الرئيسين أردوغان وبوتين يتفقان على إرسال الحبوب الروسية للدول الأفريقية الفقيرة مجانا
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -اليوم الجمعة- إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة أن تذهب الحبوب الروسية التي يتم إرسالها بموجب اتفاق التصدير عبر البحر الأسود إلى الدول الأفريقية الفقيرة مجانا.
وأوضح أردوغان، في خطاب له بمعرض موسياد إكسبو الذي تنظمه جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين في مدينة إسطنبول، أن بوتين عرض في اتصاله الهاتفي الأخير معه إرسال الحبوب مجانا إلى دول محتاجة، وأنه قال “دعونا نرسل هذه الحبوب إلى دول مثل جيبوتي والصومال والسودان مجانا، واتفقنا على ذلك”.
ويأتي تصريح أردوغان بعدما استأنفت موسكو الأربعاء مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الذي تم إبرامه بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، منهية بذلك 4 أيام من عدم التعاون استمر خلالها تدفق الصادرات من الموانئ الأوكرانية.
وقال بوتين هذا الأسبوع إنه حتى لو انسحبت روسيا من الاتفاق مرة أخرى، فإنها ستعوض الكمية الكاملة من الحبوب المخصصة “للدول الأكثر فقرا” من مخزونها وبالمجان.
وأعربت موسكو عن استعدادها السبت لتقديم 500 ألف طن من الحبوب مجانا إلى الدول الفقيرة في الأشهر المقبلة، بمساعدة تركيا.
ولفت الرئيس التركي إلى أنه اتفق مع نظيره الروسي على مناقشة هذا الموضوع بشكل موسع خلال قمة العشرين، التي ستعقد في بالي الإندونيسية يومي 13 و14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأضاف سنعمل على ضمان وصول سفن الحبوب إلى جميع البلدان المحتاجة، وفي مقدمتها الصومال وجيبوتي والسودان التي تعاني أزمة غذائية ومجاعة خطيرة.
ولفت الرئيس أردوغان إلى عدم استخلاص المجتمع الدولي الدروس اللازمة من المآسي التي برزت خلال فترة جائحة كورونا.
حديقة وأدغال
وأشار أردوغان إلى أن عدم مبالاة الدول والمؤسسات الغربية -التي لطالما قدمت الدروس في الحريات وحقوق الإنسان لبقية العالم- بتلك المآسي، أمر يبعث على الخجل.
واعتبر أنه لم يتفاجأ من تصرف العقلية التي تصف أوروبا بـ”الحديقة” وباقي العالم بـ”الأدغال” بهذه الطريقة، مؤكدا في الوقت نفسه رفضه لذلك.
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد وصف أوروبا بالحديقة، واعتبر أن معظم العالم أدغال، ويمكن أن تغزو الأدغال الحديقة، وبالتالي فإنه يتعين على القائمين على الحديقة الدفاع عنها، بحسب تعبيره.
وانتقد الرئيس التركي الدول التي تواصل نهجها الاستعماري بطرق حديثة، قائلا “لا نتوقع ممن يواصلون نهجهم الاستعماري بطرق ووسائل جديدة اتخاذ مواقف إنسانية في مواجهة الأزمات”.
