متظاهرو إيران يلجأون إلى تكتيكات لعدم ملاحقتهم
يلجأ الشباب الإيرانيون إلى تكتيكات عدة يستخدمونها في احتجاجاتهم، تضمن قدر الإمكان عدم ملاحقة السلطات لهم واعتقالهم بسبب نشاطهم ضمن الاحتجاجات المستمرة للشهر الثاني بعد وفاة “مهسا أميني”.
وأبرز ما يقوم به المتظاهرون الشباب، التلثم ووضع هواتفهم في “وضعية الطيران” لتجنب تحديد مكانهم، وحمل ملابس إضافية لاستبدال تلك الملطخة بالطلاء.
ونشر ناشطون عبر “تويتر” تعليمات بجعل المتظاهرين هواتفهم بوضع الطيران أثناء مشاركتهم في الاحتجاجات، وأن يطلبوا من كل شخص يستخدم هاتفه أن يقوم بذلك أو يغادر المكان، كما في التغريدة الآتية.
ويعمد متظاهرون كذلك إلى نزع كاميرات المراقبة كما وثقت فيديوهات في مدينة سنندج في محافظة كردستان، مسقط رأس مهسا أميني.
وشوهد آخرون في لقطات أخرى ينظمون عددا أكبر من التجمعات الصغيرة الخاطفة بعيدا عن ساحات المدينة التي تُستخدم عادة للتجمعات السياسية.
ولجأ آخرون إلى طرق أخرى أكثر تكتما، حيث قام البعض بتحويل مياه النوافير في طهران إلى لون الدم، بعدما صبغها فنانون باللون الأحمر لتعكس القمع المميت، دون أن يشاركوا مباشرة في المظاهرات.
وصور طلاب الفنون في إحدى جامعات طهران مقطع فيديو يظهر أيديهم مرفوعة في الهواء ومغطاة بطلاء أحمر، دون أن يصوروا وجوه المشاركين.
وقامت طالبات المدارس بإدارة ظهورهن للكاميرا، ومشاركتهن بالاحتجاجات بالإضافة إلى ترديد شعارات ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، وسط حملة من السلطات ضدهن باعتقالهن وإرسالهن إلى مراكز تأهيل نفسي.
ونقلت وكالة “فرانس برس”، عن المتخصص في الشؤون الإيرانية في معهد واشنطن، هنري رومي، أنه “كلما تحسنت قدرة المتظاهرين على التنظيم والتنسيق، زادت فرصة توسيع قاعدة دعمهم وشكلوا تحديا واضحا على المدى القريب للنظام”.
وأضاف: لكن جهاز أمن الدولة يتفوق على وجه التحديد في تعطيل هذا النوع من المعارضة المنظمة، بفضل مجموعة أدوات متقنة من العنف والاعتقالات وتعطيل الإنترنت والترهيب.
وقال: في الوقت الحالي، فإن الدولة والمتظاهرين هم في حالة توازن غير مستقر، لا يتمكن معه أي منهما من التغلب على التحدي الذي يمثله الآخر، الأمر الذي يشير إلى أن حركة الاحتجاج والعنف الحالي قد يستمران لفترة طويلة.
وتداولت مقاطع فيديو في مدينة مشهد، هجوما مسلحا على قاعدة تابعة للحرس الثوري، ولم يتسن التأكد من صحتها.
يشار إلى أن الاحتجاجات في إيران اندلعت في 16 أيلول/ سبتمبر الماضي، إثر وفاة الفتاة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من “شرطة الأخلاق” بدعوى عدم لباسها المحتشم.