مقتل جندي يهودي بالضفة ومجموعة فلسطينية تعلن بدء “أيام الغضب”
قال بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي إن أحد جنوده قتل يوم الثلاثاء في إطلاق نار قرب مستوطنة بشمال الضفة الغربية وذلك وفق ما أوردت وكالات الأنباء قبل قليل.
وجاء البيان بعد قليل من إعلان جيش الاحتلال عن إصابة الجندي بجروح -اليوم الثلاثاء- إثر إطلاق نار قرب مستوطنة شاڤي شومرون شمال غرب نابلس بالضفة الغربية، بالتزامن مع اقتحام مئات المستوطنين اليهود المسجد الأقصى.
وقال البيان إن “مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار من سيارة مسرعة نحو عدد من الجنود الذين كانوا يهمون بنشاط لتأمين المنطقة والسكان”، في إشارة الى مسيرة للمستوطنين في المنطقة، مضيفا أن قوات الجيش باشرت بملاحقة مطلقي النار.
وفي وقت سابق كان شهود عيان قد ذكروا أن إطلاق النار استهدف مجموعة من جنود الاحتلال بالتزامن مع انطلاق مسيرة ينظمها المستوطنون، احتفالا بما يسمى “عيد العُرش” اليهودي.
وقد تبنت مجموعة فلسطينية مسلحة -تطلق على نفسها “عرين الأسود”- مسؤوليتها عن إطلاق النار، وقالت -في بيان- إنها بدأت سلسلة عمليات “أيام الغضب”.
وأضافت المجموعة: نفذت مجموعة من مقاتلينا الأبطال عملية نوعية بالقرب من مُغتصبة شافي شومرون، محققة إصابات أكيدة وبالغة في صفوف العدو، وانسحب المجاهدون بسلام، بفضل الله.
وتأتي عملية نابلس ضمن سلسلة من العمليات الفلسطينية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، في مقابل عمليات اغتيال إسرائيلية لمقاومين فلسطينيين في الضفة الغربية.
وفي تطورات متزامنة، تشهد أحياء مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال القدس المحتلة -لليوم الثالث على التوالي- مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي تواصل بحثها عن منفذ هجوم حاجز شعفاط الذي أسفر عن مقتل جندية وإصابة 3 آخرين.
وقال شهود عيان إن قوات إسرائيلية كبيرة تكرر اقتحام ضواحي المخيم وبعض شوارعه، وتدهم منازل ومحال تجارية فيه، وتصادر كاميرات للمراقبة.
وكانت قوات الاحتلال -معززة بوحدات هندسية- دهمت مساء أمس الاثنين منزل عائلة منفذ الهجوم الواقع في إحدى ضواحي المخيم وأخذت قياساته، تمهيدا لاتخاذ قرار بهدم المنزل.
ويحتجز جنود الاحتلال قرابة 130 ألف مقدسي يقطنون في تلك الأحياء كرهائن بحجة البحث عن مطلوبين، وتحولت تلك الأحياء إلى ساحة حقيقية للحرب، حيث شرع جنود الاحتلال بتفتيش عشرات المنازل واستهداف المواطنين وإطلاق قنابل الغاز، وقنابل الصوت، والأعيرة “المطاطية” تجاه المواطنين ومنازلهم.
من جهة أخرى، تجددت اليوم الثلاثاء اقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، وهذه المرة بمناسبة ما يسمى “عيد العُرش” اليهودي.
وأقتحم 7 مجموعات استيطانية تضم نحو 500 مستوطن باحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال، التي اعتقلت فلسطينيين اثنين في أثناء التصدي لاقتحامات المستوطنين.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد فتحت -صباح يوم الثلاثاء- باب المغاربة تسهيلا لاقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى وتلبية لدعوات المستوطنين بتكثيف الاقتحامات في الأيام المقبلة.
كما فرضت شرطة الاحتلال تشديدات على مداخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة وأزقتها، ونصبت الحواجز العسكرية، ورفعت حالة التأهب في المدينة المقدسة ومحيط الأقصى. وكان مئات المستوطنين نفذوا حفلات صاخبة ورقصات بالقرب من باب الجديد الليلة الماضية.
وقد نددت الخارجية الفلسطينية بالاقتحامات الاستفزازية للمستوطنين لباحات المسجد، محذرة من تكريس الصلوات التلمودية عند أبواب الأقصى وباحاته.
كما نددت الخارجية الأردنية بالاقتحامات الإسرائيلية، وحذر الناطق باسمها من أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات -بالتزامن مع الاقتحامات المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة- تنذر بالمزيد من التصعيد، وهو ما يمثل اتجاها خطيرا يجب وقفه فورا، على حد تعبيره.