إف بي آي يعتقل مُسرِّب الوثائق الأمريكية السرية
قال وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند إن مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” اعتقل، المتهم بتسريب وثائق البنتاغون جاك تيكسيرا دون أي تعقيدات، في حين أكد البنتاغون أنه يعمل على تقييد وصول بعض الأفراد للمعلومات الحساسة، واصفا عملية التسريب بالجريمة المتعمدة.
وأضاف وزير العدل الأميركي أن التحقيقات مستمرة والمشتبه فيه سيمثل أمام محكمة في ماساشوستس.
من جهته، قال الـ”إف بي آي” (FBI) إنه لا يمكنه تقديم مزيد من المعلومات حاليا بشأن اعتقال المشتبه فيه بتسريب الوثائق.
أما وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فأكدت أنها لن تناقش تفاصيل الوثائق المسربة بسبب حساسيتها وتأثيرها على الأمن القومي والحلفاء والشركاء، على حد تعبيرها.
وقال متحدث باسم البنتاغون إنهم يعملون على تقييد وصول بعض الأفراد للمعلومات الحساسة، مضيفا أن لديهم قواعد صارمة للحفاظ على الوثائق السرية ووصف ما حدث بأنه “جريمة متعمدة”.
كما قال المتحدث إن البنتاغون يواصل العمل مع الوكالات الفدرالية لمعرفة حجم الضرر الذي أحدثه تسريب الوثائق، مؤكدا أن وزارة الدفاع تتعامل بجدية مع التحقيق في قضية الوثائق المسربة.
من ناحيتها، قالت قناة “إن بي سي” (NBC) نقلا عن مسؤولين أميركيين إن مسؤول غرفة الدردشة جاك تيكسيرا هو المشتبه فيه بتسريب الوثائق السرية.
وأضافت، نقلا عن المصادر ذاتها، أن الأجهزة الأمنية كانت تتتبع حركة تيكسيرا وأن صدور مذكرة اعتقال بحقه بات حتميا.
بدورها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) عن مسؤول أميركي أن السلطات الفيدرالية بدأت تفتيش منزل والدة جاك تيكسيرا -المتهم بتسريب الوثائق- وقالت إنه لم يتم اعتقال أي شخص.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة أن مسرب وثائق البنتاغون عضو في مخابرات الحرس الوطني الجوي في ماساشوستس.
أما صحيفة واشنطن بوست فقالت إن تيكسيرا توصل إلى معلومات حساسة من خلال عمله في قسم تكنولوجيا المعلومات بالمؤسسة العسكرية.
وفي وقت سابق اليوم قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن تحقيقا شاملا يجري في قضية الوثائق المسربة، بالتعاون بين أجهزة الاستخبارات ووزارة العدل.
وأضاف أنه ليس قلقا من التسريبات، لكنه قلق من حدوثها، لافتا إلى أنه لا يرى خطرا داهما بسببها.
كما قال إنه ليس على علم إذا كان ما ورد في وثائق المخابرات التي تم تسريبها في الآونة الأخيرة على صلة بأمور تجري في الوقت الراهن.
مُسرِّب الوثائق
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) الأميركية كشفت أن الشخص الذي سرّب الوثائق هو شاب في العشرينيات من العمر مولع بالأسلحة النارية، وكان يعمل في قاعدة عسكرية، وحصل على تلك الوثائق خلال فترة عمله داخل القاعدة.
وقالت الصحيفة إن المعلومات عن المسرّب مصدرها زملاء له في مجموعة دردشة على الإنترنت.
وقالت الصحيفة في تقرير حصري نشرته الأربعاء إن الشخص نشر معلومات سرية في مجموعة على منصة المراسلة الفورية “ديسكورد” (Discord) التي تستقطب المولعين بألعاب الفيديو، وتضم المجموعة نحو 20 رجلا وفتى يجمعهم “الحب المشترك للأسلحة والعتاد والإله”، وقد انضم هؤلاء إلى مجموعة الدردشة التي أنشئت عام 2020.
وقد نشر الشاب الوثائق السرية في مجموعة الدردشة عام 2022، وقال إنها عبارة عن نصوص من وثائق استخباراتية سرية أحضرها إلى المنزل من مقر عمله داخل قاعدة عسكرية رفض الكشف عن اسمها.
وفتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقا جنائيا رسميا الأسبوع الماضي بعد أن أحالت وزارة الدفاع الأمر إليها، وتحقق وكالة الأمن القومي ووزارة العدل في التسريب، لتقييم الأضرار التي لحقت بالأمن القومي وبالعلاقات مع حلفاء ودول أخرى، مثل أوكرانيا.
ويبدو أنه أخطر تسريب لأسرار الولايات المتحدة منذ سنوات، إذ نُشرت صور لمستندات حساسة على “ديسكورد” ومنصات أخرى، مثل فورتشان وتليغرام وتويتر.
وتتضمن وثائق البنتاغون المسربة تفاصيل بشأن آراء وتقييمات واشنطن للحرب في أوكرانيا، كما تحوي بعض الوثائق المسربة تفاصيل خطط وضعتها وكالة استخبارات الدفاع الأميركية للتعامل مع الطوارئ بعد عام من الحرب في أوكرانيا التي اندلعت في فبراير/شباط 2022.