اشتباكات مع الأمن الإيراني عند قبر أميني
قتلت قوات الأمن الإيرانية، الخميس، شابا، جراء إطلاقها النار أثناء تظاهرات في مدينة مهاباد، غرب إيران، احتجاجا على وفاة الشابة مهسا أميني.
جاء ذلك وفق ما أعلنت منظمة “هنكاو” الحقوقية غير الحكومية.
وقالت المنظمة: “قُتل شاب كرديّ بنيران مباشرة أطلقتها قوات الأمن الإيرانية”، مضيفة أنه أُصيب “في الجبين”.
فيما لم يصدر تعليق رسمي بخصوص أنباء القتيل في هذه المنطقة بعد.
قبر أميني
وسابقا، وقعت اشتباكات بين قوات الأمن الإيرانية ومتظاهرين عند قبر الشابة مهسا أميني التي توفيت بعد توقيفها لثلاثة أيام من “شرطة الأخلاق” ما يعد شرارة الاحتجاجات المستمرة منذ نحو شهر ونصف.
وتجمعت حشود بالقرب من قبر أميني، بمناسبة مرور 40 يوما على وفاتها، وأطلق عليها البعض اسم “أربعينية أميني”.
وقالت جماعة حقوقية كردية، إن أفراد الأمن أطلقوا الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع في ساحة الزندان في سقز.
في حين أقرت وسائل الإعلام الرسمية بوقوع الاشتباكات.
وهتف المتواجدون حول قبر الشابة أميني بـ”مرأة، حياة، حرية” و”الموت للديكتاتور”، وبعبارات ضد رموز النظام في إيران.
وأفادت تقارير إعلامية بأن شرطة مكافحة الشغب وأفراد من قوة مقاومة الباسيج شبه العسكرية، انتشروا بأعداد كبيرة في سقز، وأجزاء أخرى من إقليم كردستان الأربعاء، تحسبا لتوسع الاضطرابات.
ولم يتضح ما إذا كان أفراد عائلة أميني قد تواجدوا عند المقبرة حينها أم لا. في حين قال نشطاء إن الأمن الإيراني حذر العائلة من إقامة مراسم عزاء.
في حين نقلت وكالة الأنباء الحكومية “إرنا” ما قالت إنه تصريح من الأسرة، قالت فيه إنهم لن يعقدوا أي حدث من أجل تجنب “مشكلات مؤسفة”.
لكن مصدراً مقربا من الأسرة قال لهيئة “بي بي سي” الفارسية، إنهم لم يكتبوا مثل هذه الرسالة.
وقال حاكم إقليم كردستان، إسماعيل زاري كوشه، إن الوضع في سقز هادئ يوم الأربعاء، ونفى إغلاق الطرق.
ونقلت الوكالة عنه قوله إن “العدو ووسائل إعلامه… يحاولون استخدام الذكرى الأربعين لوفاة مهسا أميني ذريعة لإحداث توترات جديدة، لكن لحسن الحظ أن الوضع في المحافظة مستقر تماما”.
وأكدت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، أن “عددا محدودا ممن تجمعوا عند قبر مهسا أميني اشتبكوا مع قوات الشرطة في ضواحي سقز وتم تفريقهم”.
وأضافت: بعد الاشتباكات المتفرقة، انقطعت خدمة الإنترنت في سقز لاعتبارات أمنية، مضيفة أن عدد من تجمعوا بلغ نحو عشرة آلاف.
وسبق أن اندلعت الاحتجاجات الأولى في البلاد بعد جنازة أميني في سقز مسقط رأسها، وانتشرت بعدها بسرعة، وتطورت لتصبح الأكبر من نوعها منذ احتجاجات 2019 الحاشدة.
وتقول منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها النرويج، إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 234 متظاهرا، من بينهم 29 طفلا، في حملة قمع عنيفة.
وأفادت منظمة “هنغاو” الكردية، بوجود إضرابات عامة في مدن وبلدات في أنحاء كردستان، تضامنا مع الاحتجاجات.
إلا أنه بحسب الرواية الرسمية، فإن إغلاق جميع المدارس والجامعات في المحافظة يعود إلى “موجة من الأنفلونزا”، وفق وسائل الإعلام الرسمية.
وقالت مجموعة “1500 تسفير” الناشطة المعارضة، إن الاحتجاجات نُظمت يوم الأربعاء في البازار الكبير بطهران وكذلك في جامعات في طهران ومدينة مشهد شمال شرق البلاد، والأهواز في الجنوب الغربي.
وتوفيت أميني في 16 أيلول/ سبتمبر في طهران بعد احتجاز شرطة الأخلاق الإيرانية لها بدعوى “لباسها غير المحتشم”، ما أثار احتجاجات في أنحاء البلاد مستمرة منذ أكثر من شهر.