لماذا اختارت الخطوط التركية “إيرباص” لتوسيع أسطولها؟
يقول مدير أكاديمية الفكر بإسطنبول، باكير أتاجان، إن هناك العديد من الرسائل التي تريد تركيا إيصالها إلى دول الاتحاد الأوروبي من خلال الصفقة التاريخية التي كشفت عنها الخطوط الجوية التركية لشراء عشرات الطائرات من شركة “”إيرباص” الأوروبية.
وأكدت الخطوط الجوية التركية الحكومية طلبها شراء أكثر من 200 طائرة من طراز “إيرباص”، مع خيار شراء أكثر من 100 طائرة إضافية، وذلك ضمن خطة توسع للشركة على مدى خطتها الاستراتيجية لفترة 2023-2033.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة التركية بلال أكشي إنّ العدد الإجمالي للطائرات الجديدة قد يصل إلى 355، ما سيجعل من الصفقة واحدة من أكبر الطلبيات في تاريخ صناعة الطيران.
وأضاف أكشي، في بيان صدر السبت، إنّ شركة الخطوط الجوية التركية تقدمت بطلبات شراء 230 طائرة، تشمل 150 طائرة من طراز “إيه 321 نيو” و80 من طراز “إيه 350-900″، مع حقوق شراء 125 طائرة إضافية، في حين أفادت شركة “إيرباص” بأنّ عدد الطائرات الجديدة هو 220 فقط، وأنّ الطائرات العشر الأخرى سبق للشركة التركية أن طلبتها في سبتمبر/ أيلول، لتكون القيمة الدفترية للطائرات المطلوبة نحو 40 مليار دولار.
ويقول مدير أكاديمية الفكر بإسطنبول، باكير أتاجان، إنّ تطوير وزيادة الأسطول الجوي التركي، يأتيان ضمن سياسة بلاده لزيادة النقل والوجهات حول العالم، لكن العقد مع “إيرباص” وبهذا الحجم والقيمة، يؤكد على الآمال المعقودة على قطاع النقل الجوي، بالتزامن مع استمرار تركيا بحصد جوائز عالمية. وأضاف أنّ تعزيز دور الناقل الوطني التركي إلى أصقاع العالم يزيد من الثقة والسياحة، وينعكس على تطلعات البلاد الاقتصادية.
وحول وجود طائرات “بوينغ” الأميركية ضمن الأسطول التركي، أوضح أتاجان، في حديث لصحيفة “العربي الجديد”، أنّ بلاده تنوّع بين الشركتين، وسبق قبل عامين أن اشترت 5 طائرات أميركية، لكن الغلبة للشركة الأوروبية.
ولمّح أتاجان إلى الخلافات بين بلاده والولايات المتحدة في قطاع الطيران، بعد إلغاء واشنطن صفقة بيع طائرات “إف 35” العسكرية، وإخراج أنقرة من برنامج الطائرات المقاتلة “إف-35″، التي كانت نقطة خلاف بين البلدين، بسبب حصول تركيا على منظومة الدفاع الروسية “إس- 400” وعدم نضوج اتفاق صناعة متممات لطائرة “بوينغ” الأميركية في تركيا، كما كان الاتفاق قبل عامين.
ولكن، يستدرك الباحث التركي، أنّ الصفقة مع “إيرباص” اقتصادية ولا علاقة لها بالسياسة أو التوترات السابقة مع واشنطن. وأضاف: “فإن تقدمت شركة بوينغ بعروض فإنّ الخطوط الجوية التركية التي ستتوسع بأسطولها، ستشتري ضمن خطة شراء 600 طائرة، ليزيد عدد الطائرات بأسطول الشركة، ضمن الخطة الاستراتيجية، عن ألف طائرة”.
ويلفت مدير أكاديمية الفكر بإسطنبول، إلى أن هناك العديد من الرسائل التي تريد تركيا إيصالها إلى دول الاتحاد الأوروبي، ومنها أنها مهتمة بالسوق الأوروبية، وأن علاقتها مع أوروبا متينة، كما تنفي في الوقت نفسه الاتهامات بتوجهها اقتصادياً نحو الصين وروسيا فقط.
وتحصد الخطوط الجوية التركية، التي تأسست عام 1933، سنوياً جوائز عالمية، وكان آخرها الشهر الماضي، حين حصلت على “جائزة السياحة المتوسطية” بمنتدى سياحي انعقد في مالطا، وقبلها جائزة APEX World Class، لريادتها العالمية في تجربة الاستضافة، وجائزة أفضل ناقل أوروبي في حفل توزيع جوائز سكاي تراكس العالمية.
ووصلت الشركة التركية، التي اقتربت أرباحها العام الماضي من 2.7 مليار دولار، إلى إيرادات قياسية بلغت 18.4 مليار دولار، وقامت برحلات إلى 344 وجهة في 129 دولة، بأسطولٍ مكوّن من نحو 400 طائرة، نقلت العام الماضي أكثر من 72 مليون مسافر.