قروض بنكية بفائدة ربوية تبدأ من 16% للحج في مصر.. هل تجوز؟
مع الارتفاع الكبير في تكاليف رحلة الحج من مصر، والذي يأتي موسمه هذا العام في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة يواجهها المصريون، بادرت بنوك مصرية للإعلان عن طرح قروض ربوية للحج، وهو الأمر الذي أثار حالة تفاعل وجدل واسعة.
والحج أحد أركان الإسلام الخمسة، ومن شروط وجوبه الاستطاعة البدنية والمالية.
ومن أبرز أسباب ارتفاع تكاليف الحج، انخفاض سعر الجنيه المصري مقابل الدولار، حيث باتت تكلفة أقل رحلة حج من مصر تبلغ نحو 130 ألف جنيه، وهو ما يساوي نحو 4200 دولار، غيرَ شاملة لتذاكر السفر، فيما وصلت أسعار بعض رحلات الحج الفاخرة إلى 1.5 مليون جنيه مصري، أي 48 ألف دولار تقريبًا.
وأعلنت بنوك عن تقديمها تسهيلات ربوية تمويلية لمن يريد الحج بقيمة 400 ألف جنيه، (أكثر من 12 ألف دولار)، بفائدة ربوية سنوية تبدأ من 16%، وبفترة سداد تصل إلى 10 سنوات.
الإعلان عن قروض الحج كان مثيرًا للجدل، وزاد منه تداول فتوى صدرت العام الماضي، عن دار الإفتاء المصرية تبيح القروض الربوية للحج، وكان نصها “تمويل الخدمات عن طريق البنك بالتقسيط؛ كالحج والعمرة، وغيرهما ممَّا يتعلق بالأنشطة المجتمعية جائزٌ شرعًا: ما دامت القيمة المطلوبة محددةً سلفًا ويتم الاتفاق فيها بوضوح بين الطرفين على موعد السداد”.
ورصد برنامج “شبكات” (2023/5/25) جانبا من التفاعلات والجدل على خلفية إعلان البنوك المصرية عن هذه القروض، ومنها تساؤل سحر، حيث كتبت “وليه (ولماذا) قرض؟! إذا ربنا برحمته وعظمته ما أجبرش حد (لم يجبر أحدا) على الحج إلا في حالة الاستطاعة المادية والبدنية”.
وهو التساؤل ذاته الذي طرحه محمد خطابي في تغريدته ولكن من زاوية أخرى، حيث كتب “الحج فرض على من استطاع إليه سبيلا، كيف تتوافق الاستطاعة مع أخذ قرض سواء كان ربويا أو حسنا، ولا هو بس علشان (فقط لأجل) مصلحة الحكومة في الإقراض نطلع فتوى لتضليل الناس؟”.
فيما كتبت ميما عبيد: “فيه إعلانات في التليفزيون لنفس الشيء، مهو معلش في (للتنبيه هناك) ناس غلابة في تفكيرها، لما تلاقي حاجة زي دي (مثل هذه) ونفسه يزور بيت ربنا، هيفكر في إن دي (سيعتقد أن هذه) طريقة سهلة، هما بيسهلو (فهم يسهّلون) كل حاجة بغض النظر عن حلال ولا حرام”.
أما عبد الله، فكان تساؤله الاستنكاري موجها للراغبين في الاقتراض، حيث كتب “قرض إيه اللي عايزه علشان (ولماذا قرض لكي) تحج؟! طب صلي بس (صلِّ فقط) والتزم بالصلاة وبحسن الخلق والأمانة والصدق والمعاملة الحسنة، حاجات آهي (كثيرة) تدخلك الجنة ومن غير فلوس”.
بينما غرد محمد السلاموني: “ممكن حضرتك توضح لي الفرق بين قرض الحج وقرض السيارة، طالما قادر على السداد إيه (ما) المشكلة؟”.
يذكر أنه في سبتمبر/أيلول الماضي، أكد خالد عمران، وهو أحد أمناء الفتوى في دار الإفتاء المصرية خلال مداخلة تلفزيونية، عدم جواز الاقتراض لأداء الحج، لأن الله عز وجل لم يوجبه إلا على المستطيع، وقال “الحج فريضة جعلها الله على المستطيع، لذلك لا ينبغي للإنسان أن يقترض لهذه الفريضة، لأنه إن لم يكن عنده ما يتيح له الحج في هذا الوقت، فهو ليس واجبا عليه”.