كيف تفادى نجل بايدن السجن في جرائم ضريبية وحيازة سلاح؟
إقرار بالذنب مقابل تجنب عقوبة السجن، تحت هذه القاعدة وافق ديفيد فايس المدعي العام الأميركي لولاية ديلاوير على عقد صفقة مع هانتر، نجل الرئيس جو بايدن، تنهي تحقيقا بدأ قبل 5 سنوات.
وتجنب الصفقة، التي يقر بمقتضاها هانتر بالذنب في قضية تهرب ضريبي وقضية تتعلق بمخالفة قانون اقتناء سلاح ناري، عقوبة السجن لهانتر.
وتقول المعلومات المتوفرة إن هانتر ارتكب جريمتين ضريبيتين في عامي 2017 و2018 حيث كان لديه دخل خاضع للضريبة يزيد عن 1.5 مليون دولار، لكنه فشل في دفع ضريبة ليصبح مطالبا بأكثر من 100 ألف دولار من الضرائب عن كل سنة، وفقا للمدعي العام، وتصل العقوبة القصوى للتهم الضريبية إلى السجن لمدة 12 شهرا.
ودفع هانتر العام الماضي ضرائب الدخل الفدرالية التي فشل في دفعها سابقا لعامي 2017 و2018، واعتبرت هذه الخطوة جزءا من محاولة للحد من فرص اتهامه جنائيا في القضية، والحد من أي عقوبة محتملة إذا تم اتهامه.
وتظهر وثائق القضية الثانية أن هانتر امتلك في أكتوبر/تشرين الأول 2018 مسدسا من عيار 38 “كولت كوبرا” (Colt Cobra)، على الرغم من معرفته بأنه مدمن للمخدرات، هو أمر كذب بشأنه عند اقتناء المسدس، وفي الحالات العادية يمكن أن تصل عقوبة هذه القضية إلى 10 سنوات سجنا.
فخور بابني
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إيان سامز في تصريح لشبكة “إن بي سي” (NBC) بشأن صفقة الإقرار بالذنب التي قدمها هانتر، إن “الرئيس والسيدة الأولى يحبان ابنهما ويدعمانه في وقت يواصل فيه إعادة بناء حياته، لن يكون لدينا تعليق آخر”.
وكرر الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الثلاثاء عبارة “أنا فخور جدا بابني”، تعليقا على هذه الأنباء أثناء مشاركته في فعالية لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي بولاية كاليفورنيا.
وتستخدم النيابة العامة بالولايات المتحدة بشكل روتيني المعلومات لتوجيه الاتهام إلى المدعى عليهم الذين وافقوا على الاعتراف بالذنب في صفقات مختلفة.
ويعيش هانتر في منطقة ماليبو بولاية كاليفورنيا، ويبلغ من العمر 53 عاما، وهو الولد الوحيد الباقي للرئيس بايدن بعد وفاة أخيه بمرض السرطان قبل أعوام.
ودرس هانتر بايدن القانون، وتخرج من جامعتي جورجتاون وييل العريقتين، وعمل أولا في مكتب للمحاماة بنيويورك، ثم شارك في تأسيس شركة للاستشارات الاستثمارية، وفي العام 2012 التحق بسلاح البحرية الأميركي ضابط احتياط، لكنه طرد في 2014 بعدما كشفت تحاليل أنه يتعاطى الكوكايين.
وتتحدث الصحف الشعبية الأميركية باستمرار عن مشاكل إدمانه وحياته الشخصية المتقلبة، ويتهمه الجمهوريون باستغلال النفوذ السياسي لوالده أثناء شغله منصب نائب الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بين عامي 2008-2016 لجمع الأموال من شركات وعملاء أجانب.
سيتم تقديم مذكرة تلخّص شروط اتفاق الإقرار بالذنب الخاص بهانتر، وتفاصيل صفقة التحويل قبل المحاكمة علنا بحلول الوقت الذي يمثل فيه أمام المحكمة لحضور جلسة استماع، حسبما كتب المدعي العام في مكتب فايس في رسالة إلى كاتب المحكمة الفدرالية في ولاية ديلاوير.
غضب جمهوري
من ناحية أخرى، انتقد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي اتهم في وقت سابق من هذا الشهر بأكثر من 30 تهمة فدرالية تتعلق باحتفاظه غير القانوني بوثائق سرية بعد مغادرته البيت الأبيض، صفقة الإقرار بالذنب التي أبرمها هانتر في تغريدة على موقع “ثروت سوشيال”.
وقال ترامب: رائع! وزارة العدل الفاسدة قد طهرت للتو مئات السنين من المسؤولية الجنائية من خلال منح هانتر بايدن مخالفة لا تتعدى مخالفات المرور.
وأضاف ترامب الذي يسعى للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة عام 2024، “نظامنا معطل! الناس يتوحشون بسبب صفقة هانتر بايدن مع وزارة العدل”.
كما انتقد النائب الجمهوري من كنتاكي ورئيس لجنة الرقابة والمساءلة في مجلس النواب جيمس كومر اتفاق الإقرار بالذنب، وتعهد بمواصلة تحقيق لجنته في تعاملات هانتر التجارية في الخارج ومخطط رشوة مزعوم يشمل الرئيس بايدن.
وقال كومر في بيان له لنكن واضحين، اتهامات وزارة العدل لهانتر نجل الرئيس بايدن تكشف عن نظام عدالة فاسد من مستويين”، مضيفا “هذه التهم الموجهة إلى هانتر بايدن وصفقة الإقرار بالذنب ليس لها أي تأثير على تحقيق لجنة الرقابة، لن نرتاح حتى يتم الكشف عن المدى الكامل لتورط الرئيس بايدن في مخططات الأسرة.
ويزعم الجمهورين في مجلس النواب أن الرئيس بايدن حصل على 5 ملايين دولار من مسؤول تنفيذي في شركة “بوريسما” القابضة (شركة الغاز الرئيسية في أوكرانيا) حين كان ابنه هانتر بايدن عضوا في مجلس إدارة الشركة.
واعتبر عدد من المعلقين أنه من المبكر الجزم بتأثير قضية تحقيقات هانتر على حظوظ والده الرئاسية في الانتخابات القادمة لعام 2024.