أذربيجان تتهم ماكرون بالانحياز إلى أرمينيا
أعربت وزارة الخارجية الأذربيجانية، اليوم الجمعة، عن رفضها لتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضد أذربيجان، متهمة إياه بالانحياز لأرمينيا في قضية ناغورني قره باغ.
ونددت الوزارة في بيان بتصريحات الرئيس الفرنسي التي رأى فيها أن روسيا “تخدم مصالح” أذربيجان لإضعاف أرمينيا في نزاع إقليم ناغورني قره باغ.
تصريحات منحازة
واستنكر البيان ما سماها بالتصريحات “غير المقبولة والمنحازة” للرئيس الفرنسي التي أدلى بها بتاريخ 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مشيرة إلى أنه من الضروري إعادة النظر في جهود الوساطة لهذا البلد.
وقال البيان: إن رئيس فرنسا هو الشخص الذي لم يقل كلمة واحدة عن احتلال أرمينيا للأراضي الأذربيجانية منذ ما يقرب من 30 عاماً، وأنشطتها غير القانونية على هذه الأراضي، والانتهاك الجسيم لوحدة أراضي أذربيجان وحقوق آلاف الأذربيجانيين، متجاهلاً المبادئ الأساسية للقانون الدولي، وعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، على الرغم من حقيقة أن بلاده هي الرئيس المشارك لمجموعة مينسك.
وأردف: للأسف، لا يزال الرئيس الفرنسي صامتاً بشأن فشل أرمينيا في الوفاء بأحكام الإعلان الثلاثي والتهديدات للأمن في المنطقة بزرع الألغام الأرضية في أذربيجان.
وتابع البيان: أذربيجان بدورها، بالنظر إلى عدم قدرة مجموعة مينسك على العمل في الوقت الحالي، لم تقل “لا” لمبادرات الوساطة التي قام بها الرئيس الفرنسي في عملية تطبيع العلاقات بين البلدين.. إلا أن الآراء التي أعرب عنها الرئيس الفرنسي ضد أذربيجان تشكك بجدية في حياد ونزاهة جهود الوساطة التي يبذلها.
بوتين يرد على ماكرون
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة أن إيمانويل ماكرون لا يفهم الصراع بين أرمينيا وأذربيجان في قره باغ، في رد على تصريحات نظيره الفرنسي الذي اتهم موسكو بالسعي إلى زعزعة استقرار القوقاز.
وقال الرئيس الروسي، في قمة دول الاتحاد السوفيتي السابق في كازاخستان، أعتقد أنه يوجد عدم فهم للنزاع في هذه التصريحات، ولمعلومات فرنسا عن موقف الأطراف.
وأضاف أن تصريحات ماكرون “غير صحيحة وغير مقبولة”، مؤكداً أنه سيثير الموضوع مرة أخرى مع الرئيس الفرنسي “إذا سنحت الفرصة”.
وفي سياق متصل، قال بوتين على هامش قمة رابطة الدول المستقلة “يسعدني دعوة كل من الرئيس الأذربيجاني ورئيس الوزراء الأرميني إلى اجتماع في موسكو”.
وأشار بوتين إلى أن الاجتماع يمكن أن يكون في مدينة سوتشي أو موسكو أو سانت بطرسبورغ، وفي أي وقت.
ورأى بوتين أنه من الضروري السعي لإيجاد حل للصراعات بين البلدين.
وفي الشهر الماضي، أعلنت وزارتا الدفاع الأذربيجانية والأرمينية اندلاع اشتباكات حدودية، وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل 79 عسكرياً أذربيجانياً، و135 جندياً على الأقل من القوات الأرمينية.
وتعد هذه الاشتباكات الأكبر منذ الحرب التي اندلعت في 27 سبتمبر/أيلول 2020، عندما أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم قره باغ، عقب هجوم شنه الجيش الأرميني على مناطق مأهولة مدنية.
وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، أعلنت روسيا في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ينص على استعادة باكو السيطرة على عدد من المحافظات التي كانت بيد جارتها.