كييف ترحب وموسكو تحذر من إرسال قوات غربية
رحبت أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، بإجراء مناقشات حول إرسال قوات أوروبية لدعمها في الحرب مع روسيا التي حذرت من عواقب تلك الخطوة حال اتخاذها معتبرة أن الصراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) سيصبح “حتميا” إذا أرسل أعضاء الحلف قوات للقتال.
وتعليقا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس والتي فتح بها الباب أمام إرسال قوات من دول أوروبية إلى أوكرانيا قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني “هذا أولا يظهر وعيا مطلقا بالمخاطر التي تشكلها روسيا العسكرية والعدوانية على أوروبا”.
واجتمع نحو 20 زعيما أوروبيا في باريس أمس الاثنين ليبعثوا برسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تفيد باستمرار دعمهم لأوكرانيا والتصدي لرواية الكرملين بأن روسيا ستنتصر في حرب تدخل الآن عامها الثالث.
وأعلن ماكرون أمام المؤتمر خطوات جديدة لدعم أوكرانيا في معركتها ضد روسيا قائلا إنه ليس من المستبعد إرسال قوات برية غربية لتحقيق هدف أوروبا المتمثل في إنزال الهزيمة بموسكو.
ورسم ماكرون صورة قاتمة لروسيا، قائلا إن مواقفها “تتشدد” في الداخل وفي ساحة المعركة. وقال “نحن مقتنعون بأن هزيمة روسيا ضرورية للأمن والاستقرار في أوروبا”، مضيفا أن موسكو تبدي موقفا أكثر عدوانية ليس فقط في أوكرانيا بل بشكل عام.
وأشار ماكرون إلى أنه رغم عدم وجود إجماع على إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا، فإنه ينبغي عدم استبعاد أي شيء، وأضاف “سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكّن روسيا من الفوز في هذه الحرب”.
على الجانب الروسي، حذر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من أن إرسال قوات إلى أوكرانيا لن يكون في مصلحة الغرب، وذلك ردا على تصريحات ماكرون التي لم يستبعد فيها إرسال قوات برية غربية للقتال دعما لكييف.
وقال بيسكوف -خلال مؤتمر صحفي اليوم- إن إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا “لن يكون في مصلحة تلك الدول بتاتا، وعليها أن تدرك ذلك”، وأوضح أن إثارة هذا الاحتمال يشكل “عنصرا جديدا مهما جدا” في الصراع.
الدعم الأميركي
وبينما تظهر شكوك أوروبية حيال استمرار الدعم الأميركي لكييف. يستضيف الرئيس جو بايدن محادثات مع قادة الكونغرس في البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم في محاولة للإفراج عن مليارات الدولارات من المساعدات العاجلة لأوكرانيا وتجنب إغلاق حكومي وشيك.
ويأتي ذلك بعدما حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن بلاده في حاجة ماسة إلى دعم غربي متواصل لهزيمة روسيا، وأعرب عن أمله في أن تقرّ الولايات المتحدة حزمة دعم تبلغ فيمتها 60 مليار دولار.
وقال البيت الأبيض إن بايدن سيلتقي رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، ونظيره الديمقراطي حكيم جيفريز، وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم المعارضة ميتش ماكونيل.
وأوضح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان لشبكة “سي إن إن”، “هناك أغلبية قوية من الحزبين في مجلس النواب مستعدة لتمرير مشروع القانون هذا”.
وأضاف “ويقع هذا القرار على عاتق شخص واحد، والتاريخ سيشهد ما إذا كان جونسون سيطرح مشروع القانون للمناقشة”.
يذكر أنه عندما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، كان النواب الأميركيون يؤيدون بأغلبية ساحقة تسليح الجمهورية السوفياتية السابقة الموالية للغرب، والتي تخلت عن سلاحها النووي في التسعينيات بعد حصولها على ضمانات من الغرب بشأن أمنها.
ومع دخول الحرب عامها الثالث، تشن موسكو هجمات مكثفة على الجيش الأوكراني الذي يعاني نقصا في الذخيرة بسبب الخلافات السياسية بشأن المساعدات في مجلس النواب الأميركي.