وزير الخارجية الصيني: على أميركا التوقف عن محاولة احتوائنا
قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين، إن على الولايات المتحدة أن تتوقف عن ممارسة ما وصفها بسياسة الاحتواء والقمع بحق الصين، وألا تخلق عقبات جديدة أمام العلاقات بين البلدين، وفق تعبيره.
ونقل بيان للخارجية الصينية عن وانغ قوله إن ضوابط التصدير التي فرضتها واشنطن على الصين أضرّت كثيرا بحقوقها المشروعة ويجب تصحيحها.
من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن بلينكن ناقش في الاتصال مع وانغ حرب روسيا مع أوكرانيا والتهديدات التي يشكلها الصراع على أمن العالم واستقراره الاقتصادي.
وأضاف البيان أنه ناقش أيضا الحاجة إلى إدارة العلاقات الأميركية الصينية بشكل مسؤول.
وتأتي المحادثة بين الوزيرين الصيني والأميركي وسط توترات بين البلدين تغذيها قضية تايوان والتنافس الاقتصادي والعسكري بين القوتين الكبيرتين، فضلا عن علاقات بكين المتنامية مع موسكو.
وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده لا تسعى إلى صراع مع الصين، في حين قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بكين مستعدة للعمل مع واشنطن لإيجاد سبل للتوافق لمصلحة الطرفين.
وقد يلتقي الرئيسان الأميركي والصيني على هامش قمة مجموعة الـ20 في بالي بإندونيسيا الشهر المقبل.
وشددت الولايات المتحدة مرارا على ضرورة بقاء خطوط الاتصال مفتوحة بين البلدين، لكنها حذرت أيضا في المدة الأخيرة من تداعيات دعم بكين للغزو الروسي لأوكرانيا.
وقبل أيام، رأت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في إستراتيجيتها الشاملة أن الحرب الروسية على أوكرانيا تسلط الضوء على “تهديدات خطيرة” تشكلها موسكو، لكنها أكدت أن الصين تمثل التحدي “الأساسي” للولايات المتحدة.
في هذه الأثناء، ندّدت الخارجية الصينية اليوم الاثنين باعتزام الولايات المتحدة إرسال 6 قاذفات قنابل من طراز “بي-52” (B-52) القادرة على حمل أسلحة نووية إلى قاعدة جوية في شمال أستراليا، وسط تصاعد التوترات بين البلدين.
وكانت هيئة الإذاعة الأسترالية نقلت في وقت سابق عن وثائق أميركية أن هذه القاذفات الإستراتيجية البعيدة المدى ستتمركز في قاعدة “تندال” الجوية الأسترالية الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر جنوبي مدينة داروين.
من جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن بلاده ترتبط مع الولايات المتحدة بتحالفات دفاعية “من وقت لآخر”.
وأضاف ألبانيز في مؤتمر صحفي أن “هناك زيارات بالطبع إلى أستراليا، بما في ذلك داروين التي يتمركز فيها مشاة البحرية الأميركية. بالطبع، على أساس دوري”.
ونُقل عن سلاح الجو الأميركي في سياق التقرير الذي بثته هيئة الإذاعة الأسترالية أن تمركز قاذفات بعيدة المدى في أستراليا يبعث برسالة قوية إلى الخصوم بشأن قدرة واشنطن على إظهار قوتها الجوية.
وقالت بيكا واسر الباحثة في مركز الأمن الأميركي الجديد (Centre for New American Security) لهيئة الإذاعة الأسترالية إن تمركز طائرات “بي-52” -التي يبلغ مداها نحو 14 ألف كيلومتر- في أستراليا بمنزلة تحذير لبكين مع تزايد المخاوف من هجوم محتمل على تايوان.
وأبرمت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا العام الماضي اتفاقية أمنية لتزويد سيدني بالتكنولوجيا اللازمة لتشغيل غواصات تعمل بالطاقة النووية، وهي خطوة أثارت حفيظة الصين.
وأرسلت الولايات المتحدة هذا العام 4 قاذفات “بي-52” إلى قاعدة أندرسن الجوية في غوام.