الأمن المغربي يتدخل لتفريق وقفة احتجاجية أمام متجر «كارفور» في وجدة
تدخلت قوات الأمن المغربية لتفريق مشاركين في وقفة احتجاجية، نظمت في مدينة وجدة (شرق البلاد) مساء السبت، أمام متجر “كارفور” لاتهامه بالارتباط بسلسلة متاجر دولية تدعم الكيان الصهيوني.
وجاءت الوقفة استجابة لنداء “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، وفق ما أورد موقع “الجماعة”، موضحاً أن المواطنين الذين كانوا يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية سلمية في المدينة الشرقية، فوجئوا فور قدومهم إلى المكان المحدد للاحتجاج بالحشود المكثفة لمختلف الأجهزة الأمنية التي بادرت إلى التدخل ضدهم، ما أدى إلى عدة إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف الناشطين والمناضلين.
وأضاف المصدر أن قوات الأمن قامت باعتقال تعسفي لأربعة شبان من المحتجين، جرى إطلاق سراحهم بعد ثلاث ساعات.
130 تظاهرة في 66 مدينة
يأتي هذا التدخل الأمني الجديد، في سياق يواصل فيه الشعب المغربي دعمه لقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية. وقد نظمت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، الجمعة المنصرم، 130 تظاهرة في 66 مدينة، حيث ندد المتظاهرون بالعدوان الصهيوني على غزة والصمت الدولي والعربي الرسميين تجاه تلك الجرائم، مطالبين الدولة المغربية بوقف اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني واتخاذ موقف واضح بدعم الشعب الفلسطيني ووقف العدوان.
وأفاد بيان لهيئة النصرة أن المتظاهرين رفعوا لافتات وتعبيرات تندد باغتيال قيادات المقاومة بالخارج وعلى رأسهم الشيخ صالح العاروري، معبرين عن تضامنهم مع ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم على القطاع في “جمعة طوفان الأقصى 13” التي أعلنتها الهيئة تحت شعار “الوفاء للشهداء”، مشددين على مواصلة الاحتجاج في شوارع المغرب حتى وقف العدوان نهائياً.
وقد عمّت المظاهرات الرافضة لاستمرار المجازر في حق المدنيين بغزة وباقي المدن الفلسطينية مختلف المدن المغربية، في تأكيد واضح على الرفض الشعبي للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة والمشروعة.
وأكد البيان أن هذه الفعاليات المتواصلة تجيء بعد مرور 90 يوماً من بداية الحرب على المدنيين في غزة بدعم أمريكي وغربي وتخاذل عربي رسمي تجاه مجازر تتعارض مع كل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية والدينية.
جرائم متواصلة
في سياق متصل، دعا عبد الصمد فتحي، رئيس “الائتلاف المغاربي لنصرة القدس وفلسطين”، إلى عدم توقف الدعم والمساندة لأهالي غزة، عبر تنظيم المسيرات والوقفات والصلوات، فضلاً عن المساهمة بالمال وكل أشكال التضامن، معتبراً ذلك مسؤولية وأمانة ملقاة على المواطنين المغاربيين وكل العرب والمسلمين.
وكتب في صفحته على “الفيسبوك” أن “العدوان الصهيوني الفاشي النازي على إخواننا في غزة يصل شهره الثالث، مخلفاً قتل أكثر من 22 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 60 ألف مصاب، فضلاً عن المهجرين والمشردين”.
وتابع “ثلاثة أشهر من الجرائم المتواصلة كشفت عجز العالم بمؤسساته الرسمية ومنظماته العالمية عن فرض مبادئ القانون الدولي، وعن حماية منظومته المؤسساتية والتشريعية، وحماية شعب يباد ويحاصر أمام أنظار العالم بقرار أمريكي غربي صهيوني، عالم عاجز عن إيصال حتى الدواء والغذاء للأطفال”.
واستطرد الناشط الحقوقي قائلاً: إننا نقف اليوم بعد مرور تسعين يوماً لنستنهض الهمم ونحشد العزائم، ولنحذر كل الضمائر الحية من التطبيع مع جرائم الصهاينة في غزة واعتبارها أخباراً عادية طبيعية نستهلكها في تجمعاتنا ونتعاطاها على موائدنا متأففين، ثم ننصرف إلى مشاغل حياتنا ومعاشنا، معتبرين أن مسؤوليتنا تنتهي بوقفة هنا أو هناك أو دعوة أو تدوينة أو فعالية تضامنية.
وأوضح أن ما يقع في غزة وفلسطين يجب أن يجعلنا في حالة طوارئ على كافة المستويات خاصة شعورياً وقلبياً وإرادياً وعملياً، كيف لا ونحن الجسد الواحد ونحن الأمة الواحدة ونحن المصير الواحد. وتساءل بحرقة “الله الله في فلسطين !أين السهر والحمى؟ وأين الرحم الإنسانية؟ وأين الإخوة الإيمانية؟.
وقال: إننا نُذَكّر حتى لا تخبو الشعلة، ولا تنطفئ الجذوة، فالعدوان ما زال مستمراً بشراسة ووحشية بعد أن فشل العدو في تحقيق أهدافه، ودماؤنا ما زالت نازفة في غزة وأرواحنا تزهق وأطفالنا يقتلون، فالمعركة واحدة والمصاب واحد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وها هو العدو اليوم يتمادى في إجرامه باغتياله قادة المقاومة والنضال الوحدوي الفلسطيني خارج أرض فلسطين ليسوق لنصر وهمي باغتياله للقائد الكبير صلاح العاروري ورفاقه.
وختم عبد الصمد فتحي تدوينته قائلاً: فالله الله يا أحرار العالم، الله الله يا مسلمين، الله الله يا عرب، الله الله يا أهل المغرب الكبير، يا أصحاب حارة المغاربة وأحفاد أنصار صلاح الدين، لا توقفوا الدعم لا توقفوا المساندة، مسيراتكم، وقفاتكم، مهرجاناتكم، أموالكم، دعاؤكم، صلاتكم، تضامنكم… كل ذلك مسؤولية وأمانة وجهد المقل فلا تبخلوا عليهم بما تستطيعون.
ودائماً في سياق التفاعل مع مستجدات الأوضاع في فلسطين، تلقت “القدس العربي” بياناً للجمعية الدولية لطب الأطفال بشأن وقف فوري لإطلاق النار في غزة، حيث عبرت عن قلقها البالغ إزاء العدد المرتفع لضحايا الحرب في غزة، فقد أزهقت أرواح أكثر من 22000 شخص، منهم حوالي 6000 امرأة، وأكثر من 9000 طفل، بمعدل قتل 4 أطفال كل ساعة، بالإضافة إلى ذلك، توقفت 46 من أصل 72 منشأة للرعاية الصحية و22 من أصل 36 مستشفى عن العمل بسبب العدوان، وقُتل أكثر من 300 من الأطباء والممرضين والطواقم الطبية. كما أدى العدوان إلى نزوح نحو 2 مليون مدني، معظمهم من الأطفال والنساء وأغلبهم لعدة مرات ولأكثر من مكان، وفق ما جاء في البيان.
ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار
وبعدما أكدت الجمعية الدولية لطب الأطفال أن قتل المدنيين أمر غير مبرر، قالت إنها تدافع عن كل طفل، في كافة الأعمار وفي كل مكان، ونحن ندعم وقف إطلاق النار الفوري في غزة.
كما دعت إلى ضمان كميات كافية من الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والاحتياجات الأساسية والإمدادات الطبية للعائلات والأطفال؛ مشددة على ضرورة فتح وحماية الممرات الإنسانية التي تسمح بمرور الإمدادات والمدنيين بشكل آمن. وطالبت أيضاً باتخاذ إجراءات للتخفيف من الآثار الضارة المباشرة للحرب على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، مشيرة إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة التأثير طويل المدى.
وأضاف البيان قائلاً: بصفتنا أطباء أطفال، نحن ملتزمون بصحة ورفاهية الأطفال من جميع الخلفيات العرقية والإثنية. وندعو جميع الأطراف إلى ضمان حماية جميع الأطفال في فلسطين وإسرائيل، لأنهم يستحقون السلام والأمل في العيش ولن نتمكن من حماية الأطفال وتأمين مستقبلهم إلا من خلال ضمان هذه الحقوق.
وختمت الجمعية الدولية لطب الأطفال بيانها بالقول: هذه الرسالة هي بيان لموقفنا الرسمي ودعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار حيث نطلب من المجتمع الدولي بذل كل جهد ممكن لإنهاء الحرب بشكل دائم وفي أقرب وقت ممكن بغرض حماية سلامة الأطفال ورفاهيتهم وتعليمهم وصحتهم في فلسطين وإسرائيل.