إثر إعلان تعديلات بنيوية.. اضطرابات شديدة تعصف بـ”يوبي سوفت” الفرنسية
تعيش مجموعة يوبي سوفت الفرنسية العملاقة في ألعاب الفيديو أزمة متعددة منذ إعلان الشركة في منتصف الشهر الحالي خفض توقعاتها المالية لمجمل سنتها الحالية 2022-2023.
ووجهت نقابة عمال قطاع ألعاب الفيديو ومنظمة “سوليدير إنفورماتيك” نداء للإضراب إلى كل الكيانات الفرنسية التابعة لـ”يوبي سوفت”، يوم الجمعة بين الساعة 13,00 ت غ و17,00 ت غ، تنديداً بالسياسات المعتمدة من إدارة المجموعة.
وقال ممثل الفرع النقابي لدى “سوليدير إنفورماتيك” مارك روتشليه لوكالة الصحافة الفرنسية إن هذه “أول مرة” يقام فيه إضراب بهذا الحجم في تاريخ “يوبي سوفت” منذ 1986، تاريخ إنشاء الشركة المطورة لألعاب فيديو شهيرة بينها “أساسنز كريد”.
وتعتبر هذه الحركة المطلبية أمر نادر في أوساط قطاع ألعاب الفيديو الذي شهد أخيراً إضراباً استمر خمسة أسابيع لموظفي شركة “أكتيفيجن بليزارد” نهاية 2021، وأسفر في مايو/أيار الماضي عن إنشاء أول نقابة داخل الشركة الأمريكية.
وما أشعل الشرارة في “يوبيسوفت” هي رسالة داخلية أرسلها رئيس الشركة إيف غيمو، تحدث فيها عن “تعديلات بنيوية” مقبلة تعهدت “يوبيسوفت” بها في الأسواق لتحقيق وفرة قدرها 200 مليون يورو خلال سنتين.
وقال مارك روتشليه: هذا الأمر يعني لنا إعداد خطط لصرف موظفين. وعند الحديث عن تحقيق وفرة، فهذا يعني صرف موظفين وعدم زيادة رواتب الباقين، في ظل ضغوط تمارَس علينا عبر القول، يجب أن تحسنوا أداءكم.
ويطالب النقابيون في بيانهم خصوصاً بـ”إطلاق مفاوضات على الرواتب.
إضافة إلى ذلك فإن فضيحة تحرش تطال كوادر سابقين في الشركة التي تضم 18 ألف موظف في العالم، منذ صيف 2020، تركت آثارها على المجموعة خصوصاً من خلال ضرب ثقة الموظفين بإدارتهم.
أداء غير مقنع
على المستوى المالي، انخفضت قيمة أسهم الشركة الفرنسية أيضاً بشكل كبير في البورصة منذ الإعلان في منتصف شهر يناير/كانون الثاني، عن خفض توقعاتها المالية للعام المالي 2022-2023 بأكمله، بسبب “تدهور أوضاع الاقتصاد الكلي”.
فقد عدّلت يوبي سوفت هدف نمو الإيرادات الخاص بها للفترة 2022-2023 نزولاً، مع انخفاض المبيعات بأكثر من 10% مقارنة بالعام السابق، بعدما أعلنت في البداية عن هدف نمو أكبر من 10%.
من جانبه، قال المحلل لدى “ميدكاب بارتنرز” شارل لوي بلاناد لوكالة الصحافة الفرنسية إن “أداء يوبيسوفت غير مقنع”، مضيفاً: يوجد جو واضح من عدم الثقة على مستوى الإدارة، للتحذيرات الكثيرة بشأن النتائج وأيضاً حول الصفقة التي أبرمتها عائلة غيمو مع تنسنت.
فقد أقامت عائلة غيمو المؤسسة للشركة، تحالفاً مع مجموعة تنسنت الصينية العملاقة في أوائل سبتمبر/أيلول لتأمين سيطرتهم على يوبيسوفت.
كذلك فإن ثمة عنصر غير مساعد آخر للشركة تمثل في تأجيل جديد لطرح لعبة “سكال أند بونز”، بعدما كان مقرراً مبدئياً في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فيما أشارت يوبيسوفت إلى أنها وقفت تطوير ثلاثة مشاريع “غير معلنة”، إضافة إلى وقفها إطلاق أربع ألعاب أخرى في يوليو/ تموز 2022.
وقال شارل لوي بلاناد: هذه ليست حالة فريدة في هذا القطاع، خصوصاً بسبب جائحة كوفيد، ولكن لدينا انطباع بأن الأمر في يوبي سوفت أكثر وضوحاً من الشركات الأخرى.