تونسية عاشقة لغزة: عدوان الاحتلال أجبرني على ترك منزلي
كان قاسيا على التونسية سميرة عوينات أن ترحل من غزة بعد أن عاشت فيها 27 عامًا مع زوجها الفلسطيني أحمد الغريري، وأنجبت فيها أربعة من الأبناء، وصارت غزة بالنسبة لها وطنا ثانيًا.
لم يترك القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة خيارًا لها وأسرتها سوى العودة إلى تونس.
وصفت سميرة تجربتها في الحياة في غزة تحت وطأة الحرب، وقالت تعوّدت على غزة وأحبها، لكن الحرب غيّرت كل شيء. لم نعش رعبًا مثل ما عشناه في هذه الحرب.
وتابعت: شاهدنا قصف مناطق كثيرة بجوار أبراج النصر التي كنا نقيم بها. شاهدنا أكابر الناس وهم في حاجة لكل شيء: الخبز والماء والغاز والكهرباء. الكل في غزة صار محتاجًا، سواء غني أو فقير. الحرب قاسية جدا، ولولا جنسيتي التونسية لما تمكنت وأسرتي من الخروج من غزة.
وقال زوجها أحمد الغريري “كان الخروج من غزة قرارًا صعبًا للغاية، لكن كنت أفكر في مسؤوليتي عن حماية أولادي، وأن أعيد زوجتي سالمة إلى أهلها. أصبح توفير سبل الحياة في غزة أمرًا شاقًا لدرجة أن مجرد تأمين علبة فول كان إنجازًا”.
واستطرد: كنا نخطط للذهاب إلى بيت صديقي أبو حيدر، لكن تم قصف البيت قبل يومين من تاريخ الانتقال إليه، ما أثّر كثيرًا في أولادي وقرّرنا الرحيل. ساعدتنا وزارة الخارجية التونسية على الخروج من معبر رفح رغم الصعوبات التي واجهها الفلسطينيون المتزوجون من تونسيات.
وأجْلت السلطات التونسية 57 فردًا من العائلات التونسية الفلسطينية من قطاع غزة إلى معبر رفح، ومنه إلى القاهرة ثم إلى تونس.
أما ابنته الكبرى رحاب، التي درست المحاسبة وإدارة الإعمال في فرع فلسطين بجامعة الأزهر، فتبكي وهي تتحدث عن مغادرة منزلها مجبرة، وتتذكر أصدقاءها وجيرانها في غزة، الذين استشهد كثيرون منهم وتقول لمن بقي على قيد الحياة منهم “شدوا حيلكم، أكيد راح نتشاوف. وما اشتدت إلا لتفرج، بحبكم كتير”.
أمها، سميرة، بدورها مشتاقة للعودة إلى غزة، “ففيها الجيران والأحبة وكل غال على القلب”، وفق تعبيرها.