كيف يذل الملوك والأمراء أعزة أهل البلد

لماذا إذا دخل الملوك أو الأمراء الملوك إلى بلده أفسدوها، وجعلوا أعزة اهلها أذله، كما اخبرنا القرآن الكريم في قولة الله تعالى:

 

﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ﴾

 

إذلال الملوك لأعزة أهل البلد لا يكون بصورة مباشرة، بل من خلال طرف أخر، وهم حثالات المجتمع الذين يلتصقون بهم، فالحثالات تتقرب للملوك واولادهم من خلال عمل نسائهم (مزيلات شعر) لبناتهم وزوجاتهم عند الزواج أو المناسبات، وبعض رجالهم يعملون حلاقيين لهم، وخدم في قصورهم، وبعضهم يجالسون الملك والأمراء ليرفهوا عنهم، ويصبحوا “ملطشت” المجلس، فيتقربون منهم، ويصادق أولاد الحثالة أولاد الملوك الذين سيصبحون ذو شأن كبير في المستقبل، خاصة إذا لم يتربوا التربية الصحيحة.

فينعم الملك والأمراء عليهم وعلى أولادهم بالنعم الكثيرة، فيصبحون بعد فترة من الزمن أعيان البلد ووجهائه، لانهم ملكوا المال والجاه، وهم ما زالوا يتذكرون حياتهم السابقة والفقر المدقع الذي كانوا يعيشون فيه، فيصبحون من محدثي النعمة، فيخرجون كل امراضهم على اعيان البلد الحقيقيين، فيحاولون تحجيمهم وإذلالهم، ونشر الدسائس عليهم، حتي يحطموهم، خاصة أن الملك والأمراء معهم لأنهم لصيقين بهم، وكثيرا من الأحيان ينجحوا.

وإذا تمكنوا يتعاونون مع الشيطان الرجيم لإزاحة الملك.