آلاف الإسرائيليين يطالبون بإقالة الحكومة والإفراج عن الأسرى
هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، مظاهرات عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، معتبرا أنها بدون فائدة وتزيد من مطالب حركة حماس.
وقال نتنياهو، في مؤتمر صحافي، إن احتجاجات عائلات المخطوفين لا تفيد، بل تزيد من مطالب حماس، وتؤخر استعادتهم.
وأشار إلى أنه أعطى توجيهات داخل حكومته لزيادة تفعيل برنامج صناعات دفاعية محلي لكي تعتمد إسرائيل على نفسها.
وأضاف نتنياهو، هدفنا القضاء على حماس، إذ لا يمكن أن نسمح ببقاء قوات مسلحة في غزة، ولن تنتهي الحرب قبل إكمال المهمة.
وتابع: هناك أشخاص بيننا يشككون في قدراتنا، لكنهم قلة.
وإجابة على سؤال أحد الصحافيين بشأن التحقيقات حول أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال نتنياهو، يجب فتح التحقيقات بعد انتهاء الحرب وليس في ذروتها.
وعن قرار محكمة العدل الدولية بشأن الحرب على غزة، اعتبر أنها (المحكمة) لم تتخذ قرارا بوقف الحرب، ولم تجبرنا على إنهائها.
وأكد نتنياهو أنه لن يتراجع عن تصريحات مُسربة منسوبة إليه،انتقد فيها قطر.
وقال نتنياهو: لن أتراجع عن أي كلمة قلتها بخصوص قطر ، وهي أنها تستضيف قادة حماس وتمولهم، وهي لديها القدرة على الضغط على حماس، كما إنهم يضعون أنفسهم كوسطاء، لذا دعهم يثبتون أنفسهم، وخلال ذلك فعليهم إدخال الدواء للرهائن المحتجزين، وفقا لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية.
وكانت وزارة الخارجية القطرية، قد استنكرت يوم الأربعاء الماضي بشدة التصريحات المنسوبة لنتنياهو، بشأن الوساطة القطرية بين إسرائيل وحماس.
ونشر ماجد محمد الأنصاري، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، تغريدة جديدة له عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”،تويتر سابقا، ذكر من خلالها أن التصريحات المنسوبة لنتنياهو، غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء، ولكنها ليست مفاجئة.
وأضاف: إذا تبين أن التصريحات المتداولة صحيحة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين.
وذكر أنهبدلا من الانشغال بعلاقة قطر الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، نأمل أن ينشغل نتنياهو بالعمل على تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
تأتي تصريحات نتنياهو في الوقت الذي يتظاهر فيه آلاف الإسرائيليين، في عدة مدن للمطالبة بإقالة حكومته، وبالتزامن مع تظاهر أهالي الأسرى المحتجزين في قطاع غزة أمام منزله.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” (خاصة)، إن آلاف الإسرائيليين تظاهروا في مدينة حيفا (شمال)، عند تقاطع حوريف ضد الحكومة (الإسرائيلية) والمطالبة بإجراء الانتخابات فورا.
وأوضحت أن المسيرة انطلقت من منطقة الكرمل بمدينة حيفا إلى مركز التظاهرة عند تقاطع حوريف.
وفي مدينة كفار سابا (شمال)، قرب تل أبيب، تظاهر المئات تحت شعار “الانتخابات الآن”، بحسب الصحيفة.
وطالب المتظاهرون بإقالة نتنياهو وإجراء الانتخابات فورا، وفق يديعوت أحرنوت.
كما تظاهر المئات في مدينة “رحوبوت” قرب تل أبيب للمطالبة بإقالة الحكومة.
ويواجه نتنياهو انتقادات متكررة من الشارع الإسرائيلي وعدد من السياسيين حتي المنتمين لمجلس الحرب، على خلفية أزمة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة وعدم التوصل لأي مسار يضمن عودتهم أحياء إلى إسرائيل.
وفي سياق آخر، تظاهر العشرات من أهالي الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، أمام منزل نتنياهو في مدينة قيسارية (شمال) للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرنوت” إلى أنه وللأسبوع الثاني على التوالي يتظاهر أهالي الأسرى بغزة، أمام منزل نتنياهو في مدينة قيسارية.
ويقدر مسؤولون إسرائيليون وجود حوالي “136 شخصا ما زالوا محتجزين في قطاع غزة”، منذ شن “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول، هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف القطاع.
وأسرت فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها (حماس)، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو 239 شخصا على الأقل في بلدات ومدن غلاف غزة، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
في المقابل، ذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت بموجب الهدنة سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجونها، بينهم 71 أسيرة و169 طفلا.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى السبت 26 ألفا و257 شهيدا، و64 ألفا و797 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.