مسؤول أمريكي سابق في إدارة أوباما: بوتين لا يحتاج إلى النووي لضرب الغرب
نشرت مجلة “ناشونال إنترست” مقالا للمسؤول السابق في إدارة باراك أوباما، جيفري ستيسي، عن التهديدات النووية من روسيا.
وقال إن الرئيس فلاديمير بويتن لا يحتاج للجوء إلى الخيار النووي كي يواجه الغرب، فلديه وسائل يمكنه من خلالها الإضرار به، من الحرب الإلكترونية إلى قطع الطاقة.
وأضاف: بعد سحب قواته من خيرسون، أصبح ظهر القوات الروسية مرة أخرى للجدار في أوكرانيا، وهو ما أثار المخاوف من لجوء موسكو بعد الحملة العسكرية الناجحة للقوات الأوكرانية إلى الخيار النووي أو ما وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي بأرماغدون.
ولإجابة على سؤال “هل سيلجأ بوتين إلى السلاح النووي لمنع الهزيمة؟”، قال ستيسي، إن روسيا ممتنعة بشكل كامل من استخدام الرؤوس النووية، بما في ذلك الرؤوس النووية الاستراتيجية والتكتيكية والقنبلة القذرة أو انهيار في محطة نووية.
وأوضح: ظهرت المخاوف من لجوء بوتين للأسلحة النووية في المسارات الأولية لهذه الحرب. وفي أيلول/سبتمبر، أصدر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان تحذيرا قويا لموسكو وبعد تهديداتها الأخيرة وتم التأكيد عليها هذا الشهر عندما التقى مدير سي آي إيه ويليام بيرنز مع نظيره الروسي في أنقرة بتركيا لكي يحذر من تداعيات استخدام الأسلحة النووية.
وتتعدد السيناريوهات للرد على أي تحرك روسي بهذا الاتجاه، بحسب الكاتب، “منها إبادة أمريكي للجيش الروسي في أوكرانيا عبر الأسلحة التقليدية لحلف الناتو، تحرك الحلفاء ضد روسيا في القطب الشمالي، ضم أوكرانيا للناتو والإتحاد الأوروبي، محاكمة بوتين في هيغ بتهم جرائم الحرب، مصادرة أموال أخرى من عائلة بوتين والمقربين منه وعلى قاعدة واسعة وأخيرا محاكمة المسؤولين الروس بتهم جرائم الحرب”.
ويعلق ستيسي مشيرا إلى علامة أخرى تظهر أن بوتين ليس مستعدا لاستخدام الأسلحة النووية.
فقد اعترف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، بأن روسيا لن تستخدم السلاح النووي في أوكرانيا، وكررها في حادثة صواريخ على بولندا في الأسبوع الماضي. وكان لدى روسيا فرص عدة لكي تتسبب بحادث نووي في مفاعل زباروجيا. وجاء قصفه الأخير ردا على تحذيرات لبوتين في قمم عالمية بشأن الأسلحة النووية السائبة.
وقال ستيسي: عندما ناقش بوتين من أن تهديداته النووية السابقة ليست خدعة، فإنه قام بتقويض مصداقيته.
وأضاف أن السؤال الحقيقي هو عن السبب الذي يجعل الغرب قلقا من التصعيد النووي؟
وهددت روسيا باستخدام السلاح النووي أكثر من مرة وسط التراجعات لقواتها في أوكرانيا. إلا أن العارفين في داخل الكرملين غير راضين، فقد كانت عملية التعبئة الجزئية لـ 300.000 لجنود الاحتياط فاشلة، وهرب آلاف منهم إلى خارج البلاد، وفق قوله.
وقال: يخسر بوتين حلفاء في بيكين ونيودلهي، وبات يعتمد على إيران وكوريا الشمالية للحصول على المسيرات والصواريخ. وزادت التصريحات المبالغ فيها من بايدن من القلق العام حول التهديدات النووية الروسية. كل هذا، فلا عجب من قلق العالم العميق من تصرفات بوتين غير المنطقية، فقد مضى في غزوه لأوكرانيا متجاهلا نصيحة قادته العسكرية، ولا تنس تحذيرات القادة الغربية الشديدة.
وعن بوتين، وصفه بأنه “ليس شخصا غير عقلاني. هو يفهم أن الغرب لديه خطوط حمر، ولم يتجاوزها بعد. فقد سمح بوتين، مثلا بدخول كميات كبيرة من الدعم الغربي لأوكرانيا، ولم يهاجم أيا من الدول الغربية باستخدام القوة”.
وأضاف: لهذا السبب فيجب على الغرب فهم أن بوتين ليس مقيدا عن استخدام منظور واسع من الحروب بما فيها القوة الإلكترونية وقطع الطاقة وتدمير البنى التحتية، فخفض إنتاج النفط الذي أعلنه حلف النفط أوبك+ وتدمير أنابيب نقل الغاز نوردستريم 1 و 2، هي صورة عما يمكنه عمله.
وحذر قائلا: يجب أن يكون الغرب حذرا من هجمات أخرى على شبكات الغاز تحت الأرض والإنترنت والأقمار الاصطناعية ومنشآت الفضاء، وكذا قطع التيار الكهربائي في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال: ما يمكن الاستفادة منه من تدمير نورد ستريم هو أنه تأكيد عن دور يد روسيا القذرة فيه ومحاولة بوتين البحث عن بدائل للانتقام. وما يثير الدهشة أن روسيا أقنعت للعودة إلى اتفاق نقل الحبوب من موانئها والموانئ الأوكرانية إلى العالم. وربما لم يكن الغرب قادرا على ردع الحروب الأقل، إلا أن سياسة الردع النووي أثبتت نجاعتها.