الجنسية أو الترحيل… وتوسع روسيا نفوذها شرق أوكرانيا
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، قراراً يمهد الطريق لمنح من يعيشون في مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة موسكو، الجنسية الروسية، إلا أن هذا يعني أن من يرفضون أو لا يقننون أوضاعهم سيواجهون احتمال ترحيلهم.
ويشمل القرار أربع مناطق أوكرانية تقول روسيا إنها جزء من أراضيها وتسيطر عليها بشكل جزئي، وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا.
وتقول كييف إنها ستستعيد المناطق الأربعة وتتهم موسكو بمحاولة ترهيب مواطنيها لقبول الجنسية الروسية.
ويحدد القرار الجديد السبل التي يمكن أن يتبعها المواطنون الأوكرانيون أو من يحملون جوازات سفر صادرة عن الجمهوريات الانفصالية المدعومة من روسيا أو من يعيشون في المناطق الأربعة لبدء إجراءات الحصول على الجنسية الروسية أو تقنين وضعهم مع السلطات الروسية.
ضربات صاروخية
ميدانياً، قُتل 26 شخصاً على الأقل الجمعة في ضربات شنّتها روسيا على مدن في أوكرانيا، فيما تؤكد كييف أن مرحلة التحضير لهجومها المضاد واسع النطاق “شارفت على نهايتها”.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف خلال مؤتمر صحافي في كييف: الاستعدادات شارفت على نهايتها. وتريد كييف شن هجوم كبير لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا في شرق وجنوب البلاد.
وأضاف: جرى التعهد بمعدات وأصبحت جاهزة وسلّمت جزئياً. بالمعنى الواسع، نحن جاهزون.
وتابع: عندما يكون الطقس مواتياً ويصدر قرار القادة سنفعل ذلك.
وأكدت روسيا من جهتها أنها قصفت “نقاط انتشار مؤقتة لوحدات الاحتياط التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية” بواسطة “أسلحة عالية الدقة”.
هجوم مضاد مرتقب
ومن شأن هجوم أوكراني مضاد بدعم من معدات غربية متطورة أن يدخل الحرب في مرحلة جديدة، بعد أكثر من عام من الحرب.
وتؤكد كييف منذ أشهر أنها تريد شنّ هجوم حاسم لعكس مسار الهجوم الروسي وتحرير نحو 20% من الأراضي، بما في ذلك شبه جزيرة القرم الخاضعة حالياً للسيطرة الروسية.
ولمساعدتها زودت الدول الأعضاء في الناتو وشركاؤها أوكرانيا بـ230 دبابة قتالية و1550 آلية مدرعة أخرى، حسبما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الخميس.
ورحب وزير الدفاع الأوكراني الجمعة بوصول مدافع سيزار إلى بلاده مرسلة من الدنمارك، من دون أن يحدد عددها.
من جانبها حشدت روسيا آلاف جنود الاحتياط لتعزيز مكاسبها الإقليمية في شرق وجنوب أوكرانيا ولا يزال هدفها استكمال احتلال دونباس، الحوض الصناعي التاريخي لأوكرانيا.
الأمم المتحدة تدين
من ناحيتها أدانت الأمم المتحدة الجمعة موجة “الضربات الجوية القاتلة” التي أدت إلى مصرع وإصابة عشرات المدنيين في أنحاء أوكرانيا.
وطالب القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا ماثيو هولينجسورث، في تصريح صحفي، بوقف الهجمات العشوائية على المناطق المدنية.
وبهذا الخصوص، قال المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي: إنه تذكير مهم بأن المدنيين والبنية التحتية المدنية يتمتعون بالحماية بموجب القانون الدولي والإنساني، ويجب ألا يجري استهدافهم أبداً.
وقُتل أكثر من 8500 مدني أوكراني وأصيب 15 ألفاً آخرون منذ بداية الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022، وفق الأمم المتحدة.
ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.