زعيم قبلي يمني يدعو لمواجهة خطط الإمارات والسعودية في البلاد
دعا الزعيم القبلي اليمني، علي سالم الحريزي، مساء الجمعة، إلى التحرك لمواجهة مخططات دول ما وصفها بـ”الاحتلال” (السعودية والإمارات) وطرد القوات الأجنبية من محافظة المهرة، أقصى شرق البلاد.
جاء ذلك، خلال اجتماع استثنائي عقدته لجنة الاعتصام السلمي في المهرة، التي يرأسها الحريزي، مساء الجمعة، لمناقشة المستجدات التي تشهدها المحافظة.
وقال الشيخ الحريزي الذي يقود تيارا معارضا للوجود السعودي والإماراتي في المهرة منذ العام 2018، إن المؤامرات كبيرة ومستمرة على المهرة، مؤكدا أن لجنة الاعتصام كانت وما تزال صمام أمان لهذه المحافظة.
ودعا رئيس لجنة الاعتصام السلمي أبناء محافظته إلى مضاعفة وتفعيل النشاط الجماهيري في عموم المناطق ومديرياتها التي تشهد حراكا نشطا منذ سنوات ضد الوجود العسكري السعودي فيها.
وأشار الزعيم القبلي إلى أن استراتيجية “دول الاحتلال الأمريكية البريطانية السعودية الإماراتية” واضحة وتمضي في خطوات متتابعة في محاولة لفرض مطامعها ومساعيها الفوضوية.
ومنذ عامين، تتواجد قوات بريطانية وأمريكية خاصة في مطار الغيظة، عاصمة المحافظة، إلى جانب قوات سعودية تتمركز فيه منذ 4 سنوات تقريبا، وسط حالة من الرفض الشعبي والسياسي لذلك.
وشدد الحريزي على “عدم السماح بأي محاولات لنقل الفوضى إلى محافظة المهرة”، مطالبا كافة القوات الأجنبية المحتلة بسرعة مغادرة المحافظة.
كما جدد دعوته لإفشال جميع المخططات والمؤامرات الخارجية التي تدمر مقدرات اليمن وتنهب ثرواته، موضحا أن لجنة الاعتصام السلمي مستمرة في الدفاع عن المهرة بالطرق المشروعة ولن تسمح بجرها إلى مستنقع الاقتتال مهما كلف ذلك من ثمن.
وناقش الاجتماع، وفق ما نشرته مواقع إخبارية موالية لحركة الاعتصام بالمهرة، التحركات الأخيرة من قبل دول الاحتلال الأجنبي في محافظة المهرة بهدف إنشاء ميناء بحري بمديرية قشن الساحلية على بحر العرب.
ومنذ العام 2017، تعيش محافظة المهرة، حراكا شعبيا رافضا لسياسات الرياض وهيمنتها على منفذي شحن صرفيت وميناء نشطون ومطار الغيظة الدولي وإغلاقها.
وتشترك هذه المدينة بمنفذين بريين مع سلطنة عُمان، فيما تمتلك أطول شريط ساحلي في اليمن يقدر بـ560 كلم على بحر العرب.
نقاط على الحروف
وفي السياق، قال المتحدث باسم لجنة الاعتصام السلمي، علي مبارك بن محامد إن تصريحات الشيخ الحريزي اليوم واضحة ووضعت النقاط على الحروف وكشفت مخططات الإمارات والسعودية القادمة على أرض المهرة.
ومن تلك الخطط يضيف بن محامد: إصدار قرارات لتغيير الواقع وتهيئة الوضع الراهن والسياسي للاحتلال عبر أدواته المحلية”.
وبحسب المتحدث باسم لجنة الاعتصام في المهرة فإن تصريحات الحريزي تأكيد للرفض الكامل للجنة ومواصلة النضال وعدم السماح لتمرير تلك المخططات والمؤامرات الخارجية التي تستهدف المحافظة أرضا وإنسانا.
وقال إن الاجتماع اليوم كان استثنائيا برئاسة الحريزي (رئيس لجنة الاعتصام) الذي بعث رسائل عديدة من خلاله منها “أن أبناء المهرة متمسكون بالأمن والاستقرار بالمحافظة ومستمرون في الدفاع عنها وتجنيبها الفوضى والتخريب وضد الأطماع الخارجية”.
وأردف قائلا: تحدياتنا في المرحلة المقبلة كبيرة لإفشال المخططات ومواجهة الغزاة، في حين طمأن الشيخ الحريزي أبناء المحافظة أن لجنة الاعتصام السلمي ستظل الحامل للمشروع الوطني في الدفاع عنها.
تعود محافظة المهرة، التي توصف بأنها بوابة اليمن الشرقية، إلى دائرة الاستهداف من قبل دولة الإمارات والمليشيات الانفصالية المدعومة منها، بعدما نجحتا في إخضاع محافظة شبوة لسيطرتهما منذ أشهر، إذ تسعى إلى إنشاء ميناء بحري في مديرية قشن بعد توقيعها اتفاقا مع وزير النقل المحسوب على المجلس الانتقالي في الحكومة التي يرأسها، معين عبد الملك، على ذلك.
فيما لم يوقف المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، والمنادي بانفصال شمال البلاد عن جنوبه، حملات التحريض ضد أبناء محافظة المهرة، تحت عناوين عدة ومكررة، منها “تحريرها من سيطرة قوات الجيش التابع لجماعة الإخوان”، في إشارة إلى حزب الإصلاح، وهي التهم ذاتها، التي سوقوها في محافظة شبوة قبل السيطرة عليها بإسناد جوي إماراتي، في أغسطس/ آب الماضي.
وتشهد المحافظة الساحلية على بحر العرب، استنفارا شعبيا وقبليا رافضا لأي تمدد للمليشيات المدعومة من الإمارات والسعودية نحو مناطقها، فيما لوح زعماء قبليون بمواجهة أي تحرك للمجلس الانتقالي في المحافظة، مهما كانت التداعيات والتبعات.