مكافحة التجسس في الصين تأخذ أبعادا جديدة
ذكر تقرير نشرته صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية أن اللجنة الدائمة بالبرلمان الصيني أدخلت تعديلات على قانون التجسس أضحى بموجبها الأشخاص الذين يقيمون اتصالات مع منظمات تخدم مصالح جهات أجنبية، أو يساعدون في تنظيم هجمات إلكترونية على مؤسسات تحمل أسرار الدولة، عرضة للمتابعة القانونية.
وأضاف كاتب التقرير أن هذه التغييرات ستدخل حيز التنفيذ في يوليو/تموز المقبل، لكن السلطات الصينية لا تضيع الوقت وبادرت بإلقاء القبض على رجل أعمال ياباني واستجواب موظفين يعملون في شركة أميركية في شنغهاي.
وأشار إلى أن هذه التعديلات تشكل خطرا على الشركات الأجنبية الموجودة بالصين، خاصة بعد استجواب الشرطة موظفي شركة للاستشارات الأميركية في شنغهاي وإغلاق مكتب المؤسسة الأميركية “مينتز غروب” واحتجاز 5 من موظفيها الصينيين.
ونقل تقرير نيزافيسيمايا عن رئيس غرفة التجارة الأميركية في بكين مايكل تشارت قوله إن هذه الممارسات أقضّت مضجع الشركات الأميركية في الصين.
وخلال الأشهر الأخيرة، اعتقلت السلطات الصينية العشرات من رعاياها والأجانب للاشتباه في قيامهم بالتجسس، من بينهم مدير شركة الأدوية اليابانية “أستيلاس فارما المساهمة”. وفي مثل هذه القضايا تُعقد المحاكمة في جلسات مغلقة حفاظا على السرية.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن اليابان تبذل جهودها للإفراج عن مواطنها عبر القنوات الدبلوماسية.
مطاردة الساحرات
وأضافت نيزافيسيمايا بأن هذا التشديد يرتبط ارتباطا وثيقا بتصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة وحلفائها، مبرزا أن وسائل الإعلام الأميركية تسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها رجال الأعمال الأجانب بالصين، لكنها تتجاهل عمليات البحث عن “الجواسيس الصينيين المفترضين” داخل الولايات المتحدة.
وأوضحت أن ضحايا الحملات الأميركية أشخاص لا يسمح لهم سنهم أو حالتهم الصحية بتشكيل خطر على أمن البلاد، مثل تشارلز ليبر الرئيس السابق لقسم الكيمياء والبيولوجيا الكيميائية بجامعة هارفارد الذي اتهم عام 2020 بالتكتم على علاقته مع بكين، وعدم دفع ضريبة على دخله بعد إخفائه المشاركة في برنامج جامعة ووهان الذي يهدف لجذب العلماء البارزين للتعاون مع الباحثين الصينيين.
ونقل التقرير عن العقيد المتقاعد ميخائيل ليوبيموف من جهاز المخابرات السوفياتي السابق “كي جي بي” قوله إن التصعيد المخابراتي الحالي بين واشنطن وبكين هدفه رغبتهما في معرفة المزيد عن خطط بعضهما البعض، بينما كان الهدف الرئيسي لمخابرات الاتحاد السوفياتي السابق خلال الحرب الباردة هو تحديد ما إذا كان العدو سيشن ضربة نووية أم لا.