كردستان تنتقد إيران أخباراً مزيفة عن قصف أربيل
في الوقت الذي وجّه فيه مجلس أمن إقليم كردستان العراق، الأربعاء، انتقاداً لاذعاً لنشر «مؤسسات إيرانية» صوراً وأخباراً «مزيفة» تتعلق بالقصف الصاروخي «للحرس الثوري» الأخير الذي تسبب بمقتل وإصابة 10 مدنيين بينهم رجل أعمال إماراتي، ألغى رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني لقاء كان مقرّراً بوزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان، على هامش مؤتمر «دافوس» في سويسرا، احتجاجاً على القصف الإيراني لأربيل.
وأفاد مجلس أمن الإقليم في بيان صحافي أنه بعد الهجمات الصاروخية الجبانة على أربيل ورد الفعل القوي للحكومة الاتحادية في إدانته وتشكيل لجنة تحقيقية، بدأت بعض المؤسسات الإيرانية في نشر أخبار وصور مزيفة ولا صلة لها، وبدأت في ممارسة الخداع من أجل تبرير الأعمال الوحشية.
وذكر أن مؤسسات حكومة إقليم كردستان تتعاون مع اللجنة المشكلة من قبل الحكومة الاتحادية، ومن الواضح جدا أن هذا الهجوم استهدف المدنيين في الإقليم» لافتا إلى أن «هذه المساعي لا يمكن أن تغير اتجاه الرأي العام الغاضب في الإقليم والعراق في مواجهة هذه الجريمة والانتهاك.
وشدد على وجوب اتخاذ خطوات جادة على الصعيدين المحلي والدولي لحماية سيادة العراق وإقليم كردستان، وحماية مواطنينا من خطر الصراعات الإقليمية.
وعلى الرغم من سقوط ضحايا مدنيين في القصف الإيراني الأخير على عاصمة إقليم كردستان العراق، غير أن المسؤولين في طهران لا يزالون يدافعون عن موقف بلادهم في مواصلة الردّ على «الأعمال الإرهابية» التي تستهدف إيران.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن وزير الدفاع الإيراني، أمير أشتياني قوله: ندين الإرهاب في كل أنحاء العالم، لذلك، إذا تم اتخاذ أي إجراء فيما يتعلق بانتهاك حقوق شعبنا والأعمال الإرهابية ضد الشعب، فسنرد بالتأكيد.
وأضاف: «إننا نحترم سيادة ومصالح وحقوق وقوانين ووحدة أراضي جميع الدول، وخاصة جيران إيران، ولكننا لن نسمح لأحد أن يعبث في حدود إيران وسنتعامل معه بكل حزم، نحن نحاول تحسين مستوى التقنيات في مجال الصواريخ». وسبق أن أكد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أن الادعاءات عن استهداف مقر «للموساد» في أربيل «لا أساس لها من الصحة» موضحاً أن المنزل الذي تم قصفه لرجل أعمال مدني.
وقال الأعرجي الذي يرأس اللجنة التحقيقية الحكومية، خلال تواجده في موقع الحادث، نحن هنا بتوجيه من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني للتنسيق مع أربيل، في التحقيق بالهجمات الإيرانية على أربيل.
وأفاد في تصريحات لوسائل إعلام كردية قائلاً: زرنا موقع القصف في منزل المستثمر بيشرو دزيي، وشاهدنا حجم الدمار، الذي تعرض له هذا المنزل العائلي، ونؤكد أن هذا المنزل عائلي، ومنزل إقامة دائم لهذه الأسرة.
وأضاف: المنزل تعرض لاستهداف صاروخي، ودمر بالكامل، وأسفر عن خسائر في الأرواح، عدا عن الخسائر المادية الأخرى.
وأدان هذا الهجمات، معتبراً أنها عمل مدان، وتجاوز واعتداء على السيادة العراقية، وانتهاك لإقليم كردستان، وبالتالي هذا مواطن عراقي، ويجب أن يكون الموقف موحدا وواضحا تجاه هكذا أعمال تصيب المواطنين العراقيين.
وتعهد باتخاذ الحكومة العراقية عدداً من الإجراءات، واللجنة اليوم التقت مع العائلة، وزرنا الراقدين في المستشفى، واطلعنا ميدانياً على موقع القصف، وسوف نكتب تقريراً ونقدمه لرئيس الوزراء.
الأعرجي أكد وجود «اتفاق أمني بين العراق وإيران حيث يعد إقليم كردستان جزءاً منه» مشيراً إلى عقد لقاء مع وفد أمني إيراني الأربعاء الماضي، لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق، ولم يتم التطرق إلى ما يشار إليه من ذرائع للقصف الذي حدث (ليلة الاثنين/ الثلاثاء) لذا نحن في حالة ذهول، والقصف جرى دون إخطارنا.
كما اعتبر الادعاءات عن استهداف مقر للموساد في أربيل أن «لا أساس لها من الصحة» موضحاً أن المنزل الذي تم قصفه لرجل أعمال مدني.
وفي السياق، قال مصدر لـ«رويترز» إن رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، ألغى اجتماعا كان مقررا مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في المنتدى الاقتصادي العالمي في «دافوس» في سويسرا، احتجاجا على الضربات الصاروخية الإيرانية على مدينة أربيل.
وأول أمس، اتهم بارزاني إيران بقتل مدنيين أبرياء، وقال إن المزاعم الإيرانية لا أساس لها من الصحة، وأضاف أيضاً أن الوقت الحالي «ليس مناسبا» لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد.
وكان الحرس الثوري الإيراني، أعلن أنه قصف بصواريخ بالستية، ليل الإثنين – الثلاثاء، أهدافا في سوريا، وإقليم كردستان العراق.
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن الحرس قوله في بيان إنه «دمر مقر تجسس» و«تجمعا لمجموعات إرهابية معادية لإيران» في أربيل، على حد تعبيره.
وأكدت سلطات الإقليم مقتل «أربعة مدنيين» على الأقل وإصابة ستة آخرين بجروح، حالة بعضهم غير مستقرة.
وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن حكومة إقليم كردستان «شريك قريب لنا» وأن بلاده تدين بلا تردد الهجمات الإيرانية على أربيل.
ونشر «تدوينة» أرفقها بصورة تجمعه برئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، في «دافوس» وعلق قائلا: بعد الهجمات الإيرانية على إقليم كردستان العراق، تحدثت اليوم مع رئيس الوزراء مسرور بارزاني. إن حكومة إقليم كردستان شريك قريب لنا، وأمريكا تدين الاعتداءات الإيرانية بلا تردد.
وكان مكتب بارزاني قد أعلن أول أمس، في بيان أن الأخير اجتمع مع بلينكن في دافوس، وذكر أن المسؤول الأمريكي أن بلاده ورئيسها يأخذان هذه الهجمات التي تستهدف إقليم كردستان على محمل الجد، وسيعملان اللازم لحماية أمن واستقرار إقليم كردستان.
وحسب البيان، فإن وزير الخارجية الأمريكي قال: ندين بأشد ما يمكن الهجوم على أربيل والذي يمثل انتهاكا صارخا لسيادة العراق.
واستمراراً لموجة ردود الفعل التي خلّفها الحادث، دعا نائب رئيس الوزراء في إقليم كردستان قوباد طالباني، إلى تبديد المخاوف الإقليمية عبر الاحتكام لمنطق الحوار والنهج السلمي لإنهاء الصراعات، وذلك خلال استقباله القنصل الأمريكي العام في إقليم كردستان مارك سترو.
ووفق بيان عن مكتب الزعيم الكردي فإن الجانبين بحثا خلال اللقاء الملفات الثنائية المهمة، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأعرب سترو عن «مواساة وتعاطف واشنطن مع إقليم كردستان حكومة وشعبا للهجوم الذي تعرضت له مدينة أربيل، فيما شدد طالباني على ضرورة إيقاف الانتهاكات التي تطال سيادة أراضي العراق وإقليم كردستان تحت أي ذريعة كانت» معتبرا أن تلك الهجمات تقوض استقرار المنطقة وتعقد المشهد أكثر.
وأدان طالباني الهجمات، مشددا على ضرورة «اتخاذ الجهات السياسية في كردستان موقفا موحدا حيالها للحيلولة دون تكرارها مطلقا» داعيا حكومتي الإقليم والمركز إلى السعي معا لاتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية سيادة العراق وإقليم كردستان وأرضهما.
ودعا أيضاً دول الجوار إلى الاحتكام لمنطق الحوار والسبل السلمية لتبديد المخاوف وحل النزاعات وليس الحرب وقصف أراضي إقليم كردستان.
كذلك، أدان بابا الفاتيكان فرنسيس الهجوم على أربيل، وأعرب في كلمته الأسبوعية، عن تعاطفه مع ضحايا الهجوم على أربيل الذين كانوا جميعاً من المدنيين.
ولفت إلى أن «علاقات حسن الجوار لا تقام بهذه التصرفات بل بالحوار والتنسيق» داعياً جميع الأطراف إلى تجنب هذه التصرفات التي تسبب التوتر والتعقيدات.