونس.
وعلقت «القسّام» على انسحاب الاحتلال من خان يونس بالقول: الاحتلال يضطر لإنهاء عملياته حتى قبل إنجاز أهدافها، ومن أمثلة ذلك ما حدث في الجوازات ومستشفى الشفاء وخان يونس.