وزير الري المصري: 35 مليار متر مكعب عجز في الموارد المائية
قال هاني سويلم وزير الري والموارد المائية المصري، إن بلاده تواجه عجزا يصل إلى 35 مليار متر مكعب في الموارد المائية.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس النواب المصري اليوم الثلاثاء، التي خصصت لمواجهة وزير الري، بحوالي 110 أدوات رقابية، تتعلق بأزمة سد النهضة وغرامات زراعة الأرز ومشروع تبطين الترع.
وأضاف: إن الوزارة تدير شبكة المياه بكفاءة عالية وتعيد استخدام المياه، موضحا أن المشروعات القومية تحتاج إلى ما يقرب من 8 مليارات متر مكعب مياه إضافية، ووزارة الري تسعى من خلال جهودها لتوفير ذلك.
وقال إن المياه الجوفية في مصر غير متجددة، لذا تتعامل الوزارة معها بمنتهى الحرص وحُسن الإدارة، بخلاف جهود إعادة استخدام المياه.
إلى ذلك، قال النائب مصطفى بكري إن دولة إثيوبيا انتهت من الملء الثالث لسد النهضة بإجمالي 22 مليار متر مكعب، وبدأت في الملء الرابع، وهو أمر خطير ينعكس سلبا على حصة مصر من المياه البالغ كميتها 55 مليار متر مكعب.
ولفت إلى أن إثيوبيا لم تلتزم بالاتفاقيات التي وقعتها، منها البيان الرئاسي لمجلس الأمن، والالتزام القانوني بقواعد الملء والتشغيل ووثيقة المبادئ التي وقعت عليها عام 2015.
واعتبر أن الأمر لا يتعلق بإثيوبيا فقط، وأن هناك من يتآمر على الأمن المائي المصري.
ورد وزير الري المصري: فيما يخص سد النهضة، ما يتم استقطاعه في إثيوبيا يتم تعويضه من مياه بحيرة السد العالي، والوزارة ليست الجهة الوحيدة المهتمة بالملف، ولكن ما يخصنا كوزارة هو تأمين الموارد المائية للشعب المصري.
وأضاف: نراقب ما يتم في إثيوبيا بشكل يومي، وبناء عليه يتم الإعداد من الناحية المائية للموضوع، وهناك أمر حدث من عند الله ليس لأحد يد فيه، فيما يخص الفيضان العام السابق الذي كان أكبر فيضان في التاريخ، خلال 115 سنة، فلم يحدث تأثير من الملء الثالث السابق لسد النهضة.
وتابع وزير الري: نطمئنكم على اجتياز المرحلة المقبلة بأقل تأثير على بحيرة السد العالي، وإدارة الأمر صعبة دون معلومات تأتي لنا من هناك، والملء الثالث تم التعامل معه فنيا بمنتهى الحكمة وتم تجاوزه ولم يكن هناك تأثير على كميات المياه بسبب ارتفاعها.
وزاد: حصتنا من نهر النيل 55.5 مليار متر مكعب، يتم توصيلها من الجنوب إلى الشمال من خلال الترع والقنوات على مستوى الجمهورية، وتصل إلى أكثر من 33 ألف كيلومتر طول، ونستخدم 1.3 مليار متر مكعب من مياه الأمطار، ونستخدم مياه الأمطار قدر الإمكان، والمياه الجوفية أساسًا تأتي من الأمطار، وللحقيقة كميات الأمطار عندنا قليلة جدًا، والمياه الجوفية في مصر مياه غير متجددة، وكل متر مكعب يتم سحبه من المياه الجوفية لا يتم تجديده مرة أخرى.
ولفت سويلم إلى إعادة استخدام 21 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي والصحي، والدولة تعوض العجز المائي، وتستورد أغذية.
وأوضح وزير الري، أن بعض المشروعات تنفذها الوزارة؛ تُساهم في توفير 8 مليارات متر مكعب للمشروعات القومية، من خلال محطات معالجة مياه الصرف وغيرها بنحو 14.1 مليار متر مكعب في اليوم.
وعن استعدادات أثيوبيا لبدء الملء الرابع لبحيرة سد النهضة والمقررة أن تبدأ في أبريل/ نيسان المقبل، قال الخبير المصري الدكتور عباس شراقي، إن الأقمار الصناعية كشفت فتح بوابتي التصريف أعلى الممر الأوسط، وتوقف التوربينان عن العمل مع استمرار عبور المياه أعلى الممر.
وأضاف: المياه التي تمر من بوابتي التصريف ستتوقف خلال أيام ما يؤدي إلى تجفيف الممر الأوسط تمهيداً لبدء الأعمال الخرسانية وزيادة ارتفاع جانبي السد وبدء التخزين.
ومن آن لآخر يجدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الموقف المصري الثابت في التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، مؤكدا تمسك القاهرة بحقوقها المائية المكتسبة وضمان الأمن المائي لها من خلال قواعد واضحة لعملية الملء والتشغيل.
وتتمسك دولتا مصب نهر النيل، مصر والسودان، بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي على ملء وتشغيل سد “النهضة” لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل وسلامة منشآتهما المائية.
غير أن إثيوبيا ترفض ذلك، وتقول إن السد، الذي بدأت تشييده قبل أكثر من عقد، ضروري من أجل التنمية ولا يستهدف الإضرار بأي دولة أخرى.