وفاة أميركي من أصل أفريقي على يد الشرطة بمستشفى للأمراض العقلية
وثّق تسجيل مصور نشر الثلاثاء وفاة شاب أميركي من أصل أفريقي عمره 28 عاما، لدى إدخاله مستشفى للأمراض العقلية، أثناء محاولة نحو 10 من أفراد الشرطة وعناصر أمن المستشفى السيطرة عليه، وقد أثار الأمر جدلا وانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد وجهت السلطات -بحق الشرطيين وعناصر الأمن- اتهامات بالقتل على خلفية وفاة إيرفو أوتيينو في السادس من مارس/آذار الجاري، مما سلط الضوء على تجاوزات أفراد قوات إنفاذ القانون الأميركيين في معاملة المرضى النفسيين على وجه الخصوص.
وكان أوتيينو مكبل اليدين والساقين عندما أحضرته الشرطة، من سجن مقاطعة هنريكو قرب ريتشموند بولاية فرجينيا، إلى المستشفى المركزي في بيترسبرغ المجاورة.
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” تسجيلا مصورا مدته 9 دقائق، من تسجيلات كاميرات المراقبة بالمستشفى، ومدتها 27 دقيقة لوقائع الحادثة.
تُظهر مقتطفات التسجيل 7 شرطيين يُحضرون أوتيينو، الذي كان حافيا وعاري الصدر، إلى غرفة في المستشفى في السادس من مارس/آذار الحالي.
ورغم أن أوتيينو لم يبد مقاومة كما يظهر بالتسجيل، ألقاه عناصر الشرطة أرضا فترة طويلة، من دون أن تتضح أسباب ذلك، وينبطح عليه أحد الشرطيين ويضغط آخر على ما يبدو على رأسه أو عنقه، بينما يراقب ما يصل إلى 10 من موظفي المستشفى ما يحدث، وبعضهم يقدم المساعدة أحيانا.
وفي النهاية يتوقف عن الحراك، وتفشل محاولات الشرطة وموظفي المستشفى لإنعاشه.
وقد وُجهت إلى 7 شرطيين و3 من موظفي المستشفى -وغالبيتهم أيضا أميركيون من أصل أفريقي- تهمة القتل من الدرجة الثانية على خلفية الواقعة.
وكانت الشرطة قد اعتقلت أوتيينو قبل 3 أيام بعد أن تعرض لأزمة نفسية.
وبعد احتجازه 3 أيام في السجن المحلي، نُقل إلى المستشفى المركزي بالولاية حيث توفي.
وبحسب نتائج الأولى للتشريح، فقد توفي الشاب اختناقا أثناء “تقييده جسديا” على ما قالت آن كابل باسكرفيل (المدعية العامة بمقاطعة دينويدي) في بيان الأسبوع الماضي، في حين قالت والدته كارولاين أوكو إنه “يعاني من مرض نفسي”.
وأضافت الأم “ابني عومل مثل كلب، أسوأ من كلب. شاهدت ذلك بأم عيني.. خنقوا ابني”.
واستعانت العائلة بالمحامي بن كرامب المعروف على مستوى البلاد، والذي مثل عائلات عدد من الأميركيين الأفارقة الذين قتلوا أو أصيبوا أثناء توقيفهم من الشرطة.
وقد قارن المحامي بين قضية أوتيينو ومقتل جورج فلويد، الأميركي من أصل أفريقي الذي أثار موته اختناقا عام 2020 تحت ركبة شرطي في مينيابوليس صدمة في العالم، ومظاهرات للتنديد بالعنصرية والوحشية التي تمارسها الشرطة.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أعاد الناشطون نشر مقطع الفيديو مرفوقا بآرائهم حول ما حدث للشاب، حيث أكد كثير منهم أن ما حدث أمر صادم ومحزن، وقدّم عدد منهم تعازيه للعائلة واعتذاراته عما بدر من الشرطة.