تواصُل تدفق المساعدات إلى تركيا وعدد الوفيات يبلغ 35418
يستمر تدفق المساعدات إلى المناطق المنكوبة جراء الزلازل التي ضربت جنوبي تركيا وأدت إلى مقتل 35 ألفاً و418 شخصاً وإصابة أكثر من 105 آلاف.
وفي هذا الإطار شهد إقليم أتيكا اليوناني، الذي يضم العاصمة أثينا، جمع أطنان من المساعدات الإنسانية في إطار حملة لصالح ضحايا كارثة الزلازل في تركيا.
وقال مراسل الأناضول إن المساعدات جُمعت بدعم من 60 بلدية تابعة للإقليم وعدد كبير من المتبرعين، وجرى فرزها بمساهمة الجالية التركية.
وأعلنت الإمارات أن عدد طائراتها التي أرسلتها لإغاثة متضرري الزلازل في تركيا وسوريا ضمن عملية “الفارس الشهم 2″، بلغ حتى الأربعاء 60 طائرة محمّلة بمواد طبية وغذائية، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”.
وفي إطار العملية الإغاثية، سيّرت الإمارات “30 طائرة شحن إلى تركيا و30 مثلها إلى سوريا، ليصبح إجمالي الرحلات 60 رحلة حتى الآن (الأربعاء)”.
وذكرت الوكالة أن الطائرات “حملت على متنها 1375 طناً من المواد الغذائية والطبية وخياماً لإيواء المتضررين”.
كما دعا عضو مجلس الأعيان الأردني (الغرفة الثانية للبرلمان) زهير أبو فارس، المجتمع الدولي إلى إنشاء صندوق لمواجهة الكوارث بالمنطقة، بعد “الصدمة الهائلة” التي عاشها العالم في كارثة الزلازل.
وقال أبو فارس، خلال مقابلة مع “الأناضول”، إن الزلزال “أثبت ترابط تركيا والعرب وتشاركهما بالمخاوف والتحديات، ما يستدعي إنشاء صندوق دولي لمواجهة آثاره”.
ودعا أبو فارس، العالم إلى بذل “مزيد من الدعم، لتتمكن تركيا من محو آثار هذا الزلزال، وإعادة إعمار المنطقة المدّمرة”، مؤكداً أنه “لولا أن تركيا دولة عظمى ولديها إمكانيات هائلة لكان حجم الكارثة وتداعيتها الإنسانية أكبر من ذلك”.
وبسبب هذا الزلزال إضافة إلى “أن المنطقة معرضة لزلازل مماثلة، وهو مثبت تاريخياً وجغرافيا”، دعا البرلماني الأردني إلى “إنشاء صندوق دولي على غرار مشروع مارشال لمواجهة أي كوارث مستقبلية”.
و”مارشال” مشروع اقتصادي لإعادة تعمير أوروبا، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وضعه رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي الجنرال جورج مارشال، عام 1947.
كما أعلن القائم بأعمال السفارة السعودية في أنقرة محمد بن يوسف الحربي، أن المملكة سيّرت حتى الآن سبع طائرات، عبر الجسر الجوي لإغاثة المنكوبين في المناطق المتضررة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا.
وقال الحربي، في حوار مع الأناضول، إن المساعدات السعودية، جاءت استجابة لأوامر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.
وأوضح أن الجسر الجوي، الذي جرى تسييره بعد الزلزال مباشرة، مستمر ما دامت هناك حاجة، وأنه حمل حتى الآن مواد طبية وغذائية وخياماً وفرق إنقاذ إضافة إلى تقنيات للبحث عن ناجين والمساعدة في إنقاذهم.
وأشار الدبلوماسي السعودي، إلى أن الحملة الشعبية التي أطلقها الملك سلمان وولي العهد، لإغاثة متضرري الزلزال بسوريا وتركيا بشعار “عطاؤكم يخفف عنهم”، جمعت أكثر من 350 مليون ريال سعودي (93 مليون دولار).
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال إن حصيلة الزلازل في تركيا ارتفعت إلى 35418 قتيلاً، و105 آلاف و505 مصابين.
وأضاف في كلمة له عقب اجتماع للحكومة في مقر إدارة الكوارث والطوارئ “أفاد” بالعاصمة أنقرة أن 13 ألفاً و208 جرحى جراء الزلزال يتلقون العلاج بالمستشفيات.
وبيّن أن عدد الخيام المنصوبة في مناطق الزلازل تجاوز 175 ألفاً والمنازل سابقة التجهيز زاد على 5 آلاف و400.
وذكر أن 28 ألف جندي تركي يمارسون مهامهم في مناطق الزلزال.
وأشاد أردوغان بالجهود المبذولة في عمليات البحث والإنقاذ، وأكد مواصلة أعمال البحث والإنقاذ حتى انتشال آخر ضحية من تحت الأنقاض.
وقال إن “جميع المؤسسات والوزارات والفرق التركية والدولية المدعومة بطائرات ومعدات عدة عملت بجد بعمليات البحث والإنقاذ وتوزيع المساعدات على متضرري الزلازل”.
وواصل: “84 دولة أرسلت فرقاً للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ كما استقبلنا اتصالات من جميع القادة الذين أعربوا عن حزنهم وأرسلوا تعازيهم”.
كما أعلن أردوغان عن حزم دعم جديدة للمواطنين الأتراك في ضوء الاحتياجات المستجدة الأيام القادمة.
ولفت أن الحكومة التركية ستباشر خلال أشهر تدريجياً بناء جميع الشقق السكنية بعيداً عن خطوط صدع الزلازل.
واستطرد: “سنبني كل منزل ومقر عمل تهدَّم أو أصبح غير صالح للاستخدام بسبب الزلزال وسنسلمه لصاحبه”.
وتابع: “اعتباراً من مطلع مارس/آذار المقبل سنبدأ بناء 30 ألف وحدة سكنية”، مشيراً إلى أن 98% من الأبنية المهدّمة جرّاء الزلزال أُنشئت قبل عام 1999.
وأوضح أردوغان أن القطاع المصرفي التركي خصص جزءاً من أرباحه لعام 2022 والبالغ حالياً 50 مليار ليرة (نحو 2.64 مليار دولار) لمكافحة آثار الزلزال.
كما نوّه الرئيس التركي ببذل قصارى الجهود لإنقاذ الأحياء وإيجاد جثث الأموات وتسليمها لذويهم، مشدداً على أنه الحكومة تخطط لتوفير منازل قوية مقاومة للزلازل لجميع المتضررين وتسليمها لهم خلال عام.
وفي وقت سابق اليوم أشار الرئيس التركي إلى أن كارثة الزلزال أظهرت مجدداً مدى أهمية التضامن الدولي.
وشكر جميع الدول الصديقة والشقيقة التي مدت يد العون ودعمت جهود الإغاثة التركية في مواجهة آثار الزلزال.
وفي 6 فبراير/شباط الجاري ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.