يجب على الغرب القلق مما يحدث في إفريقيا
حذرت صحيفة “دايلي تلغراف” البريطانية في افتتاحيتها، اليوم، من التوترات الأخيرة في قارة إفريقيا والانقلابات العسكرية الأخيرة في عدة دول مما يؤدي إلى عدم استقرار القارة، وهو الأمر الذي يجب أن يثير قلق الغرب.
وقالت الصحيفة اليمينية، إن سلسلة الانقلابات في إفريقيا ليست مجرد اضطرابات سياسية معتادة في البلدان المعرضة للفوضى، بل ستؤدي إلى عواقب وخيمة.
وأشارت إلى أن الغابون أصبحت أحدث دولة إفريقية تقع ضحية للانقلاب، بعد أن أطاح ضباط عسكريون بالرئيس علي بونغو أونديمبا، وسبق هذا في الشهر الماضي، انقلاب للجيش في النيجر ضد الرئيس محمد بازوم، في حين حدثت انقلابات أخرى في مالي وغينيا وبوركينا فاسو.
وأكدت الصحيفة على أن القوى الغربية تشعر بالتوتر، خاصة أن أعداءها نجحوا في استغلال حالة عدم الاستقرار المتزايدة في أجزاء من إفريقيا. وذكرت أنه في بعض البلدان، قامت روسيا ومجموعة “فاغنر” التابعة لها بملء الفراغ الذي خلفته القوى الاستعمارية السابقة مثل فرنسا. وحصلت روسيا على صفقات مربحة من الموارد الطبيعية مقابل مساعدة الأنظمة الجديدة في الحفاظ على سيطرتها على البلدان الإفريقية، لكن تظهر في الخلفية معركة أعظم لتعزيز النفوذ على مساحات واسعة من العالم بين الأنظمة الديمقراطية والأنظمة الاستبدادية، وهي معركة ربما يخسرها العالم الحر، بحسب الصحيفة.
ترى “دايلي تلغراف” أنه لا يمكن تجاهل هذه الأحداث باعتبارها مجرد اضطرابات سياسية معتادة في البلدان المعرضة للفوضى. فماذا يحدث ربما يكون جزئيا أحد العواقب المتتالية لعمليات الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا في الغرب، والتي عطلت سلاسل التوريد العالمية ودفعت ملايين الأفارقة، بحسب بعض التقديرات، إلى الفقر.
وحذرت الصحيفة في الختام من أنه على المدى الطويل، قد يرتد عدم الاستقرار في إفريقيا على الغرب، فهناك أجزاء من القارة السمراء مهددة بأن تصبح ملاذات للإرهابيين. علاوة على ذلك، إذا لم تتمكن الحكومات من خلق الظروف اللازمة لتحقيق الرخاء الذي يتوقعه سكانها، فقد تكون أزمة الهجرة الحالية مجرد مقدمة للأحداث المقبلة.