قلق إسرائيلي من حملة ضد اليهود في أمريكا
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “شرطة نيويورك زادت من تواجدها في المعابد والمراكز اليهودية، استعدادًا لما أطلق عليه نشطاء مناهضون للسامية وجماعات عنصرية “يوم الكراهية”، وسوف تزيد الشرطة من قواتها في بوسطن وشيكاغو، بما في ذلك ولايات نيو هامبشر وماساتشوستس وإلينوي، وحذرت مذكرة داخلية مسربة من دائرة المخابرات ومكافحة الإرهاب في شرطة نيويورك أن الجماعات المتطرفة أمرت أنصارها عبر شبكة الإنترنت بتعليق اللافتات، وتوزيع الملصقات والنشرات، ورسومات الغرافيتي ضد اليهود”.
وأضافت في تقرير لمراسليها هناك، أن “مراسلات داخلية أيضا وصلت إلى الجالية اليهودية في المدن الأمريكية وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، ما تسبب في توتر كبير بين اليهود الأمريكيين، حيث ألغت العديد من المعابد اليهودية في نيويورك ونيوجيرزي والتجمعات اليهودية الأخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة صلاة السبت، وسارعت المنظمات اليهودية مثل رابطة مكافحة التشهير للتحذير من الأعمال المعادية للسامية المحتملة، وحثت اليهود على توخي اليقظة، فيما قررت معابد يهودية أخرى مثل أمنو إيل في الجادة الخامسة في نيويورك إقامة الصلاة فعليًا على مدرجات الشارع”.
ونقلت عن الحاخام جوردان ميلشتاين من كنيس سيناي بمنطقة بيرغن قوله: سنؤدي الصلاة كالمعتاد، وبسبب زيادة التطرف فإن الإجراءات الأمنية ستكون ثقيلة، وصرحت شرطة نيويورك أنه لا توجد تهديدات معروفة، ولكن كإجراء احترازي، ستخصص الشرطة موارد إضافية في الأماكن الحساسة، بما في ذلك المعابد اليهودية. وأمرت حاكمة نيويورك كاثي هوكول، الشرطة بمراقبة أمن التجمعات اليهودية، رغم عدم وجود تهديدات دقيقة لسكان نيويورك في الوقت الحالي.
تتزامن هذه التحذيرات الأمريكية من استهداف الجالية اليهودية مع نشاط متزايد لشبكة عنيفة ومتطرفة بموجبها سيتم اعتبار يوم السبت “يومًا وطنيًا للكراهية”، وتم العثور على محتوى معاد للسامية على قناة تليغرام تابعة للحركة القومية الاشتراكية الأمريكية، وطالبت أنصارها بـ”فضح الفئران الطفيلية” التي تلوث الأمة الأمريكية، واعتبار أن العدو الأكثر وضوحًا للشعب الأمريكي هو اليهودي، ومن المتوقع أن تشارك ثلاثة فروع على الأقل من الحركة الاشتراكية القومية الأمريكية في ولايات نيويورك وكاليفورنيا وآيوا في “يوم الكراهية”.
وتشير وسائل إعلام إلى تتزايد كراهية الأمريكيين لليهود باعتبارهم خطرا على الولايات المتحدة، فقد دأب عدد من قادة اليهود الأمريكيين على توجيه انتقادات حادة لدولة الاحتلال بكلمات أشد قسوة وعنفا، لا سيما حين يكثرون من ترديد كلمة “احتلال” في الضفة الغربية، والتجمعات الاستيطانية اليهودية في الخليل التي تهدد وجود الفلسطينيين، وتنديدهم الدائم بجدار الفصل العنصري، كونه يسعى لتعزيز الاحتلال أكثر من حاجاته الأمنية.
واستكمالا لهذا الخطاب والمفردات التي تظهر حجم الفجوة المتسعة والعداء المتزايد يوما بعد يوم في السنوات الأخيرة بين إسرائيل والمؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة، فإن الكنس اليهودية توقفت منذ سنوات عن الحديث عن إسرائيل والصهيونية، بعد أن حظيت في الماضي باهتمام شديد، لكنها اليوم باتت تثير إشكاليات وانقسامات داخل الطائفة ذاتها، وباتت هذه المؤسسات اليهودية الرسمية تعلم وتربي النشء الجديد من اليهود على أن إسرائيل دولة محتلة، وهو واقع لم يتخيله أشد الإسرائيليين تشاؤماً!