جهود مكثفة ومستمرة لإنهاء “ممر زنغازور” الذي يربط بين أذربيجان وتركيا
تمكنت أذربيجان في حرب قره باغ الثانية التي استمرت 44 يوماً عام 2020، من تحرير عديد من مدنها التي كانت محتلة منذ سنوات.
وبعد انتصار قره باغ، كانت أُولى القضايا التي ركزت عليها باكو هي إعادة إحياء المدن المهملة منذ سنوات تحت الحكم الأرميني، بالإضافة إلى إنعاش الاقتصاد الإقليمي الذي ظلّ راكداً لمدة 30 عاماً.
وافتتحت أذربيجان مطار زنجيلان، الذي يُعَدّ في غاية الأهمية للمنطقة، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتعمل أذربيجان بكل جد لإحياء مدن أخرى وتشييد طرق جديدة وأنظمة سكك حديدية ومطارات في المنطقة، التي ستجعلها تكتسب معنىً كبيراً مع افتتاح “ممر زنغازور”.
وتعدّ أذربيجان الأيام لافتتاح ممر زنغازور، الذي سيربطها بتركيا، بعد أن أكملت جزءاً مهماً للغاية من أعمال بناء الطريق السريع.
وتواصل أذربيجان العمل المكثف لإنهاء ممر زنغازور، حيث سيُستخدم الطريق للنقل البري وإنشاء خط للسكك الحديدية.
وعلى الرغم من أنّ “زنغازور” كانت ذات يوم منطقة أذربيجانية يسكنها مسلمون أتراك، فقد ضمّها إلى أرمينيا الاتحاد السوفييتي في عشرينيات القرن الماضي، الأمر الذي أفقدَ أذربيجان اتصالها مع ناخيتشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي، وبطبيعة الحال مع تركيا.
ومع اكتمال المشروع المرتقب، ستتقلص المسافة بين أذربيجان وتركيا عبر خط السكك الحديدية الذي يبدأ من أنقرة إلى قارص أقصى شرقي البلاد، ثم إلى ناخيتشيفان، وهناك يلعب ممر زنغازور دوره الرئيسي.
ومع افتتاح الممر، من المتوقع أن تكون السكك الحديدية التي ستُبنَى أقصر من الخطّ المستخدم حالياً قارص-تبليسي.
جدير بالذكر أن الحكومة الأذربيجانية تُجري مباحثات حثيثة مع الروس من لمقطع طوله 43 كيلومتراً من الخط عبر ممر “زنغازور”، لأن ملكية السكك الحديدية في أرمينيا لروسيا.
مع تنفيذ ممرّ “زنغازور” عبر الأراضي الأرمينية، ستُقلَّص المسافة بين أذربيجان وتركيا، إذ سيكون الخطّ الجديد أقصر من خط سكة الحديد الممتدّ من مدينة قارص التركية شرقي الأناضول مروراً بالعاصمة الجورجية تبليسي وصولاً إلى باكو عاصمة أذربيجان.
وفي 27 سبتمبر/أيلول 2020 أطلق جيش أذربيجان عملية لتحرير أراضيه المحتلة في قره باغ، وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، توصلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينصّ على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.
