تهديدات من نظام الأسد ومدينة السويداء تتجه لمعركة كبرى
عادت السويداء إلى دائرة الحدث السوري مجدداً، فالتطورات في الجنوب السوري لا تقل عما يجري شمالاً، مظاهرات وسقف عالٍ للمطالب التي جاهر أبناء “الجبل” بها، فالشعب يريد إسقاط الأسد كما رددت حناجرهم في احتجاجاتهم.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، أجرى موقع تلفزيون سوريا حواراً مع ليث البلعوس، قائد قوات “شيخ الكرامة”، ونجل وحيد البلعوس مؤسس حركة “رجال الكرامة”، الذي قتل باستهداف سيارته في مدينة السويداء، في الرابع من أيلول لعام 2015، واتهم نجله علانية النظام السوري وإيران بالوقوف وراء عملية اغتياله.
ففي معرض رده على صحة التهديدات التي تعرض لها عقب اندلاع مظاهرات السويداء في الرابع من كانون الأول الجاري، قال البلعوس إن ذلك حصل فعلاً، وإنه تلقى اتصالاً هاتفيًا مفاجئاً من اللواء غسان جودت إسماعيل، مدير شعبة المخابرات الجوية في نظام الأسد، عندما كان موجوداً في مضافة الكرامة في قرية المزرعة في السويداء، تزامن مع اتصال مماثل مع حكمت الهجري شيخ عقل الطائفة الدرزية في مقره في السويداء، مشيرًا إلى أن الاتصال جاء لمعرفة اللواء إسماعيل بثقل هاتين الشخصيتين وتأثيرهما على الشارع والحراك في السويداء، وفق تعبيره.
وأضاف البلعوس: حديث اللواء إسماعيل كان غاية في الطائفية والإجرام، فهدد بحرق السويداء وتدميرها، وتابع: كان جوابنا شديداً، في مشادة كلامية كبيرة، وقلنا له وفقاً لتهديداته بأننا سندعس على رأس بشار الأسد.
وحول الحراك الأخير في السويداء، أوضح نجل مؤسس حركة “رجال الكرامة”، على أن المظاهرات والوقفات الاحتجاجية سلمية بالمطلق، وشملت معظم فئات وطبقات الشعب، مؤكداً عدم وجود حركة مسلحة في الحراك، أما بخصوص إطلاق الرصاص الذي تخللها، قال إن عنصراً للنظام أطلق الرصاص من مضاد “دوشكا” في الهواء أثناء محاولة إخراج معاون قائد الشرطة من مقره، فهجم عليه المتظاهرون واستطاعوا تخليصه السلاح، ثم أقدم عنصر آخر على إطلاق رصاص من مبنى قيادة الشرطة على المتظاهرين لتفريقهم، وكذلك استطاع المتظاهرون نزع سلاحه، ما أدى إلى حدوث صدام عنيف.
وقال البلعوس إن النظام يسعى من خلال بعض الأيادي العابثة لاستجرار المتظاهرين إلى المربع الأمني في مدينة السويداء لاستهدافهم، ناصحاً المتظاهرين بالوجود خارج المربع الأمني حفاظاً على أمنهم، مشيراً إلى أن قوات حفظ النظام توجهت إلى السويداء منذ عام ونصف، وعين النظام آنذلك المحافظ نمير مخلوف، وهو قريب بشار الأسد، ما اعتبره أبناء المحافظة أن الأسد يتجه إلى الحلول الأمنية منذ ذلك الوقت.
وكرر البلعوس تصريحاته السابقة بأن الجهات الأمنية تجر المحافظة نحو العنف، وهو أمر مفروغ منه، فعندما تكون مطالب الأهالي اقتصادية وسياسية، وعندما يكون النظام مفلساً سيجرهم للعنف حتى يضع اللائمة عليهم، حتى يخرج بمظهر المدافع عن نفسه وأن هناك من يعتدي عليه من أبناء المحافظة، بحسب تعبيره.
وحول اجتماعه مع الوفد الروسي قبل أربعة أشهر، أكد البلعوس أنه لا علاقة معهم بالمطلق، وأنهم هم من طلبوا الزيارة فقوبلوا بإصرارنا على تصوير اللقاء بالكامل حتى يعرف أبناء الجنوب ما يجري، معتبراً أن الروس لا ثقل لهم في السويداء وغير مبالين بما يجري، فالجنوب السوري لإيران كما يقول، وهناك صراع بين الطرفين، والواقع الروسي الحالي يشي بأنهم غير متفرغين للدخول في هذا الملف.
النفوذ الإيراني في السويداء
أما حول النفوذ الإيراني، فقال البلعوس: إن الإيرانيين يشترون ولاءات في السويداء، وراجي فلحوط أكبر دليل على ذلك، هم غير موجودين بصفتهم الرسمية أو ميليشياتهم المعلنة، بل يجندون ضعاف نفوس من أبناء المحافظة لزجهم في صدامات لا تحمد عقباها.
وتابع: نحن قلنا سابقًا، في لقائنا مع تلفزيون سوريا، إن النظام وإعلامه مفلسون، يتهموننا بالعمالة للخارج والشعب عميل بنظرهم في حال طالبنا بحقوقنا، وقالها الوالد (وحيد البلعوس): نحن خلقنا الوطنية ومنا سلطان الأطرش وكمال جنبلاط، ونحن قلنا إن الدين لله والوطن للجميع، لا أحد يزاود علينا بالوطنية، ونحن نصون أعراضنا بالجبل مهما كانت الطائفة، فكلنا سوريون، ولا نقبل سوريا إلا واحدة وموحدة ونرفض مشروع التقسيم.. الوالد دفع دمه رفضًا للتقسيم ومشروع الهلال الشيعي.
مستقبل السويداء “غير مطمئن” وفق قراءة البلعوس ورؤيته، حيث حذر في حديثه مع موقع تلفزيون سوريا من أنّ المحافظة قد تتجه نحو صدام مسلح يسعى له النظام، مضيفاً: نحرم التعدي منا ونحرم التعدي علينا، ولكن إن تعدوا هم سنرد على ذلك، وهم ليسوا أرجل من جبهة النصرة أو داعش، وانكسارهم سيكون في الجبل إن أقبلوا على ذلك وإن حدث ذلك فنحن لها.
وختم البلعوس حواره بالقول: من يقرأ ما بين السطور يعلم تماماً أن النظام مقبل على الحل الأمني والعسكري، وأرجو أن يهونها الله على أبناء المحافظة والشعب السوري عموماً، نحن مع كل حر شريف في سوريا، ونقف مع أي مشروع وطني سوري حقيقي يصون ويحمي كرامة الشعب السوري، وفي ظل عدم توفر هذا المشروع علينا حاليًا حماية وصون أعراضنا في الجبل.