خبر وتعليق: مقاومة دون توقف لمحاولات واشنطن بسط نفوذها على دول أميركا اللاتينية
أصبح وضع قوى اليسار في دول أميركا اللاتينية أكثر تعقيدًا بعد وفاة هوغو تشافيز عام 2013، ووصول الأحزاب المحافظة إلى السلطة في عدة دول بينها المكسيك والإكوادور وبيرو.
وقال الإعلامي الروسي “نيل نيكاندروف”، في تقرير نشره موقع “المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات”، إن الولايات المتحدة تلاحق خصومها في بلدان جنوب نهر “ريو غراندي” بحماسة جنونية.
وأوضح أن مبدأ مونرو -الذي نادى باستقلال دول غرب الكرة الأرضية عن تأثير أوروبا وبقية العالم- ما يزال المبدأ الرئيسي المؤطر للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، التي ترفض تدخل الصين وروسيا في شؤون أميركا الجنوبية.
وأشار الكاتب إلى أن حجم التخريب الأميركي يتضح من خلال سلسلة من المنشورات الكاشفة في مجلة “رايا” الكولومبية التي حصلت على مواد سرية تكشف أساليب التجسس في كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.
وبيّن نيكاندروف أن الملف الكوبي يحتوي -بحسب ما نشرته “رايا”- على آلاف المواد المهمة، وتقارير عن مراقبة سياسيين ودبلوماسيين وممثلين تجاريين وصحفيين كوبيين في كولومبيا، حيث توبعت اتصالات الممثلين الكوبيين لمعرفة علاقات العمل المعتادة للكوبيين مع السياسيين الكولومبيين، وشخصيات مختلفة.
ونقل نيكاندروف عن “رايا” قولها إن مراقبة الكوبيين كانت تتم على مدار الساعة، كما تمت مراقبة مراسلات السفير الكوبي وزوجته والصحفيين.
النموذج الكوبي
وبحسب الكاتب، فإن الأميركيين يحاولون إقناع كوبا بالتخلي عن موقفها، بعد أن أصبحت رمزًا للمواجهة الناجحة مع الولايات المتحدة.
والدليل هو النتائج الساحقة للتصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعي إلى رفع الحصار الأميركي عن جزيرة الحرية، حيث أبقت المقاومة الكوبية على إيمان الملايين من الناس بقابلية الإمبراطورية الأميركية للهزيمة.
وأضاف الكاتب أن حلفاء كوبا من فنزويلا وحتى نيكاراغوا يمرون بأوقات عصيبة الآن تحت ضغط “الغزاة الناطقين باللغة الإنجليزية”.
لكن خليفة تشافيز، الرئيس نيكولاس مادورو يزعج الأميركيين بثقته في النصر النهائي للثورة البوليفارية، فهو واثق جدًّا من النصر لدرجة أنه يخطط في المستقبل للعودة إلى وظيفته السابقة كسائق حافلة.
وأفاد نيكاندروف بأن قسم السفارة الأميركية الخاص بفنزويلا الذي يعمل من أراضي كولومبيا وفّر الدعم لخوان غوايدو، والذي أظهر فشله في الإطاحة بنيكولاس مادورو إخفاق واشنطن تجاه فنزويلا.
وذكر التقرير أن رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا تبنى عدة “ضربات وقائية” أربكت وكالة المخابرات المركزية، حيث رفض استقبال السفير الأميركي هوغو رودريغيز، ثم أمر بطرد سفيرة الاتحاد الأوروبي بيتينا موشيدت، التي طالبت بالإفراج عن السجناء السياسيين والتغيير الديمقراطي الفوري.
كما قطع العلاقات الدبلوماسية مع هولندا بحجة رفضه “سياسة التدخل”، وكان الإجراء الأخير هو طرد 200 معارض من البلاد مع مصادرة ممتلكاتهم لاحقا.
تعليق جريدة العربي الأصيل:
امريكا لا تبسط النفوذ على امريكا اللاتينية فقط، بل تهيم عليها كليا، لدرجة انها تعين حكام وتعزل من تريد منهم، بل وتعتقل من لا يطيع الأوامر، كما فعلت مع نورييغا حاكم بنما، والادهى من ذلك أن المخابرات الأمريكية هي المسؤولة عن زراعة المخدرات في دول أمريكا اللاتينية وترويجها في داخل هذه الدول وفي العالم.