بكاء وهلع.. حرائق مرعبة في الجزائر وتونس
انتشرت مقاطع فيديو توثق مشاهد مرعبة من الحرائق التي اجتاحت مناطق غابية في الجزائر وتونس، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالأرواح والممتلكات.
وفي آخر حصيلة لها، أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أن 34 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب 26 آخرون في سلسلة حرائق بمناطق شرق وشمال البلاد، تزامنا مع موجة حر شديدة تجتاح المنطقة.
وكشفت وزارة الداخلية الجزائرية عن نشوب 97 حريقا في 16 ولاية، أكبرها في ولايات بجاية وجيجل والبويرة شرق وجنوبَ العاصمة.
وأضافت الداخلية الجزائرية أن ارتفاع درجات الحرارة وقوةَ الرياح ساهما في اتساع رقعة الحرائق، وأن جهود الإطفاء سمحت بالتحكم في عدد منها.
فزع وهلع
وانتشر مقطع فيديو يوثق اندلاع الحرائق واستعار النيران في مناطق مأهولة بالسكان في منطقة القل بولاية سكيكدة، ومحاولات إجلاء السكان العالقين بالمنطقة.
ويسمع في مقطع الفيديو أصوات تستغيث وتطالب بإجلاء أفراد من أسرتها بسرعة، في حين يظهر أن الرياح اشتدت لتزيد من لهيب النيران. وتحوّلت السماء إلى اللون البرتقالي، في حين غطت أعمدة الدخان المكان.
وعمّت حالة من الفزع بين السكان المحلين، بينما كانت السلطات تطالبهم بإخلاء المكان بسرعة.
كما بث ناشطون مقطعا آخر يظهر الناس وهم يفرون من لهيب النيران، في حين تسمع الصرخات والاستغاثات.
وبينما كانت النيران تلتهم الأشجار والمحلات على جنبات الطريق كان الناس يفرون وسط حالة من الهلع والخوف.
آثار الدمار
لا يصدّق، هكذا علّق أحد الناشطين الذين وثقوا ما حل بمنطقة الواد داس-توجة بولاية بجاية الجزائرية، حيث أظهر المقطع كيف تفحمت المركبات وعم الدمار أرجاء المكان.
وتداول الناشطون أيضا مقطعا لأحد الأشخاص المنكوبين جراء الحرائق، حيث يؤكد الرجل أنه فقد 16 فردا من أسرته، بسبب الحرائق.
وفي تونس المجاورة، أجلت فرق الحماية المدنية، أمس الاثنين، أكثر من 300 شخص من سكان قرية ملولة شمال غرب البلاد عبر البحر بسبب توسع الحرائق في الغابات.
وتكافح فرق الإطفاء مدعومة بمروحيات عسكرية، منذ نحو أسبوع، لإخماد حرائق اندلعت في غابات بجبل ملولة، وأمكن لها بالفعل السيطرة على أجزاء كبيرة منه.
وبثّت وكالة الصحافة الفرنسية مقطع فيديو يظهر كيف استعرت النيران في الغابات وتصاعدت أعمدة الدخان الكثيف، بينما كانت فرق الإطفاء تسعى جاهدة لإخمادها.
وفي مقطع متداول، فر سكان المنطقة الحدودية من بيوتهم، حاملين بعضا من أغراضهم هربا من النيران.
وفي حين كانت النيران تشتعل وتلتهم الأخضر واليابس كانت سيدة تونسية توثق المشهد وهي تبكي بحرقة وتسأل الله الرحمة، وكانت تقول “لقد حُرقنا، ملولة لم تعد موجودة بسبب الحرائق..”، ثم حثّت أحد أفراد عائلتها على إخلاء المكان قبل وصول النيران إلى منزلهم.
وفي مشهد مفزع كان السكان يهربون بينما النيران تقترب من مناطق سكنهم.
وتشهد منطقة ملولة وبقية مناطق الشمال الغربي بتونس سنويا عدة حرائق بسبب ارتفاع درجات الحرارة، واندلع يوم الثلاثاء الماضي حريقان في غابة ملولة قبل السيطرة عليهما والحد من مخاطرهما، في حين لم تتحدد بعد المساحات المتضررة من النيران في انتظار استكمال حصرها، خاصة أنها تتسم بصعوبة التضاريس.
يذكر أن تونس سجلت، في الفترة بين يناير/كانون الأول ويوليو/تموز من العام الجاري، قرابة 78 حريقا، من بينها 56 على مستوى الغابات، مقابل 156 حريقا خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وفق ما أكده المدير العام للغابات نوفل بن حاحا، خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة الماضي.