إضرابات في إيران.. وخامنئي يصف مسؤولين أمريكيين بالوقاحة
تشهد إيران مظاهرات طلابية في عدد من جامعات البلاد دعما للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي أعقبت حادثة مقتل الشابة مهسا أميني.
وأظهرت مقاطع الفيديو والصور المنشورة على الإنترنت، شبانا وشابات يتجمعون في الممرات والساحات والطرق في حرم جامعي في طهران ومدن أخرى، فيما اعتقلت السلطات 300 شخص منذ اندلاع الاضطرابات قبل ستة أسابيع، وفق ناشطين.
وفي السياق، اتهم الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي المسؤولين الأمريكيين الذين يدعمون الاحتجاجات في إيران بـ”الوقاحة”، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام رسمية إيرانية.
وقال خامنئي: المسؤولون الأمريكيون الذين يدعمون الاحتجاجات وقحون. هؤلاء الذين يعتقدون بأن الولايات المتحدة قوة محصنة مخطئون، إنها ضعيفة للغاية مثلما تظهر الأحداث الراهنة.
وتتهم السلطات الإيرانية المحتجين باعتماد العنف خلال المظاهرات، الأمر الذي دفع بعض الشخصيات إلى التحذير من الوقوع في مغبة ذلك.
وقال الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي إن الانتقاد والاحتجاج يجب أن ينفيا العنف وألا يتلوّثا به، خصوصا في أوضاع يكون لأعداء إيران خارج الحدود آمال واهية عبر أسلحة غير إنسانيّة.
وفي 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، اندلعت احتجاجات في أنحاء إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام على توقيفها لدى “شرطة الأخلاق” المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
وأثارت الحادثة غضبا شعبيا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.
وفي السياق، نشرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان الإيرانية “هرانا”، الثلاثاء، ما قالت إنها صور لإضرابات قام بها طلاب في العديد من الجامعات في العاصمة، بما في ذلك جامعة الشريف للتكنولوجيا، وجامعة الزهراء المخصصة للطالبات فقط، وجامعة أمير كبير للتكنولوجيا.
وأظهر مقطع فيديو للاعتصام في جامعة “شهيد بهشتي” مجموعة يهتفون ويحملون لافتة تقول إن الاعتصام كان دعما “للطلبة المسجونين”.
ووقعت إضرابات مماثلة في جامعات مدينتي يزد وأصفهان بوسط البلاد، وفي مدينة شيراز الجنوبية.
وتم تصوير طالبات في جامعة كردستان للعلوم الطبية، في مدينة سنندج شمال شرق البلاد، وهن يلوحنّ بأغطية الرأس في الهواء ويهتفن “امرأة، حياة، حرية”، وهو شعار خاص بالاحتجاجات.
ومع وقوع الإضرابات، أفادت قناة “الطلاب المتحدون” على “تليغرام” باعتقال طالبين في جامعة الأمير كبير يوم الثلاثاء.
وقالت الوكالة أيضا إن ثلاثة اعتقلوا في جامعة آزاد الإسلامية في شيراز ورابعا في مدينة زهدان جنوب غرب البلاد.
ونشرت مجموعة “1500 تسفير” الناشطة في المعارضة، مقاطع فيديو قالت إنها تظهر قوات الأمن تطلق قنابل صوتية وتصدر تهديدات عبر مكبرات الصوت، في محاولة لمنع سكان المجمعات السكنية في منطقة أكباتان بطهران من ترديد شعارات مناهضة للنظام من نوافذهم ليلا.
وفي السياق، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية (غير حكومية – مقرها النرويج)، الثلاثاء، عن ارتفاع عدد القتلى إلى 253 جراء تدخل قوات الأمن ضد المظاهرات التي انطلقت عقب وفاة الشابة مهسا أميني.
وأورد تقرير المنظمة أرقامًا حول 21 محافظة من أصل 31، ولفت إلى أن أكثر حالات الوفاة حصلت في محافظة سيستان-بلوشستان ذات الكثافة الأكبر من السنّة.
وأضاف: قتل 92 متظاهرًا في سيستان-بلوشستان، و30 في مازنديران، و25 في طهران، و23 في كردستان، و19 في غيلان، و18 في أذربيجان، و13 في كرمانشاه، و7 في ألبرز، و4 في خراسان الرضوية، و3 في أصفهان.
واستطرد: كما أنه قتل شخصان في كل من مركزي وقزوين وكهكيلويه وبوير أحمد وزنجان وأذربيجان الشرقية وأردبيل وغيلان، وشخص واحد في كل من بوشهر وخوزستان وهمدان وسيمنان.
والاثنين، أشارت وكالة “هرانا” إلى مقتل 287 شخصا على الأقل، بينهم 46 طفلا، على أيدي قوات الأمن منذ بدء الاحتجاجات، لافتة إلى اعتقال 14,160 متظاهرا آخرين.
بينما قالت صحيفة رسمية إيرانية إن 35 من أفراد الأمن قتلوا على يد من وصفتهم السلطات بأنهم “مثيرو شغب” مدعومون من الخارج.
والاثنين أيضا، أعلن المدعي العام في طهران أن الاستعدادات جارية لإجراء محاكمات لألف شخص متهمين بارتكاب “أعمال تخريبية”، بما في ذلك قتل حراس الأمن وإشعال النيران.