مات جوعا وعطشا.. فضيحة وفاة مريض عقلي أميركي بزنزانته الانفرادية
فجرت مجلة نيوزويك (Newsweek) الأميركية فضيحة كبرى تمثلت في وفاة معتقل أميركي ذي بشرة سوداء ومصاب بمرض عقلي في زنزانة انفرادية بأحد السجون الأمريكية.
وقالت المجلة إن لاري يوجين برايس كان وجها معروفا لدى شرطة أركنساس، وعلى الرغم من إصابته بمرض عقلي، ألقي عليه القبض في صيف 2020 بعدما وجّه إصبعه على شكل مسدس مهددا بقتل الموجودين بمركز شرطة. ونقل بعد ذلك إلى مركز اعتقال إذ استحال على الشرطة تهدئته أو التحدث إليه بسبب مرضه وعدم قدرته على التمييز.
وكان بإمكان لاري برايس نيل حريته مقابل دفع كفالة حددت في 100 دولار، لكنه بقي في السجن لأنه كان معدما، فضلا عن أنه غير قادر على التمييز.
وفاة مأساوية
وبعد ذلك بعام واحد فقط -تؤكد نيوزويك- عثر على لاري ميتا في زنزانته الانفرادية، نحيلا، عاريا، وسط بركة من المياه الراكدة المتسخة بالبراز والبول.
ونقلت المجلة عن محامي العائلة إريك هيبت قوله إنه شعر بالفزع عندما علم أن رجلا مصابا بمرض عقلي معدما لا يستطيع دفع كفالته يعتقل لمدة عام كامل، علما بأنه لم يكن يقضي عقوبة بل كان ينتظر طوال الوقت محاكمة عن جريمة لم يكن قادرا عقليا على ارتكابها.
وأضاف هيبت أن ما حدث مع لاري يكشف كارثة نظام الكفالة الأميركي “الذي يعاقب الفقير”، مبرزا أن لاري برايس لم يؤذ أحدا، بل كان بحاجة ماسة للمساعدة، لكنه بدلا من ذلك اعتقل ونقل إلى السجن الانفرادي ليقبع فيه عاما كاملا.
وعلى الرغم من أن الجهات الرسمية أكدت أن سبب وفاة لاري يتمثل في سوء التغذية والجفاف، فلم يفتح أي تحقيق لكشف أي ملابسات جنائية، بل ساد نوع من التوافق بأن ما حدث “أمر شائع” ولا تحوم حوله أي شبهة جنائية.
وأكدت المجلة أن تحقيقا داخليا فتح بمركز الاعتقال الذي توفي فيه لاري برايس، بعد العلم باعتزام المجلة نشر تحقيقها الصحفي.
وأوضحت الخبيرة في مجال إصلاح السجون كاثي فونتينوت لنيوزويك أنها لم تشهد طوال حياتها المهنية حالة أكثر كارثية من حالة لاري برايس، وقالت إن المعاملة التي لقيها الشاب الأميركي لا يمكن قبولها حتى مع كلب.
وصرح رودني شقيق لاري بأن الأسرة كانت ممنوعة من زيارته في السجن وكانت محرومة من الاطلاع على تفاصيل حالته.
وبخصوص عدم دفع الكفالة عن أخيه، صرح بأنه كان يعتقد أن وجود أخيه في مركز الاعتقال سيضمن له تغذية مناسبة ورعاية طبية خاصة، وسقفا يؤويه.
وتتابع العائلة قضائيا كل المتورطين في وفاة لاري برايس، وهي الوفاة التي سلطت الضوء على نظام السجون في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تشير التقديرات إلى وجود أكثر من مليوني سجين هناك، ويتوفى كثيرون لا تعرف الحكومة الفدرالية عددهم بدقة، حسب مصادر تحدثت لنيوزويك.